5 دلائل يمكن التحقق منها تثبت كروية الأرض
تُوجد العديد من الأساليب العلمية التي استخدمها العلماء لفهم كروية الأرض، بدءًا من صور الأقمار الصناعية والرحلات الفلكية، وصولًا إلى الحسابات الرياضية. وقد أثبت المفكرون والعلماء ذلك منذ قرون، كما تناولنا في مقال سابق بعنوان “كيف فند علماء المسلمين نظرية الأرض المسطحة قبل ألف سنة؟” والذي أظهر كيف استطاع علماء الفلك في عهد الخليفة المأمون، ومن ثم أبو الريحان البيروني، حساب محيط الأرض بدقة عالية.
إلا أن العديد من تلك الأساليب قد تبدو معقدة، لذا توجد طرق بسيطة يمكنك استخدامها للدراسة بنفسك، تعتمد على بعض القواعد الأساسية في علم الفلك. ولتوضيح الفكرة، تخيل أننا طلبنا من صديقين أن يسافرا إلى أقطاب الأرض.
القمر المقلوب
لأن الأرض كروية، عند وصول كل منهما إلى وجهتهما، سيبدو أحدهما مقلوبًا بالنسبة للآخر. وكلاهما سيعتقد أنه في أعلى نقطة بينما يوجد الآخر تحت أقدامه، وذلك نتيجة ضخامة حجم كوكب الأرض التي تجعلنا غير قادرين على إدراك شكله بالكامل. نعتقد أننا ننظر دائمًا إلى الأعلى عند رفع رؤوسنا، وإلى الأسفل عند النظر تحت أقدامنا، خصوصًا مع تأثير الجاذبية.
بينما يستعد شخص بالقرب من القطب الشمالي وآخر بالقرب من القطب الجنوبي للنظر إلى السماء، سيظهر القمر مختلفًا لكل منهما. أي تفاصيل معينة من سطح القمر يمكن أن تكون في “الأعلى” لأحدهما، لكن في “الأسفل” بالنسبة للآخر.
المسألة ترتبط بنظرتك من فوق الأرض، لذا ستجد أن من كل مكان، وعلى مدار جميع خطوط العرض، سيتغير تصور القمر بين الناس، في الوقت الذي يرفع كل منهم رأسه إلى السماء.
أطوار القمر
بالإضافة إلى ذلك، تتغير أطوار القمر بين نصفي الكرة الأرضية، ففي الوطن العربي، على سبيل المثال، تبدأ رؤية الهلال بشكل “C” مقلوب، ثم تتطور حتى تصل إلى شكل البدر، بينما في أستراليا يبدأ الهلال بالشكل العادي “C” وينتهي بالمقلوب.
لديك القدرة على أن تطلب من شخص يعيش في نصف الكرة الجنوبي، مثل أستراليا أو الأرجنتين، التقاط صورة للقمر، ثم قارنها بصورة تلتقطها من مصر أو أي بلد عربي. ستلاحظ أن القمر يظهر مائلًا أو مقلوبًا، بحسب مكان وجودكما. وعندما يسألك عن تأثيرات القمر، سيخبرك بأنه يراه بمظاهر مقلوبة.
يمكن لمؤيدي نظرية الأرض المسطحة أن يزعموا أن القمر، لو كان مصباحًا مسطحًا فوق الأرض، يمكن أن يتجلى بشكل مختلف، لكن هذا يتعارض مع الفكرة، إذ تضع الخريطة المسطحة جميع هذه المواقع على نفس العالم الفلكي، وهو ما يدعم رؤية كروية الأرض، حيث أن هذه المناطق تتواجد بجانب بعضها البعض، على سطح الكرة.
تغير موضع القمر في السماء
لنفهم حركة القمر بشكل أوضح، هناك تجربة بسيطة: ضع مصباحًا قويًا على الطاولة وأمسك كرة بلاستيكية صغيرة، ثم ابدأ بالدوران حول المصباح. بينما تدور، ستلاحظ تزايد الإضاءة المنعكسة على الكرة، مشبهًا بذلك ما يحدث لأطوار القمر.
عندما يكون القمر في موقعه بجوار الشمس، يظهر كغير مرئي، وعندما يتحرك بعيدًا تظهر اختلافات واضحة في المظهر. عادة ما يتأخر الغروب للقمر عن الشمس بحوالي 50 دقيقة يوميًا، مما يعني أنه يمكنك أن تلاحظ بنفسك كيف يتغير موقع القمر في السماء.
يمكنك تجربة ذلك بأن تخرج في اليوم الأول والثاني من الشهر الهجري بعد الغروب لتشاهد الهلال، وسترى كيف يظهر القمر بعيدًا عن الشمس يوميًا. كل هذه الظواهر يمكن تفسيرها بالنظر إلى الأرض ككرة تدور حول نفسها.
إلى النجوم
إذا كانت الأرض مسطحة، يجب أن يرى الجميع نفس النجوم في جميع أنحاء العالم. لكن هذا غير صحيح، إذ أن الأشخاص القريبين من القطب الشمالي لن يروا نفس النجوم كما يرونها أولئك في جنوب أفريقيا، لأن المواقع المختلفة على الأرض تعرض نجومًا مختلفة. يمكنك أن تسأل صديقًا في أستراليا حول النجم الذي تراه، وسيجد أنه لا يراه في سمائه.
التغير في النجوم أثناء تنقل الإنسان من شمال الأرض إلى جنوبها يتنافى مع فكرة الأرض المسطحة، حيث تُظهر التجارب أن النجوم تتغير بحسب الموقع، مما يدعم نظرية الكروية.
وكذلك، إذا انتقلت من الشرق إلى الغرب، لن يتغير المنظر لأن الأرض تدور حول نفسها بشكل يسمح برؤية نفس النجوم، لذا فالرؤية المتغيرة تؤكد كروية الأرض.
ألعاب النجوم
تتغير النجوم مع تغيير الفصول، وقد عرف البشر هذه الظاهرة منذ القدم. ربط العرب بين تلك التغيرات والمواسم، فعلى سبيل المثال، تظهر بعض النجوم قبل بدء موسم الصيف.
عندما تدور الأرض حول الشمس، يتغير مشهد السماء ليلاً، مما يفسر اختلاف النجوم المرئية بحسب موقع الأرض في مدارها حول الشمس.
يمكنك ملاحظة تلك الاختلافات بنفسك عبر تأمل السماء في ليالي مختلفة على مدار السنة، حيث ستظهر النجوم في مواقع وفصول مختلفة، مما يؤكد كروية الأرض.
رابط المصدر