اختفاء اقتصادي بارز في الصين بعد انتقاد الرئيس
اختفى أحد أبرز الاقتصاديين في الصين بعدما انتقد رئيس البلاد، شي جينبينغ، خلال محادثة خاصة عبر منصة التواصل الاجتماعي “وي تشات”. ووفقاً لما ذكرته صحيفة “غارديان” البريطانية، فإن تشو هينغ بينغ، الذي أمضى أكثر من 20 عاماً في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية (كاس)، شغل سابقاً منصب نائب مدير معهد الاقتصاد ومدير مركز أبحاث السياسات العامة.
اعتقال ومصير غامض
أفادت التقارير أن تشو أدلى بتعليقات حساسة تتعلق بالاقتصاد الصيني، ربما تشمل انتقادات موجهة بشكل خاص للرئيس، وذلك في مجموعة خاصة على “وي تشات”. وقد تم اعتقاله في أبريل (نيسان) ووضعت قضيته قيد التحقيق، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال” التي اقتبست من مصادر مجهولة.
ولم تنجح محاولات الاتصال به في منزله، كما لم ترد الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية على استفسارات حول وضعه. في وقت سابق من الشهر الجاري، أفادت وسائل الإعلام في هونغ كونغ بتغييرات في المناصب العليا بالأكاديمية، حيث تمت إقالة المدير والسكرتير في الوقت الذي جُرد فيه تشو من منصبه.
محاذير من انتقاد السياسات
تعد الأكاديمية “كاس” واحدة من أهم المؤسسات البحثية في الصين، حيث تقدم تقاريرها إلى مجلس الوزراء، لكن خلال السنوات الأخيرة، زادت ضغوط الحكومة على الأكاديميين بشأن انتقاد الحزب الشيوعي وقيادته. وعبر الأكاديميون عن مخاوفهم المتزايدة من مناقشة أي تقييمات سلبية للواقع الاقتصادي أو السياسي خوفاً من الانتقام.
القلق الاقتصادي يتزايد
تشير الأنباء إلى أنه من المحتمل أن يفشل ثاني أكبر اقتصاد في العالم في تحقيق نمو بنسبة 5%، وهو معدل نمو يعتبر ضعيفاً وفقاً للمعايير التاريخية. في محاولة لتحفيز النمو، أعلن البنك المركزي عن مجموعة من الإجراءات التحفيزية الجديدة، ولكن الخبراء يشككون في فعاليتها، خصوصاً في ظل أزمة العقارات المتزايدة التي تعاني منها البلاد.
قد يواجه مطورو العقارات تحديات كبيرة، حيث لا يزالون مثقلين بأقساط الرهن العقاري المرتفعة، مما يعيق قدرتهم على الاستثمار والنمو. ويتجنب المطورون تقديم تخفيضات واسعة، خشية أن يؤدي التحفيز إلى انتعاشة مفرطة في السوق، مما قد يخلق فقاعة عقارية جديدة.