تجنبوا ضبط ساعة غزة بتوقيت هيروشيما!

Photo of author

By العربية الآن



حتى لا تُضبط ساعة غزة على توقيت هيروشيما!

flames are seen after an israeli air strike hit gaza city earlier this week. source: getty images
إسرائيل أسقطت آلاف الأطنان من المتفجرات على قطاع غزة ما يعادل عدة قنابل نووية! (غيتي)

قد يبدو هذا العنوان طويلاً، لكنني حاولت اختصاره دون جدوى. والسبب في ذلك أنه يمثل “صورة مصغرة” للنص، تعبر عن فكرته وتجمع رسالته بشكل يبتعد عن الاختصار الاعتيادي.

وبما أن رسالة المقال واضحة من عنوانه، سأبدأ بسرد قصة ساعة هيروشيما “المادية”، قبل أن أربطها بالموضوع الحالي في غزة الذي أصبح حديث الساعة منذ السابع من أكتوبر 2023.

صرح وزير التراث الإسرائيلي في حكومة نتنياهو، عميحاي إلياهو، بأن قنبلة نووية على غزة تعد حلاً محتملاً. لم يكن هذا التصريح هو الوحيد الذي يربط هيروشيما بغزة، حيث تساوى وزن الأسلحة التي أُسقطت على غزة مع ما تم إسقاطه على المدينة اليابانية في فترة واحدة.

تتعلق القصة بساعة نحاسية صغيرة، نُجِّيت مما جرى لها من آثار الانفجار الناجم عن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما في 6 أغسطس 1945. تم اكتشاف الساعة من قبل جندي بريطاني أثناء تقييم احتياجات إعادة الإعمار بعد الحرب، وقد تم بيعها في مزاد علني بمبلغ 31113 دولارًا!

عند التدقيق في الساعة، بدا أن عقاربها تشير إلى 8:15 صباحًا، اللحظة التي أسقطت فيها القنبلة.

أما عن “ساعة غزة” الرمزية، فقد تعرضت لجرح عميق بعد دعوة رسمية لإسرائيل للمشاركة في إحياء ذكرى قنبلة هيروشيما، رغم اعتراض ناشطين والمتضررين من القنبلة على هذا الفعل الذي يتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي في غزة.

ولم تكن إسرائيل أقل وقاحة، حيث أكد وزير التراث الإسرائيلي أن استخدام قنبلة نووية على غزة ممكن. وقد ذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن ما وُجه لغزة من متفجرات يفوق 25 ألف طن، أي ما يعادل استخدام قنبلتين نوويتين.

وفق تقرير نشرته الجزيرة، تشير الأرقام إلى أن ما تم استخدامه على غزة من متفجرات يمكن أن يُصنّف كقنبلة نووية بقوة 30 كيلوطن، في حين تُقدَّر حصة الفرد في غزة خلال هذه الحرب بـ 10 كيلوغرامات من المتفجّرات!

سؤال الطفل الغزي، رمضان أبو جزر، الذي طرحه أثناء مشاركته في منتدى الجزيرة الـ 15 في الدوحة: “كم تحتاج الدول العربية من القصف والإبادة حتى تتحرك؟!”

وفي تأكيد على تواطؤ الولايات المتحدة، زعم وزير الخارجية الكوبي أن واشنطن زودت إسرائيل بـ 50 ألف طن من المساعدات العسكرية. ومع هذا الرقم، يتساءل الكثيرون عن “مخزون الاحتياطي الحربي” الأميركي في إسرائيل.

وبينما تساءل الجميع عن حقيقة الموقف الأميركي، طرحت سؤال الطفل الغزي مرة أخرى واعتبرته محوريًا: “ماذا تحتاج الدول العربية من قصف حتى تتحرك؟!”

أسأله لتضفي معنى على هذا العنوان، فالتحرك بات واجباً. جعله التأخر مبرراً لأصوات المنددين والرسميات، قبل أن تتوالى التصريحات بعد انكشاف الغطاء وعودة العدوان: “ليتنا كنا مع الشعب!”

وفي خضم هذه الأحداث، يبقى الحزن مرافقاً لوضع يثير الفجيعة ويغيب فيه الموقف العربي الفاعل.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.