أظهرت دراسة نشرت في 29 أغسطس/آب الماضي في مجلة “إنتغراتيف أورغانيزمال بيولوجي” أن حشرة “قافزات الذنب الكروية” تعد الكائن صاحب أسرع قفزة خلفية على وجه الأرض. هذا الكائن، الذي يمتلك ستة أرجل، يمكنه القفز للخلف بسرعة مذهلة تصل إلى أكثر من 60 ضعف ارتفاع جسمه في غضون لحظات.

حركة غير عادية في أفنيتنا الخلفية

يقول “أدريان سميث”، المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو أستاذ مساعد في قسم الأحياء بجامعة ولاية كارولينا الشمالية: “لا يوجد كائن آخر على الأرض يمكنه القفز للخلف بهذه السرعة”. ويصف سميث حركة هذه الحشرة بأنها غير عادية على الرغم من مشاهدتها بشكل متكرر في الحدائق والأفنية الخلفية.

في تصريحاته لـ”الجزيرة نت”، يوضح سميث أن أجنحة هذه الحشرة تقفز بسرعة كبيرة لدرجة أنها تُظهر وكأنها تختفي، مما يُعد وسيلة فعالة للابتعاد عن المفترسين. ويشير إلى أن هذه الكائنات الصغيرة تعمل على تنفيذ حركات بهلوانية مدهشة تفيدها في الهروب من أعدائها في السلسلة الغذائية.

ويضيف سميث قائلاً: “في بعض الأحيان يُقال لنا إن الأشياء المثيرة الوحيدة في الطبيعة هي تلك التي يتم العثور عليها في الأحافير أو في الغابات الاستوائية. ولكن بالنسبة لي، هذه الكائنات الصغيرة تُظهر أنها تقوم بأعمال مذهلة في كل مكان حولنا، علينا فقط مراقبتها”.

البهلوان الصغير

استخدم الباحثون كاميرات عالية السرعة قادرة على التقاط 40 ألف لقطة في الثانية، لتوثيق قفزات قافز الذنب الكروي بين ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار الماضيين. وأظهرت اللقطات أن حركة هذا الكائن تبدأ بالإقلاع مع ضربة قوية، حيث تُطلق أجنحتها زائدة تشبه الزنبرك، تنثني تحت بطنها ولها بنية صغيرة عند الطرف.

ووجد الباحثون أن هذه الضربة تدفع القافز إلى الخلف بسرعة متوسطة تصل إلى 1.5 متر في الثانية. وأثناء القفز، تدور الأجنحة الكروية من 14 إلى 29 مرة، وفقاً لبيان نشر على موقع جامعة “كارولينا الشمالية للعلوم الطبيعية”.

يقول سميث إن “قافز الذنب الكروي يحتاج إلى جزء من الألف من الثانية فقط للقفز للخلف عن الأرض، ويمكنه أن يصل إلى معدل دوران يبلغ 368 دورة في الثانية. هذه الكائنات تُسرع أجسامها للقفز بمعدل يشبه تقريباً ما تقوم به البراغيث، لكنها تدور أيضاً. ولا توجد حيوانات أخرى على الأرض تقوم بقفزة للخلف أسرع من قافز الذنب الكروي”.