صوفي ويصا: قصة مُحبّة غيّرت قرية مصرية إلى مركز للفنون
14/9/2024
تعتبر عبارة “الفن هو الحياة” هي الأساس الذي اعتمد عليه الفنان التشكيلي حبيب جورجي في تربية ابنته “صوفي”، التي وُلدت في عشرينيات القرن الماضي. لقد كانت صوفي تجسيدًا لأفكار والدها، ونجحت في نشر مفهوم “الفن يبدأ في الطفولة” والذي أصبح مدرسًا في الأكاديميات الفنية الكبرى. أسست صوفي لمدرسة جديدة في الفن، حيث امتدت إبداعاتها لتصبح معروفة باسم “أم الحرانية”.
دور صوفي وزوجها في الفنون
كان الحب والإيمان هما أبرز العوامل التي ساعدت صوفي وزوجها الفنان رمسيس ويصا في بناء حياتهما الفنية. لم يكن زواجهما مجرد علاقة تقليدية، بل كان تعاونًا فنيًا أفضى إلى قيام مركز للفنون في منطقة الحرانية بمحافظة الجيزة. كان هذا المركز نتاج شراكة بين الزوجين، حيث استثمروا فيه شغفهم لتحقيق أحلامهم الفنية ورفع مستوى الإبداع في قريتهما.
سيرة فنية مميزة
في أغسطس الماضي، ودعت الكنيسة المصرية صوفي عن عمر يناهز 102 عامًا، مشيدة بمسيرتها في توظيف الفن لخدمة المجتمع. أسست صوفي وزوجها مركز الحرانية للفنون، الذي ساهم في تطوير مهارات النساء والفتيات في قرية فقيرة أصبحت مؤخرًا معروفة عالميًا بفن النسيج بفضل جهودهما.
تاريخ الحرانية تغير بفضل صوفي، التي عانت مع زوجها من صعوبات حتى بدأت في تعليم النساء والفتيات فنون النسيج، مما عزز مكانة القرية كأحد المراكز العالمية للفنون.
وفاة رمسيس وتأثيرها
عام 1974، فقدت صوفي زوجها رمسيس بشكل مفاجئ. تحملت بعده مسؤولية توجيه مجموعة من الفنانين الذين كانوا جزءًا من المشروع الذي أسسه زوجها، وهذا ما جعلها تبرز كقائدة وملهمة لكثيرين في مجال الفنون النسجية.
المواهب الفنية والإرث
في عام 1989، أنشأت صوفي متحفًا داخل مركزها لعرض أعمال زوجها وكذلك إبداعات النساجين من الجيل الأول. بالإضافة إلى ذلك، كانت لديها موهبة الرسم التي ورثتها عن والدها، وأسهمت في دمج الرسومات مع فنون النسج، مما أضاف لمسة فريدة على أعمالها.
أعمال صوفي عرضت في العديد من الأماكن في القاهرة، ولا تزال أعمالها جزءًا من متحف ويصا واصف.
على الرغم من رحيل صوفي، فإن مركز الحرانية للفنون سيبقى شاهدًا على حبهما واهتمامهما بأهالي القرية، حيث سعت إلى تحقيق النجاح من خلال الحب والاحترام المتبادل.
رابط المصدر