استمرار الهجمات الإسرائيلية
إسرائيل تواصل حملتها الهجومية على غزة في وقت ينشغل فيه العالم بالحرب القائمة بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان. وأعرب نزار زقوت، أحد النازحين والبالغ عددهم نحو 1.9 مليون، عن خشيته من أن تسحب الأضواء عن معاناة الحياة اليومية في غزة، والتي تتطلب جهودًا كبيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأشار زقوت، الذي اضطر للانتقال إلى خان يونس، إلى أنهم أصبحوا بالفعل “منسيين تمامًا” حيث تراجعت أخبارهم في وسائل الإعلام بشكل ملحوظ.
واقتنعت العديد من الأسر الفلسطينية بأن الظروف الصعبة التي يعيشون فيها باتت دائمة، في ظل أوضاع مأساوية حيث يعيش 90% من السكان بلا مأوى، ومئات الآلاف في مخيمات نازحين غير صحية، يجدون صعوبة في الحصول على الطعام والمياه النظيفة.
مآسي المخيمات
أحد المخيمات الكبرى في غزة هو مخيم المواصي، الذي يضم العديد من النازحين. يروي سعدي أبو مصطفى، الذي فر نحو هذا المخيم، أن الناس في غزة يعانون بشكل يومي من القصف، ويرون أعداد الشهداء ترتفع بلا انقطاع.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي ارتفع إلى 41 ألفًا و455 قتيلًا، مع تسجيل أكثر من 95 ألفًا و878 إصابة منذ بداية الصراع في أكتوبر 2023. وتشير الوزارة إلى أن أكثر من نصف الضحايا هم من النساء والأطفال.
في سياق مماثل، تحدث مسعفون عن قصف أودى بحياة عشرة فلسطينيين بينهم أربعة أطفال في غارات على وسط غزة، بالتزامن مع سقوط أمطار غزيرة أغرقت المخيمات.
الأمطار الغزيرة زادت من معاناة النازحين، حيث تغمرت خيامهم بالمياه، وجرفت بعضها، مما جعل السكان يعيشون حالة من الذعر، خاصة الأطفال الذين اضطروا للمشي حفاة في الوحل.
تقول رنا جوزات، أم نازحة، إن مطبخها غمر بالمياه، مما جعلهم يشعرون باليأس حيال ما يمكن أن يحدث في الشتاء المقبل.
وأعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن غرق المراتب والاحتياجات الأساسية، ناشدين المجتمع الدولي بمساندتهم في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بضرورة زيادة الجهود لتوفير الملاجئ والمواد اللازمة لمواجهة الشتاء، حيث أكدت أن المواد المتوفرة في الوقت الحالي لا تكفي.
تحديات المستقبل
خلال عام من الحرب، نزح غالبية سكان غزة، والتي تقدر بنحو 2.3 مليون نسمة، وأصبح القطاع في حالة من الدمار بفعل الضربات الجوية والمدفعية.
بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يصر على ضرورة بقاء القوات الإسرائيلية في غزة لمنع «حماس» من إعادة التسلح، لكن «حماس» أعلنت أنها لن توافق على أي اتفاق يحقق ذلك.
تتضاءل الآمال في التوصل إلى حل، لاسيما بعد فقدان الولايات المتحدة قدرتها كوسيط مؤثر في الأزمة. في الوقت نفسه، لا توجد خطة واضحة لإعادة إعمار غزة، فيما تقدر الأمم المتحدة أن إزالة الأنقاض ستستغرق حوالي 15 عامًا.