محللان لبنانيان: الحديث عن تدمير قوة حزب الله وهم
بيروت- لا تزال الغارات الجوية المكثفة التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على مختلف مناطق الجنوب اللبناني والبقاع، وحتى على العاصمة بيروت، تلقي بظلالها على تطورات الوضع. إسرائيل انتقلت من مرحلة التصعيد العسكري إلى القتال المباشر، حيث أكد المسؤولون العسكريون والسياسيون في تل أبيب أنهم “أعادوا الحزب إلى ما كان عليه قبل عشرين عامًا”.
تباينت التصريحات بين القادة الإسرائيليين، إذ أفاد رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بأنهم يهدفون إلى “تفكيك قدرات حزب الله التي بُنيت على مدار عشرين عامًا”، بينما أكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن “تدمير عشرات الآلاف من الصواريخ سيكون له تأثير ملحوظ على قدرات الحزب”.
الادعاءات الإسرائيلية غير صحيحة
في المقابل، اتفق خبراء لبنانيون في تصريحاتهم لموقع الجزيرة نت على أن “الادعاءات” الإسرائيلية هي “كاذبة”، تأتي في إطار الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل بالتوازي مع عدوانها العسكري.
وشدد الخبراء على أن معظم الأهداف التي تعرضت للقصف كانت مناطق مدنية، مما يشير إلى أن غالبية الضحايا هم من المدنيين. ومع ذلك، أقرّوا بأن الغارات الإسرائيلية الكثيفة على الجنوب والبقاع، بالإضافة إلى اغتيال بعض القادة، قد قللت من قدرات حزب الله بشكل طفيف، لكنه لا يزال يحتفظ بإمكاناته ولم يستخدم أسلحته الدقيقة بعد، إذ يفضل عدم الدخول في حرب شاملة.
تساؤلات حول الخطاب الإسرائيلي
يرى الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان أن التصريحات الرسمية الإسرائيلية تتناقض مع ما يروج له المعلقون الإسرائيليون، الذين يحذرون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من التوسع في طموحاته حتى لا يتعرض لفشل مثلما حصل في غزة.
وأشار شومان إلى أن الأحاديث عن “تدمير قدرات حزب الله” موجهة بالأساس لجمهور حزب الليكود وكذلك لفئة من الحريديم الداعمة لوزيري المال والأمن. واستشهد بتقارير صحفية عبرت عن القدرات العسكرية لحزب الله وأهدافه المستقبلية.
ولفت إلى أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي يتناقض مع الواقع العسكري، حيث أن الهجمات قد تصل إلى مناطق قريبة من حيفا وتل أبيب، مما يضعف مصداقية الرواية الإسرائيلية.
استمرار قدرات حزب الله
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد هشام جابر أن حزب الله لا يزال يتمتع بقدراته العسكرية في مواجهة العدوان الإسرائيلي “الشامل والوحشي”. وأوضح أنه “من المستحيل أن يستسلم الحزب أو ينصاع للتصريحات الإسرائيلية، حيث قدم آلاف الشهداء دفاعًا عن لبنان”.
كما أكد جابر أن ادعاءات إسرائيل بشأن “تفكيك قدرات حزب الله” ليست سوى كلام فارغ، فمعظم الضحايا هم من المدنيين، مما يتعارض مع الرواية الإسرائيلية، حيث يشكل الضحايا المدنيون حوالي 85% من العدد الإجمالي.
وشدد على أن هذه الادعاءات تعزز من إصرار الحزب على مواصلة المعركة وتزيد من تضامن الشعب اللبناني حوله، حتى بين أولئك الذين كانوا يعارضوه، مما يدفعهم للتساؤل عن المدة التي سيستمر فيها حزب الله في الاحتفاظ بأسلحته وصواريخه الدقيقة.