عندما تصنع أوكرانيا صاروخها الباليستي!
في إطار ردود الفعل على الهجوم الروسي الذي استهدف منشآت الطاقة في أوكرانيا في 26 أغسطس/ آب، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الهجوم بـ “الشائن”، مشددًا على أن روسيا لن تنجح في إغراق الأوكرانيين في الظلام. كما أكد بايدن التزام بلاده بالاستمرار في دعم كييف.
هذا الهجوم الواسع النطاق من قبل روسيا، الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة العشرات.
أبعاد الصراع المستمر
بدأت الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، تحت مسمى حماية أمنها القومي من تقدم حلف شمال الأطلسي (الناتو). ومع ذلك، أثبتت الأحداث أن الحرب تحمل دوافع أخرى وراءها؛ حيث يسعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لاستعادة نفوذ الإمبراطورية الروسية وبناء نظام عالمي جديد يتجاوز النفوذ الغربي.
ومن جانبهم، تدعم الولايات المتحدة أوكرانيا ليس فقط لحماية كيانها، ولكن أيضًا لحماية مصالحها الاستراتيجية، بعيدًا عن معاناة الشعب الأوكراني.
تدخل الحرب الأوكرانية عامها الثالث، محذرة من خطر التصعيد، وقد حذرت روسيا واشنطن من احتمال انزلاق الأمور نحو حرب عالمية جديدة.
إعلان زيلينسكي يغيّر مجرى الحرب
أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن نجاح جيشه في اختبار أول صاروخ باليستي محلي الصنع، ما يمثل تحولاً جديداً في سياق الحرب. هذا الإعلان يرفع من مستوى التحدي، ويضع أمن روسيا القومي في خطر.
خلال مؤتمر صحفي في 28 أغسطس/ آب، أكد زيلينسكي نجاح التجربة، مثنيًا على القوات الدفاعية الأوكرانية دون أن يكشف عن تفاصيل عن الصاروخ. ومن جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف إن بلاده تستعد للرد على الضغوط الجوية الروسية بأسلحة محلية.
تحذيرات من عواقب الحرب العالمية الثالثة
تتوالى التحذيرات من أن الحرب الأوكرانية قد تنزلق نحو صراع عالمي. روسيا حذرت من أن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية ضد أهداف روسية “يُلعب بالنار”. بينما تستخدم كييف طائرات “إف-16” الأميركية في مواجهاتها المتزايدة.
ليس لدى الولايات المتحدة نية للمشاركة مباشرة في الحرب، لكنها تدفع الدول الأوروبية نحو سباق تسلح، مما يوحي بوجود طموح لتوسيع نطاق الصراع في المنطقة.
سياسة بايدن تجاه القوى الصاعدة
تحت إدارة بايدن، تشدد الولايات المتحدة على احتواء القوى الصاعدة، مثل روسيا والصين. وقد أدى ذلك إلى تغييرات في العلاقات الدولية وتوجهات استراتيجية تهدف إلى تفعيل مخاوف هذه الدول من استراتيجيات الولايات المتحدة.
آثار تطوير الصناعات العسكرية الأوكرانية
وجود صاروخ باليستي مصنّع في أوكرانيا يُعدّ تحولاً بارزاً في الصراع، وقد يؤثر سلبًا على مجريات الحرب لمصلحة كييف. هذا التقدم قد يحرر واشنطن من أي قيود تمنعها من دعم الجيش الأوكراني بشكل أكثر فاعلية.
يترقب العالم نتائج العمليات العسكرية في شرقي أوروبا بعد انطلاق مبادرات لتطوير الصناعة العسكرية الأوكرانية. فبينما تتشبث الولايات المتحدة بمصالحها الاستراتيجية، تسعى روسيا لتحقيق مكاسب سريعة في الحرب، ويتجدد النقاش حول مصير الصراع.
هل ستؤدي هذه التطورات إلى دفع العالم نحو حافة حرب نووية لا مفر منها؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
رابط المصدر