زيارة مصر لإريتريا: تعزيز التعاون في ظل التحديات الإقليمية
في سياق سعي القاهرة لتقوية وجودها في منطقة القرن الأفريقي ومواجهة التحديات المرتبطة بالتوترات مع إثيوبيا، قام اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، بزيارة العاصمة الإريترية أسمرة يوم السبت. وقد اعتبر خبراء هذه الزيارة خطوة ‘متوقعة تحمل دلالات سياسية وأمنية’.
لقاء مع القيادة الإريترية
خلال الزيارة، عقد المسؤولان المصريان اجتماعًا مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، حيث نقلوا له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تناولت سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى متابعة الأوضاع السياسية والأمنية بالمنطقة، حسبما أفادت وزارة الخارجية المصرية.
تعاون لتعزيز الاستقرار الإقليمي
اتفق الطرفان على أهمية تكثيف الجهود والتشاور لتحقيق الاستقرار في السودان ودعم المؤسسات الوطنية، بالإضافة إلى الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته على أراضيه، وفقًا لما ذكرته وزارة الخارجية المصرية.
التوترات الحالية في البحر الأحمر
جاءت هذه الزيارة في وقت تزايدت فيه التوترات بين مصر والصومال من جهة وبين إثيوبيا من جهة أخرى، عقب توقيع أديس أبابا اتفاقية مع إقليم ‘أرض الصومال’ الانفصالي تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة لأغراض تجارية وعسكرية، وهو ما رفضته الصومال وسط دعم عربي ومصري، حيث وقعت القاهرة اتفاق دفاع مشترك مع مقديشو.
أمن القرن الأفريقي وتأثير التحركات الإثيوبية
وتصاعدت التوترات بعد إعلان وصول معدات عسكرية مصرية إلى مقديشو في نهاية أغسطس الماضي، كجزء من مشاركة مصر في قوات حفظ السلام، وهو ما قوبل بمعارضة من أديس أبابا. واعتبر السفير صلاح حليمة، نائب رئيس ‘المجلس المصري للشؤون الأفريقية’، أن زيارة المسؤولين المصريين تحمل أهمية أمنية وسياسية، حيث تهدف إلى تعزيز الوجود المصري في المنطقة وتنسيق المواقف لمواجهة التهديدات التي تسببها التحركات الإثيوبية.
تأثيرات الهجمات الحوثية على الملاحة
كما تصاعدت التوترات في منطقة البحر الأحمر، حيث استهدفت جماعة ‘الحوثي’ اليمنية السفن المارة بالممر الملاحي، ما دفع شركات شحن عالمية لتغيير مساراتها، مما أثر سلباً على الاقتصاد وحركة التجارة العالمية، وأدى إلى تراجع إيرادات قناة السويس.
خطوات مصرية سابقة نحو إريتريا
جاءت زيارة الرئيس الإريتري إلى مصر في فبراير الماضي، حيث بحث السيسي وأفورقي تعزيز التعاون الثنائي ومتابعة المستجدات الإقليمية، مؤكدين أهمية احتواء الموقف في ظل الأوضاع الخطيرة التي تشهدها المنطقة. وقد عقد الجانبان عددًا من اللقاءات في الفترة الأخيرة لتعزيز التنسيق في قضايا القرن الأفريقي.