توفي المفكر السنغالي أمادو مختار مبو، المدير السابق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، مساء الاثنين 25 سبتمبر 2024 في العاصمة دكار عن عمر يناهز 103 سنوات، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السنغالية.

وعبر الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي عن حزنه الشديد لوفاة البروفسور مبو، مشيداً بإسهاماته الكبيرة في تعددية الأطراف. واعتبر فاي أن رحيله كان خسارة كبيرة للأمة السنغالية، حيث ترك إرثاً ثميناً في مجالات العدالة التعليمية والثقافية.

كما وصف رئيس الوزراء عثمان سونكو مبو بأنه “المفكر العظيم والرجل الثقافي” الذي كرس حياته لخدمة بلاده وأفريقيا. وقد كان يُعرف بمساهماته الفعّالة في تعزيز فرص التعليم والسلام.

مسيرة حياة حافلة بالعطاء

أمادو مختار مبو، الذي تولى رئاسة اليونسكو بين عامي 1974 و1987، وُلد في مارس 1921 أثناء الاحتلال الاستعماري. وقد بدأ مسيرته التدريسية في إعدادية روصو (جنوب موريتانيا) بين 1951 و1953، قبل أن ينتقل إلى السنغال ليواصل مسيرته التعليمية.

دخل مبو المجال السياسي مبكراً، حيث كان من الخواص الذين رفضوا استقلال السنغال الجزئي، مما أدى إلى استقالته من وزارة التعليم. بعد الاستقلال، ابتعد لفترة عن العمل السياسي حتى عاد لممارسة السياسة من داخل النظام.

خلال فترة رئاسته لليونسكو، أراد مبو تعزيز المساواة بين الدول وترسيخ العدالة وحقوق الإنسان. ومع ذلك، أثارت مواقفه خلافات مع الولايات المتحدة، مما أدى إلى انسحابها من المنظمة في 1984.

إرثه الفكري والإنجازات

عاد رمزيٌ البدايات السياسية ليبرز مجدداً خلال فترة رئاسة مجلس “منتدى الحوار الوطني” في 2008، حيث سعى لتقديم تصورات لحل الأزمات الوطنية. كما أحيت الأوساط السنغالية الذكرى التسعين لميلاده في 2011 بتنظيم ندوة دولية بعنوان “أمادو مختار مبو: نضال من أجل أفريقيا”.

أسهم مبو بالعديد من المؤلفات التي تتناول قضايا التعليم العالمية، من أبرز إصداراته “اليونسكو والمستقبل” و”التعاون الدولي من خلال اليونسكو”.