الذخائر البالستية: اختبار عسكري صيني في المحيط الهادئ
تايبيه، تايوان (AP) — أقدمت الصين يوم الأربعاء على إطلاق تجريبي لصاروخ بالستي عابر للقارات في المحيط الهادئ، في حدث نادر يزيد من التوترات في المنطقة حيث تتداخل المطالبات الإقليمية لعدة دول، وتسعى كل من بكين وواشنطن لإبراز نفوذهما.
أهداف عملية الإطلاق
ذكرت وزارة الدفاع الصينية في بيان لها أن الإطلاق جاء كجزء من تدريبات روتينية نفذها فيلق الصواريخ التابع لجيش التحرير الشعبي، المسؤول عن عمليات الصواريخ التقليدية والنووية، وأكدت أنه لم يكن موجهاً ضد أي دولة أو هدف. الصاروخ، الذي كان يحمل رأس حربي وهمي، سقط في منطقة محددة في البحر لكن الوزارة لم تحدد الموقع بدقة.
اختيار المحيط الهادئ: رسالة إلى العالم
اختيار الصين للمحيط الهادئ لإجراء هذا الاختبار يبدو كعرض لقدراتها النووية المتزايدة، وكتحذير للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وفقاً للخبراء. يقول ستيف تسونغ، مدير معهد الصين في لندن: “لا توجد أي جمهور آخر محتمل، حيث لا تتوقع الصين مواجهة عسكرية مع الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة.”
كما يأتي هذا الاختبار قبل أسابيع من مكالمة مرتقبة بين الزعيم الصيني شي جين بينغ ورئيس الولايات المتحدة جو بايدن، مما يعكس زيادة في التوترات الأمنية الإقليمية مع حلفاء الولايات المتحدة، مثل اليابان والفلبين، ويستمر في توتر العلاقات مع تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها.
رصد النشاطات الصينية في المنطقة
أعلنت وزارة الدفاع في تايوان يوم الأربعاء أنها تراقب إطلاق الصاروخ، إلى جانب التدريبات العسكرية الأخرى التي تجريها الصين في المنطقة. جاء هذا الإطلاق بالتزامن مع اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، معتبرًا أنه “إشارة واضحة” للنظام الدولي، وفقاً لما صرح به دريو تومسون، الزميل البارز في مدرسة س. راجاراثنام للدراسات الدولية في سنغافورة.
التحديات الداخلية والعالمية
أضاف تومسون أن “الصين تشير إلى أن ضبط النفس له حدود، وهي مستعدة لاستخدام أقوى أسلحتها لردع الخصوم أو معاقبتهم إذا لزم الأمر”. يذكر أن عملية الإطلاق تأتي بعد سلسلة من اعتقالات الفساد التي طالت عدة ضباط بارزين في قوات الصواريخ بسبب مزاعم بسوء السلوك، وقد يكون الهدف منها هو تقديم ضمانات داخلية وفي الوقت نفسه الإشارة إلى العالم بأن المشاكل قد تم حلها.
قوة الجيش الصيني
تفتخر الصين بامتلاكها largest military في العالم، مما يعكس تصعيد وتراكم القوة في سياق التطورات الجيوسياسية الآن.### الصين تعزز قدراتها العسكرية بشكل كبير
تمتلك الصين، التي تعتبر رائدة في عدد الجنود والبحرية الأكبر في العالم، ميزانية عسكرية تُعد الثانية في العالم، بعد الولايات المتحدة.
القوة الجوية والذخائر
ووفقًا للولايات المتحدة، تملك الصين أكبر قوة جوية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يشكل أكثر من نصف طائراتها المقاتلة من الطرازات الرابعة والخامسة. بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ الصين بأسلحة صاروخية ضخمة، وطائرات شبح، وقاذفات نووية، وسفن سطح متطورة، وغواصات تعمل بالطاقة النووية.
تحديث القوات المسلحة
على مدى أكثر من عقد من الزمن في الحكم، عمل شي جين بينغ، الذي يتولى أيضًا رئاسة اللجنة العسكرية المركزية، على تحديث القوات المسلحة، مع استثمارات في التكنولوجيات العسكرية عالية التقنية مثل الطائرات المقاتلة الحديثة وحاملات الطائرات، وكذلك زيادة ترسانة الأسلحة النووية.
زيادة ميزانية الدفاع
تجاوزت ميزانية الدفاع في الصين الضعف منذ عام 2015، رغم أن معدل النمو الاقتصادي في البلاد قد تباطأ بشكل كبير. وذكر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية العام الماضي أن الصين استمرت في تعزيز قدرة جيش التحرير الشعبي على “القتال والانتصار في الحروب ضد عدو قوي.”
القدرة النووية للصين
قدّر التقرير الأمريكي أيضًا أن الصين تمتلك أكثر من 500 رأس حربي نووي فعّال اعتبارًا من مايو 2023، وأنها تسير في الاتجاه الصحيح لتجميع أكثر من 1000 رأس حربي نووي بحلول عام 2030. ولم تكشف الصين عن حجم ترسانتها النووية.
مقارنة مع روسيا والولايات المتحدة
بينما يعتقد أن روسيا تمتلك أكثر من 5580 رأس حربي نووي، بما في ذلك 4380 رأسًا في الخدمة و1200 رأس إضافي في انتظار التفكيك، فإن التقرير نفسه وضع عدد الرؤوس النووية الأمريكية عند 5044.
الاختبارات الصاروخية في المنطقة
تسجل المنطقة عددًا محدودًا من الدول التي تمتلك صواريخ باليستية عابرة للقارات (ICBMs)، وغالبًا ما تقتصر الاختبارات على أراضيها. أجرت كوريا الشمالية عدة تجارب على الصواريخ الباليستية منذ عام 2017، بما في ذلك إطلاق صاروخ يعمل بالوقود الصلب في ديسمبر، الذي هبط في المياه بين شبه الجزيرة الكورية واليابان.
تجربة الولايات المتحدة
في وقت سابق من هذا العام، قامت الولايات المتحدة بإطلاق اثنين من ICBMs غير المسلحة المجهزة بمركبات إعادة الدخول من ولاية كاليفورنيا، حيث هبطت في موقع تجريبي أمريكي في جزر مارشال.
مساهمة الصحفيين
ساهم الصحفيان إميلي وانغ فوجي ياما من بكين وديفيد رايسينغ من بانكوك في إعداد هذا التقرير.