مغامرات ناجين من مقاومة المضادات الحيوية مع هذه المشكلة الصحية

Photo of author

By العربية الآن

ناجون يروون تجاربهم مع مقاومة المضادات الحيوية وأثرها على صحتهم

يُتوقَّع أن يؤدي انتشار مقاومة المضادات الحيوية، التي غالباً ما تُستهان بها، إلى وفاة 39 مليون شخص في العقدين القادمين. وفي سياق جلسة رفيعة المستوى عُقدت أمس الخميس خلال مفاوضات الأمم المتحدة في نيويورك، شارك ثلاثة ناجين بتجاربهم مع هذه المشكلة الصحية الخطيرة.

### تجارب شخصية مع مقاومة المضادات الحيوية
في أكتوبر 2020، تعرض الطبيب البيطري جون كاريوكي موهيا لحادث في منزله في نيروبي، كينيا، أدى إلى كسر وركه. بعد عملية جراحية لوضع دبابيس في مفصله، أصيب بمرض شديد رغم تلقيه سلسلة من المضادات الحيوية. ويروي موهيا: “مباشرة بعد العملية، كنت مريضًا جدًا”. وتفاقمت حالته بعد إزالة الدبابيس، مما جعل الأطباء يخشون على حياته.

ويشير إلى أنه تصادف إصابته بكوفيد-19 خلال فترة مرضه، حيث كان يحارب للبقاء. بعد خمسة أشهر من العلاج في المستشفى، أجرى اختبار حساسية للمضادات الحيوية وتبيّن أنه يحمل حساسية تجاه أحدها. وبحلول نوفمبر 2021، أعلن الأطباء شفاؤه، لكنه يعاني من آثار دائمة، حيث قصرت ساقه اليمنى بحوالي 8 سنتيمترات. ويقول موهيا: “نحن جميعاً معرضون للخطر”، مطالبًا باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه القضية.

### عملية جراحية ومضاعفات خطيرة
أما أنطوني داركوفيتش، فقد بدأ معاناته في أوائل القرن الواحد والعشرين بعد إصابته في كتفه خلال ممارسة رياضة البيسبول. خضع لعدة عمليات لتحسين حالته، لكن بعد العملية السابعة، اكتشف الأطباء وجود عدوى مقاومة للمضادات الحيوية. وقال داركوفيتش: “كل عملية أدت إلى زيادة انتشار العدوى”.

إجمالًا، خضع إلى 12 تدخلًا صحياً لإزالة الأنسجة المصابة. وفي نهاية المطاف، تم استبدال مفصل كتفه وتم وضع طرف اصطناعي جديد، آملاً بأن يتمكن من تحريك ذراعه مرة أخرى بشكل طبيعي. يعكس داركوفيتش القلق المتزايد من مقاومة المضادات الحيوية قائلاً: “نحن نعيش في زمن حيث يمكننا علاج الكثير من العدوى بكفاءة، لكن مقاومة المضادات الحيوية تضعف هذا السيناريو”.

### تجارب أخرى مع العدوى
وفي حالة ثالثة، عانت إحدى الناجيات من تورم في الرقبة مما دفعها للذهاب إلى الطبيب. أدى التشخيص إلى معرفة أنها تعاني من عدوى تُظهر مقاومة للمضادات الحيوية. هذه القصص تُبرز الآثار المدمرة لمقاومة المضادات الحيوية التي لا تزال تهدد صحة العديد من الأفراد، مما يستدعي تكثيف الجهود العالمية لمواجهتها.

### تشافان: تجربة شخصية مع مرض السل المقاوم للأدوية

أنهت الباحثة بهاكتي تشافان دراستها في بومباي، الهند، في عام 2017، عندما لاحظت وجود تورم في رقبتها. وكشفت تشافان، البالغة من العمر 30 عامًا، أن طبيبها وصف لها مضادات حيوية، لكن التورم لم يتراجع.

التشخيص والمعاناة

بعد إجراء بعض الاختبارات، تم تشخيص تشافان بمرض السل المقاوم للأدوية، وهو نوع خطير من الأمراض التي تقاوم العلاجات المتاحة. على الرغم من تجربة عدة أدوية في مرحلتين، لم تتحسن حالتها. ومع ذلك، تمكنت من الحصول على دواءين جديدين من منظمة أطباء بلا حدود.

وأشارت تشافان إلى أن الآثار الجانبية للأدوية كانت مؤلمة في كثير من الأحيان، مما أدى إلى شعورها بالاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، كانت “وصمة العار” المرتبطة بالسل تمنعها من الحديث عما تمر به.

رحلة العلاج والآمال المستقبلية

بعد عامين من العلاج الذي تضمن تناول ثمانية مضادات حيوية مختلفة، منها حقن يومية مؤلمة لمدة ثمانية أشهر، استعاد جسم تشافان عافيته. لكن القلق لا يزال يراودها، حيث تعتقد أن الناس، بما في ذلك الأطباء، لا يهتمون بما يكفي بمشكلة مقاومة المضادات الحيوية.

ومع ذلك، تحذر من أن “هذه المشكلة الصحية قد تحدث لأي شخص”.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.