توضيحات واشنطن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان
مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، أكدت واشنطن أنها تعمل بجد على “منع التصعيد واتساع دائرة القتال”، على الرغم من إرسال إدارة الرئيس جو بايدن المزيد من الوحدات البحرية العسكرية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. كما أشار بعض المسؤولين إلى أن مقتل قادة حزب الله “لا يستحق البكاء عليهم”.
يرى المسؤولون الأميركيون أنه يجب “خفض التصعيد عبر التصعيد” الإسرائيلي، ولكنهم أقروا أنها معادلة معقدة قد تخرج عن السيطرة بسهولة، مما قد يؤدي إلى نشوب حرب شاملة.
موقف داعم
يتواصل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن مع نظرائهم الإسرائيليين بشكل يومي لتأكيد دعم واشنطن ولحثهم على الحفاظ على مسار دبلوماسي، بالرغم من إقرارهم بـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
بعد دعوة الجيش الإسرائيلي للمدنيين اللبنانيين لمغادرة مناطق يُزعم أن حزب الله يخفي أسلحته فيها، دافع عدد من المعلقين المعروفين بآرائهم المؤيدة لإسرائيل عن تل أبيب وألقوا اللوم على حزب الله. حيث أكد الخبير في مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” سيث فرانتزمان أن “الجيش الإسرائيلي يركز على هجمات منهجية ضد البنية التحتية الإرهابية لحزب الله”.
في حديثها مع شبكة “سي إن إن”، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن واشنطن لا ترغب في تصعيد النزاع، مشددة على “حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها” دون الرغبة في اشتعال الحرب.
خلافات
علق روبرت ساتلوف، رئيس معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، على منصة إكس بالقول إن “الذعر داخل حزب الله قد يدفع أمينه العام حسن نصر الله للتفكير في أن الجلاء عن الحزام الأمني في شمال إسرائيل هو ثمناً معقولاً لتجنب تصعيد خطير”.
وقال بريت ماكغورك، مساعد بايدن لشؤون الشرق الأوسط، في مؤتمر، إن “الحرب في لبنان ليست السبيل لإعادة الناس إلى ديارهم على الرغم من وجود خلافات مع إسرائيل حول قياس مخاطر التصعيد، إلا أنني متأكد بأنه يمكننا الخروج من هذه الأزمة عبر الدبلوماسية والردع”.
أكد ماكغورك دعم واشنطن لإسرائيل في دفاعها ضد حزب الله، مشيراً عند الحديث عن مقتل القيادي إبراهيم عقيل أن “لا أحد يذرف دمعة من أجله”.
في حين أعرب سوليفان عن قلقه من التصعيد بين إسرائيل ولبنان، مشيرًا إلى أن مقتل قيادي بارز في حزب الله “حقق العدالة”، ووصفه بأنه “نتيجة جيدة” نظرًا لماضي عقيل في ارتكاب أعمال ضد القوات الأميركية.
أقوى تعليق
منذ بداية أكتوبر، اعتبرت التصريحات الصادرة عن نصر الله مؤشرات على “شهية الحزب للحرب”، ما أدى إلى تصاعد التوتر. حيث وصف نصر الله الهجمات على أجهزة الاتصالات اللاسلكية بأنها قد ترقى لمستوى “إعلان حرب”.
أعلنت واشنطن عن إرسال قوات إضافية صغيرة إلى الشرق الأوسط وسط مخاوف من تصاعد الصراع الإقليمي. وقد نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) أن يكون الوضع قد وصل إلى ذروته، ولكنه حذر من خطورة الوضع محذرًا من التوتر المتزايد.
وفي سياق متصل، أشادت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال بـ “إستراتيجية حزب الله الإسرائيلية الجديدة”، محذرة من أن نشوب “حرب شاملة” قد يكون له عواقب وخيمة على لبنان وإسرائيل على حد سواء.
استنتاجًا، فإن احتمال وقوع الصراع يوحي بتحديات جسيمة، لا سيما مع التحولات السياسية المحتملة في الولايات المتحدة.