حركة الأهلة الخضراء: الأمور التي ينبغي القيام بها والإجراءات الممكنة

Photo of author

By العربية الآن



حركة الأهلة الخضراء.. ما يجب وما يمكن

الفعاليات الشبابية والشعبية تلوح بأعلام فلسطين ودول الربيع العربي خلال مهرجان " الأقصى في خطر" التاسع عشر الذي أقيم بأم الفحم بالداخل الفلسطيني بـ 12 من شهر سبتمبر‎-أيلول.
أزمة أي مشروع يؤمن به قائد سياسي هو إيمانه به دون أن يكون لديه من جموع الشعب من يحتضنه (الجزيرة)

في المقال السابق بعنوان “تحديات الأمة وحركة الأهلة الخضراء”، ناقشنا التحديات التي تواجه الأمة، كما تناولنا بإيجاز أهداف حركة النجوم الخمسة الإيطالية، محذرين من إمكانية انحراف أهداف حركة الأهلة الخضراء. وتم التأكيد على أهمية تعلق قيادة الحركة بالأهداف، والابتعاد عن الصراعات الأيديولوجية، وذلك للحفاظ على وحدة الهدف والمصير. ولذلك، ينبغي على حركة الأهلة الخضراء دائمًا قياس أدائها وارتباطها بالحكومة.

أزمات سياسية تعيق المشاريع الوحدوية

من أكبر التحديات التي تعترض أي مشروع وحدوي هي الأزمات السياسية التي تؤثر على العالم الإسلامي. فبينما تؤثر التغيرات الديمقراطية ونفوذ الأنظمة الشمولية، تسهم هذه العوامل في تعطيل أي مشروع يهدف إلى تحقيق الوحدة. كما ترافق هذه التحديات الأزمات الاقتصادية، حيث تهيمن الطبقة الحاكمة على الاقتصاد، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، ويتطلب الأمر بالتالي خطوات عملية للتخلص من هذه الهيمنة.

التثقيف لتخفيف الفجوات

نظرًا لسيطرة الأنظمة على التعليم وصناعة أفراد وفق توجهاتها، فإن هناك ضرورة لتكثيف الجهود في مجال التثقيف التشكيلي، مما يمثل مسؤولية كبيرة للمجتمع المدني الداعم لفكر الحركة.

فكر “حركة الأهلة الخضراء” يتطلع إلى تحقيق الحلم الذي يسعى إليه الجميع لاستعادة مجد الأمة، واستعادة مقدراتها عبر الإدارة الحكيمة.

مشروعات الأستاذ نجم الدين أربكان ودروسها

عقب تولي الأستاذ نجم الدين أربكان زمام رئاسة الوزراء في تركيا، سعى لتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية، وأطلق فكرة إنشاء “مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية” التي كانت تستهدف تأسيس تعاون اقتصادي وتقوية مواقف هذه الدول في الاقتصاد العالمي من خلال التنمية المستدامة. لكن الفكرة اصطدمت بالعديد من المعوقات، مثل الفروقات الاقتصادية والسياسية والضغوط الخارجية.

برزوا المكتب البيروقراطي

كان من أبرز الأسباب التي أدت إلى فشل المشروع اقتصار المحاولات على الجوانب الاقتصادية، دون تعزيز تعاون أوسع. كما أن البيروقراطية حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة. لذا، تسعى الحركة إلى التعاون بين الكيانات والأفراد بعيدًا عن تعقيدات الإجراءات الحكومية المربكة.

الحاجة إلى وعي شعبي شامل

في مقالنا هذا، نسعى لاستكشاف “حركة الأهلة الخضراء” بشكل أعمق. تهدف الحركة إلى استعادة مجد الأمة واستغلال المقدرات بشكل عادل. لكن يبقى السؤال: كيف يمكن تحقيق هذا الهدف المحوري؟ يجب علينا تحرير الفكرة من مفاهيمها الضيقة. فعندما يستعد طاقم الطائرة لتعليم الركاب إجراءات السلامة، ينصح الأهل بإنقاذ أنفسهم أولاً قبل أطفالهم، مما يعكس أهمية وقدرة الفرد.

أزمة أي مشروع يؤمن به قائد سياسي تكمن في نقص المساندة الشعبية له، مما يتطلب وجود تيار متفهم للعمل نحو الأهداف.

تكامل الأهداف دون تصادم

يتوجب على الحركة تطبيق أهدافها دون الاصطدام بالأنظمة الحالية، من خلال إنشاء كيانات بديلة تدعم الشفافية والعدالة الاجتماعية. يجب تعزيز المشاريع الصغيرة ودعم شباب الأمة في تعلم التكنولوجيا وتهيئة مناخ اقتصادي محلي، مع العمل على توعية المجتمع بالصورة الشاملة.

يبدو أن الأستاذ أربكان قد اعتمد كثيرًا على البعد الاقتصادي دون مراعاة العوامل الأخرى، وهو ما نحتاج إلى تجنب تكراره. يجب نقل المسؤولية للشباب والكيانات المؤمنة بالفكرة لإدارة المشروع وتطوير حاضنة ثقافية تدعمها.

النجاح كأساس للتحفيز

لتنجح حركة الأهلة الخضراء، يجب أن يتم بناء تيار شعبي وتحقيق إنجازات بسيطة لتشجيع المترددين على الانخراط. يجب أن تنفتح الحركة على الجميع لتجاوز الحواجز، وذلك عبر التنسيق الجماعي في المشاريع المحلية ومن ثم توسيع الجهود على مستوى الأمة بشكل شامل، وهو ما سنتحدث عنه في المقال القادم.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.