رموز قرار الصدر بإلغاء مظاهرات نصرة غزة
بغداد- أثارت تغريدة زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، والتي أعلن فيها عن إلغاء المظاهرات المزمع إجراؤها يوم الجمعة لنصرة غزة، الكثير من الأسئلة حول دوافع هذا القرار وتداعياته المحتملة في الساحة السياسية.
وفقاً للمحلل السياسي رافد العطواني، فإن هذا القرار مرتبط بتفجيرات وقعت في لبنان، ويُفصِّل أن التغريدة تحمل رسائل عديدة تتعلق بإعادة هيكلة الأوضاع وتوجيهات موجهة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) 18 سبتمبر 2024
إعادة تنظيم الأوضاع
تتضمن الرسالة الخارجية، بحسب العطواني، إمكانية البحث عن خيارات بديلة أمام الولايات المتحدة وحلفائها، مع احتمال استئناف الأنشطة العسكرية ودمج “جيش المهدي” في سرايا السلام. وقد أكد العطواني أن الصدر قد يتخذ خطوات جديدة في حال لم تستجب الحكومة أو الولايات المتحدة لمطالبه.
فيما يخص احتمال عودته للمشاركة في العملية السياسية، أوضح العطواني أن الصدر لم يتخلَ عن العمل السياسي، بل قام بإعادة ترتيب أفكاره واستراتيجياته، مشيراً إلى ظهور تغييرات جديدة في أسماء التيار وإشارات نحو العودة للانخراط في القضايا السياسية.
احتمالات العودة
مقتدى الصدر كان قد أعلن في أغسطس 2022 عن اعتزاله السياسة، مشيراً إلى عدم نيته العودة للشؤون السياسية، لكن بدا أن هناك بصيص أمل لعودته بعد فترة من التردد.
الباحث ميسر الشمري لا يستبعد أن يكون قرار إلغاء المظاهرات ناتجاً عن الخوف من تكرار التفجيرات في لبنان داخل بغداد، مما دفع الصدر إلى هذا القرار لضمان حفاظه على شعبيته، واعتبر الشمري أن هذا القرار لن يؤثر سلباً على مكانته السياسية.
يذكر أنه بتاريخ 17 سبتمبر، أُفيد بأن حزب الله فقد العديد من مقاتليه في انفجار “بيجر” في لبنان، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.
الجناح العسكري
من ناحية أخرى، يعتبر عبد الرحمن الجزائري، أحد المسؤولين في “تيار القسم الوطني”، أن هناك إمكانية لنشاطات عسكرية تابعة للصدر مثل “جيش المهدي” إذا اشتد النزاع مع القوات الأمريكية والإسرائيلية.
وكان الصدر قد اتخذ قراراً بتجميد أنشطة جيش المهدي في 2007 بعد تفاقم الاشتباكات في كربلاء، معلناً حينها عن إعادة هيكلة المجموعة للحد من العنف.