ردود فصائل المقاومة العراقية على اغتيال نصر الله
وأكدت فصائل عراقية، اليوم الأحد، أنها استهدفت هدفاً حيوياً في ميناء إيلات بجنوب إسرائيل عبر طائرات مسيّرة.
وأفادت “المقاومة الإسلامية في العراق” في بيان لها أنها قصفت “هدفا حيويا في أم الرشراش (إيلات) بأراضينا المحتلة”، متعهدة بمواصلة ضرب معاقل الأعداء بشكل متصاعد.
تشمل “المقاومة الإسلامية في العراق” فصائل مثل “كتائب حزب الله العراقي”، و”النجباء”، و”كتائب سيد الشهداء”، والتي تخضع لعقوبات أميركية.
وفي الوقت نفسه، ترددت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعقد اجتماع بين قادة الفصائل العراقية لمناقشة الرد على مقتل نصر الله، وسط توقعات بأن تكون الساعات القادمة حاسمة في هذا الصدد.
“لن يمر”
يقول الخبير الاستراتيجي، محمد الفيصل، إن حادث اغتيال نصر الله لن يمر بشكل عادي وفقاً لتفكير فصائل المقاومة العراقية، وأنهم سيواصلون مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي حديثه مع الجزيرة نت، أضاف الفيصل “حتى الآن لم تظهر ملامح رد فعل فصائل المقاومة العراقية، وأعتقد أن هذا الحدث لن يمر ببساطة”. وأشار إلى “وجود تقييم دقيق لعملية الاغتيال، وترقب في ما يتعلق بالرد”.
بينما قد تتعارض مصالح الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مع اعتداءات إسرائيل، إلا أن الفيصل يرى أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الدخول في صراع مباشر مع إيران، مؤكداً أن قادة الفصائل العراقية يعتبرون الولايات المتحدة هي الدعم الرئيسي لهذه العمليات.
أما بالنسبة لدور إيران، أوضح الفيصل أن “طهران لديها مصالح وأهداف كبيرة في هذه المواجهة، ولكن هناك حلفاء للطرفين يتقاتلون ويدافعون عن رؤى مختلفة”.
يتوقع الفيصل أن يتم الرد بشكل محدود على اغتيال نصر الله، لكن إيران لن تسعى لصدام مباشر مع واشنطن، كما أن الأخيرة لن تدخل في صراع مع طهران، لأن هذا الصراع سيكون له تبعات تؤدي إلى احتدام النزاع.
الرد خارج العراق
أما المحلل السياسي إبراهيم السراج، المقرب من فصائل المقاومة العراقية، فقد أكد على دور تلك الفصائل في دعم القضية الفلسطينية، واستهداف الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تصريح للجزيرة نت، أشار السراج إلى أن “فصائل المقاومة الإسلامية العراقية كانت واضحة في دعم القضية الفلسطينية منذ انطلاق طوفان الأقصى، مستهدفة الكيان الصهيوني أو القواعد الأميركية في سوريا”.
وأضاف أن “الفصائل بعد اغتيال نصر الله لن تتوقف. تعتبر الولايات المتحدة شريكاً رئيسياً في عملية استهدافه، لذا، من المحتمل أن ردود أفعالها ستكون خارج العراق، خصوصاً مع وجود اتفاقية بين بغداد وواشنطن تنظم خروج القوات الأميركية المؤقتة في سبتمبر/أيلول 2025”.
وتوقع السراج أن يحمي هذا الاتفاق القواعد الأميركية في العراق من الاستهداف المباشر، لكنه أشار إلى أن الهجمات قد تستهدف القواعد الأميركية في سوريا، موضحاً أن هناك احتمالاً بنسبة 80% لهذا السيناريو.
في ختام حديثه، شدد السراج على أن فصائل المقاومة تستمر في التواصل مع محاور المقاومة الأخرى في العراق واليمن وإيران، مما يعني وجود تنسيق مشترك لتوجيه العمليات، سواء للاعتداء على المستوطنات الإسرائيلية أو القواعد الأميركية بشكل منهجي.