تأثير الحمل على الدماغ لدى النساء
18/9/2024
تتسبب فترة الحمل في حدوث تغييرات جذرية في جسم المرأة، بما في ذلك الهرمونات والقلب والأوعية الدموية والتنفس والهضم. لكن دراسة جديدة سلطت الضوء على تغيرات ملحوظة تحدث في دماغ المرأة خلال هذه الفترة، بعض منها مؤقت والآخر يستمر لفترة طويلة.
خريطة تغيرات الدماغ
أعلنت مجموعة من الباحثين – يوم الاثنين الماضي – عن نجاحها في رسم خريطة دقيقة للتغييرات التي تطرأ على دماغ المرأة استجابةً للحمل، مستندة إلى 26 فحصًا أجريت على مدار فترة تمتد من ثلاثة أسابيع قبل الحمل إلى تسعة أشهر من الحمل وحتى عامين بعد الولادة.
وكشفت الدراسة عن انخفاض عام في حجم المادة الرمادية في قشرة الدماغ (الطبقة الخارجية المتجعدة)، وزيادة في سلامة المادة البيضاء الداخلية، مما يعكس صحة الاتصالات بين مناطق الدماغ. وقد ارتبطت هذه التغيرات بزيادة مستويات هرموني الاستراديول والبروجسترون.
فحوص الدماغ ومشاريع بحثية
أشار معدو الدراسة إلى أنهم لاحظوا نمطًا يشبه ما رصدوه عند العديد من النساء الحوامل الأخريات خلال فحوصات الدماغ في مشروع بحثي موسع يُعرف بـ “مشروع الدماغ الأمومي”، الذي يهدف إلى زيادة عدد الحالات المدروسة إلى المئات.
وصرحت الخبيرة إليزابيث كراستيل، التي شاركت في إجراء الدراسة، أن النتائج كانت مدهشة، حيث لم تكن هناك معلومات كافية حول التغيرات التي تحدث في الدماغ أثناء الحمل. وأكدت أن الدراسة تفتح أفق العديد من الأسئلة التي لا تزال بحاجة إلى إجابات.
تغيرات نسبية بعد الولادة
كشفت الفحوص عن انكماش بمتوسط 4% في المادة الرمادية بنسبة حوالي 80% من مناطق الدماغ المدروسة، فيما لم يكن هناك تراجع كافٍ بعد الولادة لإعادة حجم القشرة إلى ما كان عليه قبل الحمل. كما أبدت النتائج زيادة بنسبة 10% في سلامة المادة البيضاء، التي وصلت ذروتها في نهاية الثلث الثاني وأوائل الثلث الثالث للحمل، ثم عادت إلى مستوياتها السابقة بعد الولادة.
وفي حديث لها، قالت إيميلي جاكوبس من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، إن دماغ الأم يتعرض لتغيرات خاصة بالفترة الحمل، وقد أصبحنا أخيرًا قادرين على مراقبتها في الوقت الحقيقي.
تكيّف الدماغ خلال الحمل
ذكرت الباحثة لورا بريتشيت، من جامعة بنسلفانيا، أن هذه التغيرات قد تعكس قدرة الدماغ على التكيف مع التحديات الجديدة، مثلما يحدث خلال مرحلة البلوغ، حيث تصبح الأدمغة أكثر تخصصًا. يأمل العلماء في دراسة كيفية تأثير هذه التغيرات على تجارب أخرى مثل اكتئاب ما بعد الولادة وحالات تسمم الحمل.
بدورها، أكدت كراستيل أنها لم تكن واعية للتغيرات التي طرأت على دماغها أثناء الحمل، ولم تشعر بأي اختلاف. وأضافت فيما يتعلق بالحديث عن “دماغ الأم”، أنها لم تعايش ذلك بشكل كبير.