أهمية المواقع المستهدفة بالقصف الإسرائيلي في اليمن وتأثيرها على الحوثيين
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
تعز – في وقت متأخر من بعد ظهر الأحد، نفذت الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة، التي تخضع لسيطرة الحوثيين غرب اليمن.
وقد اندلعت النيران بشكل عنيف في المواقع المستهدفة، حيث اعتبرت جماعة الحوثي أن هذا الهجوم "عدوان إسرائيلي بدعم أميركي" يستهدف المحافظة المطلة على البحر الأحمر، التي تُعد شريان الحياة للحوثيين لاحتوائها على ثلاثة موانئ حيوية.
وذكرت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين أن الغارات استهدفت ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى، بالإضافة إلى محطتي الكهرباء الحالي ورأس كثيب في المحافظة.
بالنسبة للخسائر البشرية، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أن "الغارات الصهيونية على الحديدة أسفرت عن استشهاد 4 مدنيين وإصابة 40 آخرين، بعض منهم حالتهم حرجة". كما أفاد مصدر أمني بأن الغارات استهدفت خزانات نفط في ميناء رأس عيسى.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن العشرات من الطائرات الإسرائيلية شاركت في تنفيذ هذا الهجوم، الذي استهدف الميناء ومحطة الطاقة ومرافق تخزين النفط.
“لن يمر دون رد”
وفي تعليق على هذه الغارات، اعتبر المتحدث الرسمي للحوثيين محمد عبدالسلام، في بيان، أن "العدوان الإسرائيلي الجديد استهدف منشآت مدنية في الحديدة في محاولة لكسر قرار اليمن بمساندة غزة".
وأكد عبدالسلام أنه لا تأثير لغارات الاحتلال على قدرات الحوثيين، مشيراً إلى أن "العدوان الصهيوني المدعوم أميركياً مدان ومستنكر، ويُعتبر مرفوضاً، ولا يمكن أن يؤثر على إرادة الشعب اليمني، وهي إرادة أقوى من هذه الغطرسة الإسرائيلية".
وأكد أيضاً أن "هذا العدوان الإسرائيلي على اليمن يعكس الدور اليمني الثابت تجاه فلسطين وغزة، كما يُظهر الدعم المستمر من قبل الشعب اليمني للقضية الفلسطينية في المظاهرات الأسبوعية المليونية". كما توعد المجلس السياسي الأعلى للحوثيين بأن "هذا العدوان لن يمر دون رد".
وأضاف أن "العدوان الإسرائيلي على بلادنا واستهدافه لمحطات الكهرباء يهدف إلى زيادة معاناة الشعب اليمني وأيضاً لمنع اليمن من موقفه الداعم لفلسطين".
وفي الوقت نفسه، قلل وزير النقل في حكومة الحوثيين، محمد عياش قحيم، من تأثير الغارات الإسرائيلية. حيث عبر عبر منصة "إكس" قائلاً: "في الحديدة وبقية المناطق، يخرج المواطنون فوراً لمتابعة القصف في حين الطائرات تحلق في الأجواء".
وأوضح أن "كثير من المواطنين توجهوا اليوم إلى مواقع القصف أثناء تعرضها للقصف الجوي، موجهاً رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، أن اليمنيين أقوياء".
أهمية المواقع المستهدفة
تجسد المواقع المستهدفة من قبل القصف الإسرائيلي في الحديدة أهمية استراتيجية كبيرة، نظراً لما تحتله من موقع حيوي في العمليات التجارية والحيوية التي تعتمد عليها الجماعة الحوثية.<h2>تقييم أهمية ميناء الحديدة</h2>
استهدف الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، ميناء الحديدة الذي يُعتبر أحد أبرز موانئ اليمن، وتتحكم فيه جماعة الحوثي منذ عام 2014. وتفيد التقارير الأممية بأن حوالي 70% من إجمالي الواردات إلى اليمن، بما في ذلك المشتقات النفطية، تدخل عبر هذا الميناء. كما يُعتبر، بالإضافة إلى ميناء رأس عيسى، أهم المنافذ التي تعتمد عليها المنظمات الدولية والمحلية في تقديم المساعدات.
أهمية المنشآت الخدمية
تتمتع المحطتان الكهربائيتان في الحديدة بأهمية كبيرة، حيث تُزوّدان المدينة بالطاقة. في حال توقفتا عن العمل، سيتضرر العديد من السكان الذين يعتمدون على هذه الخدمة.
تفاصيل الغارات الإسرائيلية
وفيما يتعلق بأهداف الغارات على الحديدة، أوضح عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، أن الضربات الإسرائيلية تركز على المنشآت الخدمية والمدنية، وليس على القوة العسكرية للحوثيين. وأضاف أن إسرائيل تهدف إلى إضعاف الحاضنة الاجتماعية للحوثيين وليس لردعهم عسكرياً. وأشار إلى أن هذه الضربات يمكن أن تكون تمهيدية لاستنزاف اقتصاد الحوثيين.
عدم تأثير الضربات على القدرات العسكرية
من جهته، استبعد المحلل السياسي أحمد هزاع أن تؤثر الغارات الإسرائيلية على القدرات العسكرية للحوثيين. واعتبر أن الاستهدافات تتجه إلى البنية التحتية وليس العسكرية، متوقعاً إعادة تأهيل المنشآت المستهدفة خلال فترة قصيرة. كما ذكر أن الغارات لم تُدمر ترسانة الحوثيين العسكرية.
توقعات استمرار الغارات
وعن استمرار الغارات الإسرائيلية، قال هزاع إن العمليات تُنفذ كرد فعل على استهداف الحوثيين لإسرائيل، مما يشير إلى أن الوضع مرتبط بهجمات الحوثيين.
الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الضربات
رغم إنكار الحوثيين لأثر الضربات الإسرائيلية، يعتقد بعض الباحثين أن هذه الهجمات تُضعف الجماعة. حيث أشار الباحث في الشؤون العسكرية علي الذهب إلى أن الضربات تستهدف المنشآت ذات الأهمية الإستراتيجية، مما يسبب ضغوطاً اقتصادية على الحوثيين ويؤثر على استمرارهم في العمليات العسكرية. وشدد على أن مثل هذه الضغوط تساهم في تحديد موارد الحرب وتضعف قدرة الحوثيين على الابتكار في مجال الاستخبارات.
المصدر: الجزيرة