جهود لإحياء قطاع الطاقة في ليبيا: ما هو دور إيطاليا؟
26/9/2024
–
|
آخر تحديث: 26/9/202412:30 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
### الدور البارز لشركة “سايبم”
في مطلع الأسبوع، تألقت شركة “سايبم” الإيطالية خلال المائدة المستديرة بين ليبيا وإيطاليا، حيث أظهرت استعدادها للقيام بمشاريع كبيرة في ليبيا. وقد أعلن دجرفيو إيليا، المدير التنفيذي لـ”سايبم” في شرق شمال أفريقيا وقبرص، استعداد شركته للمشاركة في تنفيذ مشاريع وصيانة هامة، بما في ذلك تطوير منصة الإنتاج (إي) في مشروع تصل قيمته إلى 8 مليارات دولار، والذي يستهدف تعزيز إنتاج الغاز لتلبية احتياجات السوق الداخلية وأوروبا.
### فرص التنمية في قطاع الطاقة
تقود شركة “مليتة للنفط والغاز”، المشروع الذي يهدف إلى تطوير منشآت إنتاج النفط بالتعاون مع شركة “إيني” الإيطالية، حيث يسعى المشروع إلى زيادة إنتاج الغاز ليصل إلى 750 مليون قدم مكعب يومياً بحلول عام 2026، مما يعكس قدرة ليبيا على تلبية احتياجات السوق الأوروبية.
وقال دجرفيو إيليا إن تأهيل منصة الإنتاج يعتبر تحدياً، مبيناً أن وزن المنصة يتجاوز 60 ألف طن، وهي واحدة من أكبر الهياكل المعدنية في القطاع. كما تناولت المائدة المستديرة آفاق استكشاف البترول بمشاركة “إيني”، التي أكدت على أهمية مشاريع الغاز التي يجري تطويرها حالياً، بما في ذلك مشروع حقل البوري.
### التحديات المتعلقة بالنمو
رغم وفرة الفرص في قطاع الطاقة الليبي، فإن التحديات الاقتصادية والسياسية تؤثر سلباً على وتيرة التقدم في الإنتاج. ويرى مصطفى الزعيتراوي، الباحث في الجغرافيا السياسية بمناسبة مائدة روما، أن ليبيا تمتلك إمكانيات قوية لتطوير الطاقة المتجددة.
يستشهد الزعيتراوي بموقع ليبيا القريب من أوروبا وثرواتها النفطية، مما يجعلها شريكاً مهماً لأوروبا، خاصة لإيطاليا التي تسعى لتأمين مصادر طاقة موثوقة. ويؤكد دور إيطاليا كمستثمر رئيسي في تطوير قطاع الطاقة الليبي، موضحاً أن تحسين الإنتاج سيساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي من خلال زيادة فرص العمل والعوائد المالية.
التزامات إيني تجاه ليبيا في مجال الطاقة
أعربت مارتينا أوبيتزي، رئيسة منطقة شمال إفريقيا وبلاد الشام في شركة إيني، عن التزام الشركة بتزويد ليبيا بكمية كافية من الغاز تلبي احتياجاتها الداخلية وتعزز عمليات التصدير، مع السعي لتقليل انبعاثات الكربون. وأشارت إلى أن شركة سايبم، المشغلة، قد أبرمت بالفعل عقودًا لعدة مشاريع.
استعادة إنتاج الحقول النفطية
تُولي ليبيا أهمية كبيرة لاستعادة إنتاج الحقول النفطية القديمة، حيث تسعى طرابلس لإقناع الشركاء الدوليين في القطاع الخاص لتطبيق تقنيات حديثة، واستكمال أعمال التحديث وتحسين معدلات الاسترداد. وفي هذا السياق، أكد المدير التنفيذي لشركة وازن لخدمات النفط، إبراهيم المجرسي، وجود فرص هائلة في قطاع الصيانة داخل ليبيا.
التحديات المالية والاقتصادية
يواجه القطاع الاقتصادي في ليبيا تحديات مالية وسياسية كبيرة تؤثر على تنفيذ المشاريع، مما يعوق الاستثمارات الأجنبية. فعلى سبيل المثال، تأخر مشروع بناء محطة كهرباء بقدرة 36 ميغاواطا في حقل “السرير”، الذي أُبرم عقده في 2013، حتى يونيو من العام الحالي، بسبب عدم الاستقرار الجيوسياسي.
وأكد أليساندرو غالي، مدير قسم المنشآت الصناعية في شركة رينكو، أن بدء المشاريع يتطلب ضمانات وخطابات اعتماد لضمان الاستقرار المصرفي.
الأزمة المالية وتأثيرها على المعيشة
حذر أحمد الضّراط، رئيس مجلس إدارة البنك الليبي الخارجي، من التأثير المدمر للأزمة المالية على تكاليف المعيشة في البلاد، حيث ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة تصل إلى 300%. وأكد أن الاقتصاد الليبي يعاني من عدم الثقة في المعاملات المالية، مما يزيد من صعوبة إدارة الأعمال.
الأزمات السياسية وتأثيرها على إمدادات النفط
أوضح الباحث مصطفى الزعيتراوي أن الانقسام السياسي والهشاشة الأمنية في ليبيا تجعل إمدادات النفط عرضة للتقلبات. وقد برزت هذه الأوضاع خلال الأزمة الأخيرة لمصرف ليبيا المركزي، مما أدى إلى تقليص الصادرات النفطية بنسبة 80%.
أهمية السياسات المستقرة لاستقطاب الاستثمارات
وأشار الزعيتراوي إلى أن السياسات المستقرة والمؤسسات الشرعية تعتبر مفتاح جذب الاستثمارات لقطاعي الطاقة التقليدية والمتجددة. وأكد على ضرورة أن تأخذ إيطاليا دورًا نشطًا في إنهاء الأزمة السياسية لتحقيق شراكة اقتصادية مستدامة مع ليبيا.