دراسة توضح: ما سبب تغير رائحة الطفل الجذابة في سن المراهقة؟
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
عند احتضانك لطفل صغير، تشعر برائحة طيبة ومميزة تجعلك ترغب في الاقتراب منه. بالمقابل، يعاني الكثير من الآباء من رائحة عرق المراهقين التي تكون أحيانًا قوية وغير مستساغة.
ولكن ما الذي يحدث لهذا الطفل الذي كان يمتاز برائحة جيدة عندما يتحول إلى مراهق تُعد رائحته غير مقبولة؟ هل إهمال النظافة الشخصية وحده هو السبب في ذلك؟
الروائح غير المقبولة تبدأ مع البلوغ
يشير المختصون إلى أن لكل شخص رائحته الخاصة، رغم محاولات الكثيرين لتعطير أنفسهم لإخفاء الروائح الطبيعية. وتوضح الطبيبة كاثرين شوس، لموقع “شاين 365″، أن تفضيلنا لرائحة الأطفال على المراهقين يتعلق بتغيرات الجسم التي تحدث مع التقدم في العمر. إذ تبدأ الروائح غير المقبولة في التكون خلال مرحلة المراهقة كنتيجة طبيعية للنمو والتغييرات الهرمونية وتزايد نشاط هرمون التستوستيرون. وتشير كاثرين إلى أن البلوغ قد يبدأ في سن مبكرة تصل إلى 7 سنوات للفتيات، و9 سنوات للأولاد. وتنصح بضرورة مراجعة الطبيب إذا ظهرت رائحة قوية قبل هذا العمر.
عوامل فسيولوجية تؤثر على الروائح
في دراسة ألمانية حديثة نُشرت في مجلة كيمياء التواصل، تم استكشاف كيفية تغير رائحة الجسم خلال مراحل الحياة. وقد أظهرت الدراسة أن مرحلة البلوغ تجعل الإبطين يطلقان روائح تشبه “رائحة الماعز” أو حتى رائحة البول، بينما الأطفال يتمتعون برائحة تشبه الصابون أو الزهور.
في هذه الدراسة التي أجريت على 36 طفلاً، تم أخذ عينات من رائحة أجسامهم بعد ارتدائهم لقطع قماش قطنية في منطقة الإبط طوال الليل. وتم استخدام تقنية الكروماتوغرافيا لتحليل الروائح. وقد توصلت المؤلفة الرئيسية للدراسة، هيلين لوس، إلى أن نشاط الغدد العرقية أثناء البلوغ يؤدي إلى إفراز مركبات ذات روائح قوية ليست موجودة عند الأطفال الصغار. وأظهرت النتائج أن المراهقين يفرزون مركبات ستيرويدية ذات رائحة قوية مع مستويات مرتفعة من أحماض كربوكسيلية التي تعطي رائحة غير محببة، بينما الأطفال يظهرون مستويات أعلى من الكيتون ألفا إيزوميثيل مما يمنحهم رائحة زهور مميزة.
فرصة للتكيف من وجهة نظر تطورية
اعتقد الباحثون أن مزيج الروائح الترابية والدافئة لخشب الصندل مع ارتفاع مستويات الأحماض الكربوكسيلية التي تنتج روائح غير مرغوبة قد يفسر لماذا لا يفضل كثيرون رائحة المراهقين والتي تشبه روائح غرف تبديل الملابس بعد المباريات الطويلة.
صرحت إيلونا كروي، عالمة النفس والمؤلفة المشاركة في الدراسة، لموقع “ساينتيفك أمريكان” أن نتائج الدراسة أوضحت مدى تأثير التغيرات في روائح الجسم على التواصل بين الأطفال ووالديهم. فقد كانت رائحة الأطفال الجذابة تثير مشاعر الأمومة وتحث الأمهات على البقاء بالقرب من أطفالهن لرعايتهم، مما يفسر رغبة الجميع في احتضان الطفل.
وفي سياق مماثل، تساهم التغيرات الهرمونية خلال فترة المراهقة وتغير رائحة العرق في تعزيز استقلالية المراهقين ورغبتهم في الاعتماد على النفس.
طرق منزلية فعّالة للحد من رائحة العرق
تُعتبر رائحة الجسم مشكلة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص، خصوصًا في سنوات البلوغ. فيما يلي بعض الطرق الفعالة للتخلص منها:
الاستحمام المنتظم: يجب على المراهق الاستحمام يوميًا باستخدام صابون مضاد للبكتيريا، وذلك بسبب نشاط الغدد العرقية المتزايد في هذه المرحلة.
الملح الصخري: يتمتع بخصائص تطهير قوية، ويمكن إضافة بلورات الملح الصخري إلى ماء الاستحمام.
صودا الخبز: تساعد في موازنة الأحماض الدهنية في الجلد وتقليل الروائح غير المرغوبة. يمكن صنع معجون من الماء وصودا الخبز ووضعه على منطقة الإبط لفترة قصيرة.
خل التفاح: يمكن وضعه على كرة قطنية واستخدامه على الجلد الجاف والنظيف، وفي حالة البشرة الحساسة يمكن استخدام محلول مكون من أجزاء متساوية من عصير الليمون والماء.
ممارسات الغسيل الصحيحة: مثل غسل الملابس المتعرقة فور خلعها، لأن التأخير قد يؤدي إلى صعوبة التخلص من الرائحة. ينصح أيضًا بغسل الملابس من الداخل ليعمل المنظف بشكل أفضل، وإضافة كوب من الخل الأبيض إلى دورة الغسيل للتخلص من الروائح العالقة.
- استخدام معقم للملابس لقتل البكتيريا الموجودة عليها.
- تجفيف الملابس في الهواء أو استخدام المجفف على درجة حرارة باردة، حيث إن الحرارة العالية قد تزيد من تفاقم الرائحة.
البكتيريا الصناعية: سلاح علمي جديد
تشير الأبحاث إلى أن العرق في حد ذاته لا رائحة له، بل إن البكتيريا المتواجدة في منطقة الإبط هي المسؤولة عن إنتاج الرائحة من خلال تحليلها للمركبات الدهنية الناتجة عن العرق.
بناءً على طبيعة تفاعل البكتيريا مع هذه المركبات، يمكن أن تتنوع رائحة الجسم بين الحلوة والحامضة أو حتى غير المرغوبة، وقد تكون دون رائحة على الإطلاق.
تسعى الأبحاث الحالية إلى استخدام المجتمعات الميكروبية الصناعية للحد من الروائح غير المرغوبة عبر التخلص من الميكروبيوم المحدد للرائحة واستبداله بميكروبيوم صحي.