رئيس مجلس السياحة في القدس: السياحة تعاني والإجراءات مستمرة لتحسين الوضع

Photo of author

By العربية الآن

رئيس التجمع السياحي بالقدس: السياحة تعاني والإجراءات مستمرة لتحسين الوضع

1-أسيل جندي، باب العامود، القدس، صورة يظهر بها مجموعة من المقدسيين في منطقة باب العامود(الجزيرة نت)
التوترات الأمنية تؤثر سلباً على حركة السياحة واقتصاد القدس (الجزيرة)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content” aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>القدس المحتلة- تُعتبر السياحة من أبرز العوامل المؤثرة في اقتصاد القدس، حيث ساهمت السياحة الدينية في تعزيز المدينة على مر السنين. إلا أن الأوضاع الأمنية المتقلبة أدت إلى تراجع هذا القطاع بشكل ملحوظ، مما كان له أثراً سلبيا على مختلف المجالات المرتبطة بالسياحة.

وفي إطار الاحتفال باليوم الدولي للسياحة، الذي يُحتفل به في 27 سبتمبر من كل عام، أجرت الجزيرة نت حواراً مع رئيس التجمع السياحي المقدسي رائد سعادة للحديث عن واقع السياحة في المدينة.

إذ يسلط يوم السياحة العالمي لعام 2024 الضوء على أهمية هذا القطاع في تعزيز السلام والتفاهم بين الثقافات والدول، وفق ما ورد على الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

تفاصيل الحوار مع رئيس التجمع السياحي المقدسي:

9-رئيس التجمع السياحي المقدسي رائد سعادة (الجزيرة نت)
سعادة: القدرة الاستيعابية لفنادق القدس انخفضت إلى أكثر من النصف بعد حرب 1967 (الجزيرة)

السياحة كركيزة لاقتصاد القدس

بالتأكيد، تعد السياحة عاملاً مهماً للاقتصاد في القدس، وذلك بفضل تراثها الثقافي المتنوع وعراقتها الدينية. تقدم القدس للزوار تجربة ثقافية غنية عبر تاريخها العريق.

ورغم أن المقدسيين استثمروا تقليداً في السياحة الدينية، إلا أنهم لم يستثمروا بما فيه الكفاية في السياحة الثقافية، التي تُعتبر مكملًا هامًا.

الحرف اليدوية ودورها في السياحة

كانت القدس معروفة بـ13 حرفة يدوية، وذلك استجابة لاحتياجات السوق المحلي أكثر من كونها تعتمد على السياحة. حيث كان الحرفيون ينتجون منتجات يدوية مثل النحاس والسجاد والزجاج، وكان العديد من الفلسطينيين يتجهون للمدينة لشراء هذه المنتجات.

لكن تغييرات السوق أجبرت الحرفيين على تغيير تخصصاتهم، مما أدى إلى تراجع هذه الحرف، ليتحول السوق إلى استيراد المنتجات الجاهزة بدلاً من الاعتماد على الإنتاج المحلي.

حشود من فلسطينيي 48 تنعش أسواق القدس القديمة برمضان.
حضور فلسطينيي 48 يعزز من حركة الأسواق في القدس القديمة في شهر رمضان (الجزيرة)

الاستثمار في القطاع الفندقي

على الرغم من محاولات الاستثمار في بناء الفنادق والمطاعم، تراجعت القدرة الاستيعابية للفنادق في القدس بشكل مخيف بعد عام 1967، حيث أنشئ فندق واحد فقط هو “الدّار”.

تسبب الاحتلال بتقليص المناطق المسموح البناء فيها، مما جعل من الصعب على المقدسيين إثبات ملكيتهم للأراضي، وبالتالي مواجهة صعوبات قانونية في الحصول على تراخيص البناء.

وبهذا، انخفض عدد الغرف الفندقية في المدينة من 4 آلاف غرفة إلى 1200 غرفة فقط، مما لا يواكب الطلب المتزايد.

4-أسيل جندي، المسجد الأقصى، صور يظهر بها سياح أتراك ضمن السياحة الإسلامية للقدس (الجزيرة نت)
دعوات لتوسيع دائرة السياحة في القدس لتشمل مجالات أوسع من الدينية (الجزيرة)

تحديات السياحة بعد عام 1967

لم تتوقف الفنادق عن العمل في البداية بعد انتهاء الحرب، ولكن العديد منها أغلق أبوابه بسبب الخسائر الناتجة عن الإجراءات الإسرائيلية المفروضة، مثل عدم توفر مواقف للمركبات ومنع الحافلات من التوقف أمام الفنادق.

وتتواصل هذه الإجراءات المعقدة، مما يؤثر بشكل مباشر على صناعة السياحة في القدس.# تأثير الصراعات على القطاع السياحي في القدس

تجسد تاريخ الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، بدءًا من حرب الخليج الأولى والثانية، مرورًا بالحروب على لبنان وغزة، وصولًا إلى الانتفاضتين والهبّات الشعبية، أصاب السياحة في القدس بشكل جاد. حيث شهد عام 2000 أحد الأحداث المفصلية عندما قام أرييل شارون باقتحام المسجد الأقصى، مما أطلق سلسلة من الممارسات الإسرائيلية في المدينة، بما في ذلك فصل الضفة الغربية عن القدس وبناء الجدار العازل، مما قلص من حركة السياحة الداخلية.

السياحة الفلسطينية بحاجة إلى إعادة التفكير

لقد أدت هذه الظروف إلى ضرورة إعادة التفكير في طبيعة السياحة في القدس وتعزيز الموروث الثقافي الفلسطيني. فالسياحة في المدينة يجب أن تتجاوز مجرد تقديم الخدمات إلى كونها تعبيرًا عن الهوية الثقافية العميقة. ومع تزايد السياحة الإسلامية بعد عام 2000، كان عدد الفنادق في المدينة سيبقى محدودًا لولا هذا التطور. الأمر يتطلب تطوير السياحة الثقافية لتوسيع خيارات الوصول لجميع الفلسطينيين.

استثمار في المقومات السياحية

هناك حاجة ملحة للاستثمار في المعالم السياحية مثل سوق القطانين، وهو أحد المنافذ المؤدية للمسجد الأقصى. كما يتطلب الأمر الاستفادة من المساحات المتاحة لنا، سواء كانت تابعة للمدارس أو الأديرة أو المساجد، من أجل تعزيز السياحة في المدينة.

وفود يهودية أوروبية تتجول بالأقصى ضمن السياحة بالقدس المحتلة

التحديات أمام السياحة الفلسطينية

تواجه السياحة الفلسطينية صعوبات في وضع خطة متماسكة بسبب انعدام التمويل والترتيب. فالمؤسسات المعنية في الحفاظ على الموروث الثقافي عادة ما تعتمد على تمويل محدود مما يعوق تقدمها. وهذه التحديات تؤثر على قدرتنا على أخذ القدس قدمًا.

تأسيس التجمع السياحي المقدسي

في عام 2005، تم التفكير في تأسيس تجمع سياحي مقدسي ليجمع المؤسسات الثقافية والدينية لتحقيق الاستفادة الأفضل من الموروث الثقافي، لكن المخاوف من المنافسة أدت إلى تردد البعض في الانضمام. رغبتنا كانت في جعل السياحة ملكًا للمجتمع ككل وتجاوز العقبات التمويلية التي تعيق تحقيق الأهداف.

مواجهة الرواية الإسرائيلية

تواجه السياحة الفلسطينية أيضًا تحديات هامة تتعلق بالرواية الإسرائيلية التي تهيمن على السياق. فنقص التمويل والتنظيم يعيق قدرتنا على تقديم رواية متكاملة. في كثير من الأحيان، تميل المعلومات التاريخية الجاذبة إلى التشتت في خضم الأخبار السلبية، مما يؤثر سلبًا على الصورة العامة التي يتم تصديرها للعالم.

النهوض بالقطاع السياحي في المدينة المقدسة

لإعادة إحياء القطاع السياحي في القدس، لابد من وجود جهود تنسيقية جدية مدعومة من صناع القرار. يجب السعي نحو فعاليات تجذب الاهتمام المحلي وتعمل على إبراز المدينة بمظاهرها الثقافية والتاريخية. مثلا، تنظيم فعاليات مثل إضاءة فانوس رمضان وإضاءة شجرة الميلاد يمكن أن يكون جزءًا من هذا الحل.

يمكن للأفكار المبتكرة في التسويق والعروض السياحية الجذابة أن تعزز البرنامج السياحي وتساعد في تكوين صورة إيجابية للمدينة وتعريف العالم بجمالياتها.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.