استقالات ودعوات في سياسيي المجر إثر تصريحات مثيرة للجدل
بودابست، المجر (أسوشيتد برس) — دعا أبرز خصم سياسي في المجر إلى استقالة أحد مساعدي رئيس الوزراء فيكتور أوربان، بسبب تصريحاته التي تشير إلى أن المجر لم تكن ستدافع عن نفسها ضد غزو روسي، على عكس أوكرانيا.
تصريحات مستفزة
المساعد، بالاز أوربان، الذي لا تربطه صلة قرابة برئيس الوزراء، قال في بودكاست له يوم الأربعاء إن قرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتخاذ إجراء دفاعي ضد الغزو الروسي في فبراير 2022 كان “غير مسؤول”. وأشار إلى أن المجر تعلمت من انتفاضتها ضد السوفييت في عام 1956، والتي تم قمعها من قبل الجيش الأحمر، مما أدى إلى مقتل نحو 3000 مدني وتدمير أجزاء كبيرة من العاصمة بودابست، مؤكداً أن “الأرواح الهنغارية الثمينة” يجب حمايتها بدلاً من “تقديمها للدفاع”.
وأضاف بالاز أوربان: “لكل دولة الحق في تحديد مصيرها بنفسها. لكن بناءً على تجربة عام 1956، لم نكن لنقوم بما فعله الرئيس زيلينسكي قبل عامين ونصف، لأن ذلك كان غير مسؤول”.
ردود فعل المعارضة
رئيس حزب المعارضة الأقوى في المجر، بيتر ماگيار، نشر على وسائل التواصل الاجتماعي معبراً عن استيائه من هذه التصريحات، ووصفها بأنها “إهانة لذكرى الآلاف من الملّاحين الهنغاريين للحرية، الذين كان العديد منهم – على عكس بالاز أوربان – مستعدين للتضحية بحياتهم من أجل حرية واستقلال بلادهم”.
مسار التصريحات والموقف الحكومي
بالاز أوربان هو المدير السياسي للوزير الوطني وهو أحد أقرب مستشاريه، وقد لعب دوراً مهماً في صياغة استراتيجيات الحكومة المحلية والأجنبية.
لقد اتخذت حكومته موقفاً عدائياً تجاه أوكرانيا، وسعت لعرقلة جهود الاتحاد الأوروبي في تقديم الدعم المالي والعسكري لكييف، بالإضافة إلى فرض عقوبات على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا. وقد أدت هذه الجهود إلى اتهامات من العديد من القادة الأوروبيين بأن المجر تعمل على تقسيم الاتحاد الأوروبي وتعتبر مصالح روسيا.
دعوات للاستقالة
خلال تصريحات له عبر موقع فيسبوك عقب ذلك، قال أوربان إن كلماته قد تم “تحريفها”، مشيراً إلى “دعاية مؤيدة للحرب” تسعى إلى زج المجر في النزاع الأوكراني. وأكد أن “أبطال عام 1956 هم أبطال وطنيون، وذكراهم مقدسة وغير قابلة للانتهاك”.
وفي ضوء ذلك، دعا ماگيار إلى استقالة بالاز أوربان بحلول 23 أكتوبر، في الذكرى الثامنة والستين للثورة.
أخيرًا، أكدت حكومة المجر على دعوتها لوقف القتال وبدء محادثات السلام بشأن الحرب في أوكرانيا، دون أن توضح كيف ستؤثر هذه المفاوضات على سلامة أراضي أوكرانيا أو أمن أوروبا وحلفاء الناتو الآخرين.