تداعيات قرار تعزيز القوات المسلحة الروسية
موسكو- تسعى روسيا لزيادة عدد أفراد قواتها المسلحة إلى نحو مليوني و390 ألف شخص، منهم مليون و500 ألف عسكري، ابتداءً من 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
جاء ذلك في مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين، والذي وجه فيه الحكومة بتخصيص الميزانية اللازمة لتنفيذ هذا القرار ضمن وزارة الدفاع.
وكانت آخر زيادة في عدد القوات قد تمت في نهاية العام الماضي، حيث بلغ عدد القوات 2,209,130 فرداً، بينهم 1,320,000 من العسكريين.
وبتلك الزيادة، سينضم 180,130 فرداً إلى صفوف القوات المسلحة الروسية، مع زيادة عدد العسكريين بمقدار 160,000 جندي وضابط، بما في ذلك الموظفين المدنيين في القطاعات العسكرية.
ضرورات الدفاع
في رسالة موجهة للجمعية الفيدرالية في فبراير/شباط الماضي، أشار بوتين إلى ضرورة زيادة القوات على الحدود الغربية لمواجهة التهديدات نتيجة توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع انضمام السويد وفنلندا.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن هذه الزيادة ضرورية نظرًا “لحجم التهديدات على حدودنا والاضطرابات الحالية على الحدود الشرقية، مما يتطلب إجراءات مناسبة”.
وقد أثار هذا المرسوم تساؤلات حول دوافع توسيع القوات المسلحة الروسية وتوقيته، وما إذا كانت هناك حاجة لتعبئة جديدة.
التحديات
وفي لقاء مع الجزيرة نت، أوضح العقيد المتقاعد فيكتور بارانيتس أهمية زيادة عدد الأفراد لدعم التناوب خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا، مشددًا على ضرورة التصدي لمشكلات نقص المقاتلين.
وأفاد بارانيتس أن هذه الزيادة سترافقها إعداد قوات احتياطية مدربة، مما سيمكن من التناوب في صفوف القوات دون التأثير على القدرة القتالية للجيش.
عند انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، كان عدد أفراد القوات المسلحة يتراوح بين 3.7 و3.8 مليون. وفي مايو 1992، أصدر الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين مرسومًا بتقليص عدد القوات المسلحة، والذي كان يناهز 2.5 إلى 2.8 مليون عسكري.
حاليًا، تحتل القوات المسلحة الروسية المرتبة الثالثة عالميًا بعد الصين والهند، ومن المتوقع أن تصبح الثانية إذا تم الحفاظ على هذه المستويات بحلول ديسمبر المقبل.
بوادر مواجهة
يعتقد مدير مركز التنبؤات السياسية، دينيس كركودونوف، أن روسيا تستعد لمواجهة عدة أزمات، بما في ذلك التحديات الناتجة عن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، مشددًا على أهمية نشر القوات على الحدود الشمالية.
ولفت كركودونوف إلى أن التوسع سيشمل بالأساس تعزيز صفوف القوات البرية، بما في ذلك كتائب الهجوم والوحدات المدرعة، وهو ما يعد ضروريًا لتعزيز القدرات الدفاعية على جميع حدود روسيا خلال أي عملية عسكرية.
كما أشار إلى أنه يُمكن أن تتجه الدول الغربية لاستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا، مما قد يفرض على موسكو التفكير في توجيه ضربات إلى المراكز اللوجستية. وبخصوص زيادة الأفراد، أوضح كركودونوف أن التركيز سيكون على تجنيد المتعاقدين، ولا توجد معلومات موثوقة حتى الآن حول أي تعبئة عسكرية جديدة.