كييف، أوكرانيا (AP) — خطة النصر التي سيقدمها الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع تطلب من إدارة بايدن القيام بشيء لم تتمكن من تحقيقه في العامين ونصف العام منذ الغزو الروسي لأوكرانيا: التحرك بسرعة لدعم الحملة الخاصة بكييف.
بينما أدي تردد الغرب إلى تضاعف خسائر أوكرانيا، يخشى بعض المسؤولين والدبلوماسيين والمحللين الأوكرانيين أن يكون هدف كييف لتنفيذ الخطة قبل أن يتولى رئيس أميركي جديد منصبه في يناير خارج نطاق المنال.
سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، لندا توماس-غرينفيلد، والتي تم إطلاعها على الخطة، قالت إنها “يمكن أن تنجح”، لكن الكثيرين يشككون في كيفية تحقيق ذلك.
تفاصيل خطة زيلينسكي ما زالت طي الكتمان حتى يمكن تقديمها رسميًا للرئيس جو بايدن، ولكن ملامح الخطة بدأت تتكشف، بما في ذلك الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة بشأن قرارات كان الحلفاء الغربيون يتداولون بشأنها منذ بداية الغزو الشامل في عام 2022.
مواضيع رئيسية في الخطة
تشمل الخطة ضمان الأمن من خلال عضوية الناتو، وفقًا لما ذكره رئيس موظفي زيلينسكي، أندريه ييرماك — وهو مطلب رئيسي لكييف ونقطة خلاف أساسية مع روسيا. حيث كانت الحلفاء الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، متشككين حيال هذا الخيار.
قال زيلينسكي إنه سيطلب أيضًا الإذن باستخدام أسلحة بعيدة المدى لشن ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية، وهو أمر يعتبر خطًا أحمر لبعض مؤيدي أوكرانيا.
أخبر زيلينسكي الصحفيين قبل رحلته: “يقول الشركاء غالبًا، ‘سنكون مع أوكرانيا حتى النصر.’ الآن نوضح بجلاء كيف يمكن لأوكرانيا أن تفوز وما هو المطلوب لذلك. أشياء محددة للغاية. لنقم بكل هذا اليوم، بينما لا زال جميع المسؤولين الذين يريدون النصر لأوكرانيا في مناصبهم الرسمية.”
تحديات على الأرض
في الوقت نفسه، تواجه القوات الأوكرانية، المتفوقة عددًا، معارك شاقة ضد واحدة من أقوى الجيوش في العالم في الشرق. بينما يعرض زيلينسكي خطته على بايدن يوم الخميس، سيضطر الجنود الأوكرانيون إلى الحفاظ على خطوط الدفاع في نقطة اللوجستيات الرئيسية في فوهلدار في منطقة دونيتسك. بالنسبة لبعضهم، فإن الأمر ضروري أن يؤيد بايدن خطة زيلينسكي.
قال كيانين، جندي يقاتل في منطقة دونيتسك: “آمل أن يقدم لنا الحلفاء ما نحتاجه. ليس 10 أو 31 دبابة، بل ألف دبابة، آلاف الأسلحة والذخيرة.”
كييف تحدد الشروط
تُعد خطة النصر ردًا من كييف على الضغوط المتزايدة من الحلفاء الغربيين والأوكرانيين المتعبين من الحرب للتفاوض من أجل وقف إطلاق النار. فمن المؤكد أن أي اتفاق مع روسيا سيكون غير مؤاتٍ لأوكرانيا، التي فقدت خُمس أراضيها.
### أوكرانيا تدعو لتعزيز الدعم الدولي وتفادي الركود العسكري
تسعى كييف لتحقيق مكاسب سريعة في النزاع القائم، حيث تشدد على ضرورة تحرك الشركاء الغربيين بسرعة. فقد قدمت أوكرانيا طلبات متكررة للحصول على أسلحة وقدرات عسكرية، وغالباً ما يتم منح هذه الطلبات بعد أن تتراجع قيمتها الاستراتيجية. تتضمن الخطة الموضوعة من أكتوبر حتى ديسمبر ضرورة تعزيز موقف كييف بشكل كبير.
### عناصر متعددة لدعم أوكرانيا
تشمل الخطة العسكرية، والسياسية، والدبلوماسية، والعناصر الاقتصادية. بجانب الطلب الخاص بعضوية الناتو، تهدف الخطة إلى تعزيز دفاعات أوكرانيا، بما في ذلك قدرات الدفاع الجوي، مما يجب أن يجبر موسكو على الدخول في مفاوضات.
كما من المتوقع أن يتم تقديم طلب لزيادة العقوبات الرامية إلى إضعاف الاقتصاد الروسي وصناعة الدفاع.
### التصعيد العسكري كجزء من الخطط الاستراتيجية
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دون تقديم تفاصيل، إن الهجوم العسكري على منطقة كورسك الروسية هو جزء من خطة النصر. وقد أحرج هذا الهجوم الرئيس فلاديمير بوتين، حيث عانت موسكو من صعوبات في الرد، ولكنه لم يسفر عن مكاسب استراتيجية. ومع ذلك، فقد أظهر للجمهور الروسي والحلفاء الغربيين المترددين أن روسيا ليست invincible وأن كييف لا تزال تمتلك قدرات هجومية على الرغم من الضغوط التي تواجهها في الجبهة الشرقية.
### التكاليف الناتجة عن عدم الفعل
وصف زيلينسكي اقتراحه بأنه “جسر إلى قمة السلام” التي اقترحها لشهر نوفمبر، رغم أن روسيا أعربت عن عدم نيتها الحضور. حيث لم يتفق أي من اللاعبين الدوليين القادرين على التأثير في موسكو مع خطته السابقة المكونة من 10 نقاط، والتي تدعو إلى انسحاب كامل للقوات الروسية.
أوضحت مستشارون ورجال قانون أوكرانيون لوكالة أسوشيتد برس أن كييف لن توافق على وقف إطلاق النار مع روسيا ما لم يتم تقويض قدرة بوتين على غزو البلاد مرة أخرى. ولا يرى المسؤولون الأوكرانيون أن أي ترتيب آخر سيكون له فائدة للمستقبل الأوكراني أو يكرم تضحيات الشعب الأوكراني.
### الرفض لمقترحات دول أخرى
رفض المسؤولون الأوكرانيون مقترحات متنافسة من الصين والبرازيل، معتقدين أن تلك المقترحات ستؤدي إلى تفتيح النزاع فقط، مما يمنح موسكو الوقت لتجميع جيشها المنهك وصناعة الدفاع. وأكد أحد المستشارين الرئاسيين أن “هذا سيؤدي إلى تجميد النزاع، ولا شيء أكثر: تُعتبر الأراضي المحتلة محتلة. ستظل العقوبات ضد روسيا قائمة”.
### أهمية الوقت وتأثيره على النزاع
يرى المحللون أن prolonging الوضع الراهن سيعود بالنفع على روسيا على المدى الطويل. فقد توقع الخبير العسكري أولكسندر كوفالينكو أن أوكرانيا ستفقد أكثر من 1000 كيلومتر مربع بنهاية العام إذا استمرت الظروف الحالية. “إذا لم يدافع الحلفاء عن أوكرانيا، ستستمر هذه الحرب لعدد أكبر من السنوات، وفي النهاية قد تجعلنا قادرين على خسارة الحرب”، أضاف كوفالينكو.
إلى جانب ذلك، سيسمح الوقت للقوات الروسية بتعزيز صناعة أسلحتها، كما حدث بمعدل مقلق خلال العام الماضي.
### دعوة بايدن للمواظبة على الدعم
في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، حث بايدن داعمي أوكرانيا على الثبات. “لا يمكننا أن نشعر بالتعب، لا يمكننا أن نشيح بنظرنا”، قال بايدن.