متمردو الحوثيين يدّعون إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية في اليمن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (أسوشيتد برس) – أعلن متمردو الحوثيين يوم الاثنين أنهم أسقطوا طائرة مسيّرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper فوق أراضي اليمن، حيث انتشر فيديو يُزعم أنه يُظهر صاروخًا أرض-جو وهو يصيب الطائرة. ولم تعترف القوات العسكرية الأمريكية على الفور بفقدان أي طائرة.
الهجوم في ظل تصاعد الصراع
يأتي هذا الهجوم المزعوم مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لحرب إسرائيل-حماس في قطاع غزة. حيث استهدف الحوثيون السفن التي تعبر البحر الأحمر بسبب الحرب، في الوقت الذي تشن فيه الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مواقعهم في اليمن، مما يهدد ممرًا مائيًا يشهد عادةً تبادل تجاري بقيمة تريليون دولار، بالإضافة إلى شحنات مساعدات حيوية إلى السودان واليمن المتضررين من الحرب.
لا تزال قوات الحوثيين تطلق صواريخ تستهدف إسرائيل، مما استدعى ردود فعل من الجانب الإسرائيلي شملت تنفيذ غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أدلة على إسقاط الطائرة
الإذاعة الحوثية المدعومة من الجماعة “المسيرة” زعمت أنها أسقطت الـ MQ-9، وذلك بعد ساعات من انتشار مقطع الفيديو الذي يُظهر الصاروخ وهو يصطدم بالطائرة فوق محافظة صعدة اليمنية. كما ظهرت صورة على الإنترنت تُظهر حطام الطائرة، مع قطع تشبه تلك الخاصة بطائرة MQ-9.
تاريخ استهداف الطائرات الأمريكية
لم ترد القوات الأمريكية على طلب التعليق من وكالة الأسوشيتد برس. تعتبر طائرات “Reaper” من شركة “جنرال أتلانتيك” التي تكلف حوالي 30 مليون دولار لكل منها، قادرة على الطيران على ارتفاعات تصل إلى 50,000 قدم (15,240 متر) ومدة طيران تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة إلى الهبوط. وقد تم استخدام هذه الطائرات من قبل كل من القوات العسكرية الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في اليمن لسنوات.
منذ أن استولى الحوثيون على شمال البلاد وعاصمتها صنعاء في عام 2014، سجلت القوات العسكرية الأمريكية إسقاط طائرات مسيّرة في اليمن في أعوام 2017 و2019 و2023 و2024. وقد اعترفت القوات الأمريكية بإسقاط الحوثيين لطائرتين من طراز MQ-9 في سبتمبر الماضي.
استهداف السفن التجارية
استهدف الحوثيون أكثر من 80 سفينة تجارية بصواريخ وطائرات مسيّرة منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر، حيث قاموا بالاستيلاء على سفينة واحدة وغرق اثنتين، مما أسفر عن مقتل أربعة بحارة. وقد تم اعتراض صواريخ وطائرات مسيّرة أخرى من قبل ائتلاف تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، والتي شملت أيضًا سفنًا عسكرية غربية.
يدّعي الحوثيون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة للضغط من أجل إنهاء الحملة الإسرائيلية ضد حماس في غزة. ومع ذلك، فإن العديد من السفن المستهدفة لا تمت بصلة للصراع، بما في ذلك بعض السفن المتوجهة إلى إيران.
الهجمات على السفن التجارية
تشمل الهجمات وابلًا استهدف ناقلة النفط تحت العلم اليوناني “Sounion” في البحر الأحمر. وقد تم سحب ناقلة النفط المحترقة بعيدًا، على أمل تجنب تسرب كارثي من مليون برميل من النفط على متنها. وبدأت جهود إطفاء الحرائق على متن “Sounion” في الأسبوع الماضي، وأفادت “مركز المعلومات البحرية المشترك” أن “العملية حققت نتائج واعدة حيث تم إخماد بعض الحرائق والسيطرة على أخرى”.
كما اعترف المركز، الذي يشرف عليه البحرية الأمريكية، أن أحدث هجوم استهدف سفينة تجارية من قبل الحوثيين كان في 2 سبتمبر، إلا أن المتمردين لا يزالون يشكلون تهديدًا. حيث جاء في البيان “على الرغم من انخفاض الهجمات ضد السفن التجارية خلال الأسبوعين الماضيين، أظهر الحوثيون القدرة والاستعداد لاستهداف الأصول البحرية الأمريكية وشركاء التحالف”.