CNN
—
خلفية الأحداث
شنت إسرائيل هجومًا جويًا مكثفًا على مناطق شاسعة في لبنان يوم الإثنين، ليكون هذا اليوم هو الأكثر دموية منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
الضحايا ودمار واسع
أدت القنابل الإسرائيلية إلى مقتل 492 شخصًا على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال، وإصابة أكثر من 1600 آخرين، حسبما أفادت السلطات، بينما بحث السكان عن مأوى وأمن بعيدًا عن مناطق القصف.
التصريحات الإسرائيلية
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تعيد “ميزان القوة” على الجبهة الشمالية، موضحًا أن القوات الإسرائيلية استهدفت 1600 من أصول حزب الله في لبنان، ولم تستبعد إجراء غزو بري في المستقبل.
ردود الفعل الدولية
حذرت عدة دول من أن الضربات الجوية قد تفجر حربًا إقليمية أكبر، ودعت إلى ضغط دولي عاجل لتهدئة الأوضاع. ومع ذلك، لم يعتبر أي طرف التصعيد الحالي بمثابة حرب.
الضربات الجوية يوم الإثنين
في يوم الاثنين، كثفت إسرائيل عملياتها الجوية ضد حزب الله، حيث شنت ضربات شاملة تستهدف مواقع الجماعة المدعومة من إيران. كان هذا اليوم الأكثر دموية حيث استهدفت الضربات عدة مناطق، خاصة في الأجزاء الجنوبية والشرقية قرب الحدود مع سوريا.
وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، كان من بين القتلى والمصابين عدد من النساء والأطفال، وما زال العدد الإجمالي للضحايا غير واضح إلا أن العديد من النقاط المستهدفة من قبل إسرائيل تقع في مناطق سكنية.
أوضح المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاجاري أن من بين الأهداف صواريخ كروز وغيرها من الذخائر المدعومة، التي يزعم أنها كانت مخزنة في مناطق سكنية.
عمليات الإخلاء
بدأ السكان في إخلاء منازلهم عندما تلقوا تحذيرات عن طريق الرسائل النصية من إسرائيل تدعوهم إلى المغادرة الفورية. وقد تعرضت محطة إذاعية لبنانية للاختراق، مما قطع بثها بسبب تنبيه الإخلاء.
أفاد السكان بأن لديهم فترة قصيرة للفرار قبل بدء القصف، حيث سمع أحد السكان في مدينة صور الصوت العنيف للطائرات الحربية وهي تلقي القنابل بدءًا من الساعة الخامسة صباحًا.
تم إلغاء الدروس في جميع المدارس والجامعات في لبنان، كما تم تعليق بعض الرحلات الجوية. وتم تحويل العديد من المدارس إلى ملاجئ للنازحين.
رد حزب الله
يوم الثلاثاء، أفادت التقارير بأن حزب الله أطلق عددًا من الصواريخ نحو شمال إسرائيل، مستهدفًا قاعدة رامات دافيد الجوية ومراكز عسكرية أخرى.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن “الوضع الاستثنائي” في البلاد، مما يمكنها من فرض قيود على الحياة اليومية، بما في ذلك تنظيم التجمعات العامة، حسبما أفاد مسؤول إسرائيلي.
هل كانت هناك استهداف للمدنيين؟
أعلنت إسرائيل نيتها استهداف البنية التحتية لحزب الله، إلا أن مقاطع الفيديو تكشف عن تدمير مناطق سكنية وأعداد كبيرة من القتلى، مما يعكس خطورة وكثافة العمليات العسكرية.
إحصائيات القتلى
تجاوز عدد القتلى 500 شخص يوم الاثنين، وهو ما يعادل تقريبًا نصف عدد اللبنانيين الذين فقدوا حياتهم خلال الحرب التي استمرت 34 يومًا في عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
الطائرات الحربية الإسرائيلية
لوحظت الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلق في سماء مناطق مختلفة من لبنان، بما في ذلك جبل لبنان الذي لا يظهر فيه أي وجود ملحوظ لحزب الله.
النازحون من المناطق المتضررة
أعرب ممثل لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن وجود “خروج جماعي” للناس الفارين، حيث أفادت منظمة غير حكومية عن تهجير أكثر من 100,000 شخص.
وصف السكان المشهد المروع بينما ترى المباني تنهار وتفريغ المدن من سكانها، حيث تغلق الطرق بسبب الزحام مع محاولة الناس الفرار، بينما تظهر الصور من الضواحي الجنوبية لبيروت الحطام والزجاج المتناثر.
صرح محمد حمايدة، نازح سوري من دير الزهراني، قائلاً: “ليس لدينا مكان نذهب إليه، ليس لدينا شيء”.
ذكر وزير الصحة اللبناني الدكتور فراس أبيض أن قوافل إجلاء السكان من المناطق المتضررة تعرضت لـ “استهداف”، بما في ذلك سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء، وأسفر ذلك عن مقتل اثنين من رجال الطوارئ.
أعلن الجيش الإسرائيلي خاصة أنه يسعى “لتقليل الأذى على المدنيين اللبنانيين قدر المستطاع”، متهمًا حزب الله باستخدام المدنيين كدروع بشرية أثناء استهداف المواطنين الإسرائيليين.
خلفية التصعيد
تتواصل التوترات بين إسرائيل وحزب الله منذ عقود، إلا أن الوضع قد تصاعد بشكل ملحوظ منذ أكتوبر الماضي، بعد الهجوم الذي نفذته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر مما أدى إلى تصاعد الصراع.
يعد حزب الله جزءًا من تحالف إقليمي تدعمه إيران وينشر نفوذه عبر اليمن وسوريا وغزة والعراق، وقد شن الحزب هجمات على إسرائيل وحلفائها منذ اندلاع الحرب مع حماس ويؤكد استمراره في استهداف الأهداف الإسرائيلية.
هذه التصعيدات تضع المنطقة مجددًا على حافة الحرب الشاملة.
في الأسبوع الماضي، تعرض حزب الله لهجوم مميت مزدوج من قبل إسرائيل، حيث تم استهداف أجهزة الإرسال والاستقبال التي يستخدمها أفراد الحزب، تلاه هجوم آخر على مبنى في وسط بيروت أسفر عن مقتل 45 شخصًا، بينهم قيادات رفيعة المستوى.
شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، حيث أطلق حزب الله قذائف غير مسبوقة تجاه الأعماق الإسرائيلية، مما دفع إسرائيل إلى قصف لبنان الجنوبي بعشرات القذائف.
يأتي هذا في إطار هدف جديد لإسرائيل يتمثل في “عودة السكان النازحين إلى منازلهم القريبة من الحدود الشمالية بعد إجلائهم بسبب هجوم حزب الله”.
أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين، إلى أن بلاده تسعى لتغيير “ميزان القوى” الأمني في الشمال و”تفكيك الآلاف من الصواريخ والقذائف الموجهة نحو المدن الإسرائيلية”.
رغم تراجع قدراته العسكرية وكشف خطوط اتصالاته السرية، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله عن “فصل جديد” في المواجهات، وأسماه “معركة بلا حدود”.
هل لبنان وإسرائيل في حالة حرب؟
في حين توضح الضربات الجوية والهجمات من الجانبين وجود صراع مفتوح، فإن أيًا من الطرفين لم يطلق على التصعيد الحالي وصف الحرب.
أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرزي هاليفي استعداده لـ “المرحلة التالية”، بينما أوضح نتنياهو في خطاب متلفز أن إسرائيل ليست في حالة حرب مع الشعب اللبناني، بل مع حزب الله.
حذرت إيران من “عواقب وخيمة” إثر الضربات الجوية، حيث أشار الرئيس الإيراني لشبكة CNN بأن تلك الضربات قد تعيد المنطقة إلى صراع أكبر.
تزداد الجهود الدولية للحد من تدهور الأزمة، حيث صرح المسؤولون القطريون بأن المنطقة على “حافة الهاوية”، بينما دعت فرنسا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الضربات.
حذر ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكي السابق، من أن الوضع قد “تجاوز الحدود”، مشيرًا إلى أننا “نتجه بوضوح نحو حرب أكبر”.
يجتمع قادة العالم في نيويورك هذا الأسبوع من أجل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت تكثف فيه الجهود لإقناع إسرائيل بعدم التصعيد أكثر وعدم القيام بغزو بري نحو لبنان.
على الرغم من أن الولايات المتحدة تعتبر أكبر حليف لإسرائيل، إلا أن مسؤولًا رفيع المستوى من الخارجية الأمريكية أشار إلى أن الولايات المتحدة وشركائها يسعون لإيجاد حل دبلوماسي.
تعتقد الولايات المتحدة أن كلا من إسرائيل وحزب الله لا يسعيان لحرب شاملة، ولكن القلق الأكبر هو من تدخل إيران، التي تعد الداعم الرئيس لحزب الله، وفقًا لتصريحات المسؤولين الأمريكيين.
ساهم في كتابة هذا التقرير كل من: سارة السيرغاني، تمارا قيبلاوي، هيلا حمايون، تامار ميخائيليس، كارين سميث، حمدي الخشالي، ميك كريفر، لوكاس ليليهلوم، إيرين ناصر، ميتشيل مكلاشك، جينيفر هانسلر، ناتاشا برتراند، أوري ليفيرمان، وكايلي أتود.