الفجوة الأكاديمية بين الجنسين
دائماً ما يجذب موضوع المساواة بين الجنسين انتباه الباحثين، خاصة في المجالات التي تعاني فيها النساء من نقص في التمثيل، كالمهن ذات المكانة العالية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وتشير جوانب القدرة الأكاديمية، مثل التوجه نحو الرياضيات أو القراءة، إلى خيارات الدراسة المستقبلية، حيث يميل الطلاب الأقوياء في الرياضيات إلى اختيار مجالات العلوم والتكنولوجيا، بينما يميل الطلاب القادرون في القراءة إلى المجلات الأدبية كالصحافة.
تحليل شامل لبيانات المراهقين
عمل فريق البحث من جامعة «توركو» في فنلندا على تحليل بيانات نحو 2.5 مليون مراهق في 85 دولة على مدى 12 عاماً، حيث أكدت النتائج أن الفتيات يتمتعن بقوة أكبر في القراءة، بينما يتمتع الفتيان بالقوة في الرياضيات والعلوم. وقد أظهرت الدراسة استمرارية هذه الأنماط عبر الدول والأزمنة.
اختلافات أكاديمية رغم المساواة
من اللافت أن الفجوات بين الجنسين في القراءة والعلوم تكون أكثر وضوحاً في البلدان التي تتمتع بالمساواة بين الجنسين، مثل فنلندا. بينما تظل الفجوات في الرياضيات ثابتة بغض النظر عن مستويات المساواة. وأشار الباحث الدكتور ماركو بالدوتشي إلى أن هذه النتائج تبرز الحاجة إلى إدراك أن تحسين وجود النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يحتاج لأكثر من مجرد تعزيز مهارات الفتيات في هذه المجالات.
مفارقات تتعارض مع المعتقدات السائدة
تتحدى الدراسة، المتوفرة تحت عنوان “مفارقة المساواة بين الجنسين في القدرات الأكاديمية الفردية: تحليل عبر الزمن”، المفاهيم التقليدية التي تفيد بأن الفجوات بين الجنسين تنخفض مع تحسن ظروف المساواة. وبدلاً من ذلك، تشير النتائج إلى أن تلك الفروقات قد تبقى أو حتى تزيد في المجتمعات التي تتمتع بمساواة أكبر بين الجنسين، كما أشار الأستاذ ديفيد جيري.
تشجيع الفتيات على استكشاف مجالات العلوم
يدعو فريق البحث صناع السياسات إلى إعطاء الأولوية لفرص الإرشاد للفتيات الموهوبات لتعزيز احتمالات التحاقهن بمهن علمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ومع ذلك، يشدد الدكتور بالدوتشي على أن تحديد الفروقات بين الجنسين يتطلب النظر إلى العوامل الأوسع التي تؤثر على القدرات الأكاديمية.
يجدر بالذكر أن جامعة توركو تعتبر مؤسسة أكاديمية كبيرة في جنوب غرب فنلندا، تضم ما يقرب من 25 طالبًا وموظفًا.