الإمبريالية اليابانية: غزو طوكيو لبكين يوم لا ينسى

Photo of author

By العربية الآن



الإمبريالية اليابانية.. يوم غزت طوكيو بكين

mandatory credit: photo by historia/shutterstock (7665097zs)
إصدار الدستور الياباني الجديد من قبل إمبراطور اليابان مايجي في طوكيو عام 1889 (شترستوك)

عزلة اليابان التاريخية

عاشت اليابان لفترة طويلة في حالة من الانغلاق تحت حكم إمبراطوري وإقطاعي، حيث أصدرت في عام 1639 قانونًا يُعرف باسم “ساكوكو” يعاقب بالإعدام على كل من يدخل أو يخرج من البلاد. قبل ذلك، كانت الحكومة قد طردت كافة الأوروبيين، خصوصًا التجار والمبشرين الكاثوليك، الذين وفدوا بأعداد كبيرة من إسبانيا والبرتغال منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر. استمر هذا القانون، الذي عزل اليابان عن العالم، لأكثر من 300 عام حتى منتصف القرن التاسع عشر حين تولى الإمبراطور الشاب موتسوهيتو المعروف لاحقًا باسم الإمبراطور مايجي.

إصلاحات مايجي

في مارس 1868، أعلن الإمبراطور مايجي عن مبادئ الإصلاح الخمسة، التي تضمنت تعزيز المساواة والقرارات الجماعية ودعم الاقتصاد الوطني. أدت هذه الإصلاحات إلى تغييرات جذرية في المجتمع، مع دخول اليابان مرحلة الدولة المركزية، وفتح الباب أمام إنشاء الأحزاب السياسية. وقد أسهمت هذه الإصلاحات في تشكيل الدولة اليابانية الحديثة التي تعاونا فيها الإمبراطور مع الحكومة والأحزاب المختلفة، وأصبح الناس يشعرون بعدالة أفضل مقارنة بالحقب السابقة.

الأطماع اليابانية في الصين

بعد ست سنوات من الإصلاحات، حصلت اليابان على موافقة الصين للسيطرة على جزر ريوكيو. وقامت بحملة عسكرية إلى تايوان في 1874، لتأكيد قوتها. ومع تطورات الأحداث، صارت اليابان ترى في كوريا منفذًا لأطماعها، ما أدى إلى اندلاع الحرب اليابانية الصينية الأولى بين يوليو 1894 وأبريل 1895، حيث تقدمت اليابان بالأسلحة الحديثة وهزمت الصين.

قوات مايجي اليابانية وتشينغ الصينية في أثناء الحرب الصينية اليابانية الأولى 1894 (شترستوك)
قوات مايجي اليابانية وتشينغ الصينية في أثناء الحرب الصينية اليابانية الأولى 1894 (شترستوك)

ذروة الإمبريالية اليابانية

بحلول أواخر القرن التاسع عشر، حققت اليابان انتصارات عسكرية ملحوظة وأصبحت قوة إمبريالية في آسيا. ومع الإصلاحات الحيوية في جيشها، تعرضت الولايات المتحدة للقلق من تقدم الانتصارات اليابانية، مما دفعها لتعزيز وجودها في منطقة المحيط الهادئ. في عام 1904، اندلعت الحرب الروسية اليابانية، وكانت المفاجأة الكبرى بفوز اليابان، ما أضفى عليها الهيبة العالمية.

قوس النصر صنع في منطقة هيبيا بطوكيو للترحيب بعودة الإمبراطور مايجي بعد انتهاء الحرب الصينية اليابانية (شترستوك)
قوس النصر صنع في منطقة هيبيا بطوكيو للترحيب بعودة الإمبراطور مايجي بعد انتهاء الحرب الصينية اليابانية (شترستوك)

الاحتلال الياباني لمنشوريا

في سبتمبر 1931، استغلت اليابان أحداثًا غير مريحة لتبرير غزو منشوريا، حيث احتلت المدينة بسرعة وبسطت نفوذها على باقي المناطق. وعلى الرغم من الشكاوى الصينية للعالم، فقد استمر الاحتلال. في عام 1932، أنشأت اليابان حكومة مضادة في منشوريا، وبعد مرور عامين، لم تبدي الصين أي قدرة على مواجهة الاحتلال، مما عزز الطموحات اليابانية.

احتلال الصين كاملة

في عام 1937، شنت اليابان حربًا شاملة على الصين، حيث احتلت فيها المدن الكبرى كشنغهاي وبكين. على إثر ذلك، توحد الشيوعيون والوطنيون في مواجهة الغزو، حيث حظوا بدعم الاتحاد السوفياتي ضد الاحتلال الياباني.

تاناكا رئيس وزراء اليابان (يسار) وأعضاء آخرون في مجلس الوزراء 1927 (شترستوك)
تاناكا رئيس وزراء اليابان (يسار) وأعضاء آخرون في مجلس الوزراء 1927 (شترستوك)

الانهيار النهائي للإمبريالية اليابانية

مع نشوب الحرب العالمية الثانية، انحازت اليابان إلى دول المحور، ما زاد من حدة الصراع. لكن الهجوم على هيروشيما وناغازاكي بفضل القنبلة النووية الأمريكية أوقف الحرب وأدى إلى استسلام اليابان. وهكذا انتهى عصر الإمبريالية الذي بدأ مع الإصلاحات في عهد الإمبراطور مايجي، مفسحًا المجال لعصر جديد حيث بدأت أميركا بتحديد قائمة أولويات اليابان العسكرية لفترة طويلة.

المصدر: الجزيرة



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.