تجدد القتال بين إسرائيل وحزب الله
تبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني الضربات يوم الثلاثاء، بعد يوم من الغارات الإسرائيلية المكثفة التي أسفرت عن مقتل نحو 500 شخص. هذا الوضع أدى إلى نزوح آلاف الناس من جنوب لبنان، مما زاد من حدة التوتر بين الجانبين وأدى إلى مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
تأثير النزاع على النازحين
عانت العائلات النازحة من ظروف صعبة حيث لجأ العديد منهم إلى ملاجئ مؤقتة في المدارس ببيروت ومدينة صيدا. ومع ازدياد الإقبال على الفنادق وارتفاع الأسعار، اضطر البعض للنوم في سياراتهم أو الحدائق العامة. شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً لمبادرات لتوفير شقق فارغة أو غرف للنازحين، كما قام متطوعون بإعداد مطابخ في محطات الوقود لطهي الطعام للمحتاجين. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء أن سكان بعلبك تهافتوا على المخابز ومحطات الوقود لتخزين المؤن الضرورية تحسباً لاستمرار القصف.
الهجمات العسكرية والتصعيد الأمني
أعلن حزب الله أنه قام بإطلاق صواريخ على ثمانية مواقع في إسرائيل، من بينها مصنع للمتفجرات في زخرون. وفي نفس السياق، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن 55 صاروخًا انطلقت نحو شمال إسرائيل، مما أسفر عن حرائق وتضرر المباني. وقد ردت إسرائيل بتنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع حزب الله، بالإضافة إلى استخدام المدفعية ضد أهداف قرب الحدود. مستشفى جليل في شمال إسرائيل أفاد باستقبال مصابين جراء هذه الهجمات.
بيانات من الأقمار الصناعية
كشفت بيانات الأقمار الصناعية الأمريكية عن نطاق واسع للغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان، حيث غطت منطقة تزيد عن 1,700 كيلومتر مربع. كما تم رصد حرائق كبيرة في عدة مناطق جراء الضربات، بما في ذلك بالقرب من الناقورة، التي تحتضن قاعدة لبعثة الأمم المتحدة “يونيفيل”.
أبعاد الصراع وتأثيرها على المدنيين
تتفاقم الأوضاع إذ حكمت وزارة الصحة اللبنانية أن الضربات الأخيرة أدت إلى مقتل 492 شخصًا بينهم نساء وأطفال، وإصابة حوالي 1,645. هذا التوتر المستمر دفع العديد من السكان إلى الفرار من مناطقهم، مما أسفر عن تشريد عشرات الآلاف من الجانبين. بينما رددت إسرائيل أنها ستفعل كل ما يمكن لضمان عودة مواطنيها إلى الشمال. ومع ذلك، أصر حزب الله على أن هجماته ستستمر حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.
استعدادات عسكرية متزايدة
رغم عدم وجود خطط فورية لعمليات برية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استعداده لذلك، بعد أن تم نشر جنود على الحدود الشمالية. تشير التقديرات إلى أن حزب الله أطلق نحو 9,000 صاروخ وطائرة مسيرة نحو إسرائيل منذ أكتوبر، بما في ذلك 250 فقط يوم الإثنين. وتؤكد إسرائيل أن ترسانتها من الصواريخ والقذائف تشمل نحو 150,000 صاروخ، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً على أمنها.
تصعيد غير مسبوق
جاء التصعيد الأخير بعد تبادل كثيف لإطلاق النار، حيث أطلق حزب الله حوالي 150 صاروخًا انتقامًا للغارات التي قتلت قائدًا كبيرًا. في هذه الأثناء، استهدفت انفجارات أجهزة الاتصالات المرتبطة بحزب الله العديد من المناطق في لبنان، مما أدى إلى مقتل 39 شخصًا وإصابة حوالي 3,000، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
المساهمة في التقرير
ساهم الكاتب جون غامبريل من وكالة الأسوشيتد برس في إعداد هذا التقرير.