أوجه الفساد في حكم سلاطين المماليك
قصص الفساد المالي
من بين أبرز تلك القصص، ما يتعلق بمغنية تدعى “اتفاق”، التي تزوجها ثلاث سلاطين، ثم أحد وزراء الدولة. عاشت اتفاق حياة مرفهة بفضل ما حصلت عليه من أموال الدولة، إذ كانت تحصل على جزء كبير من ثروات المصادرات التي كان السلاطين يقومون بها.
أموال طائلة للمغنيات
واستمر الملك الصالح إسماعيل في الإنفاق البذخي على اتفاق، حتى أن بعض المؤرخين ذكروا أن ذلك الإنفاق كان يؤثر سلباً على خزينة الدولة. فقد كان يعطى لها نسب من الأموال المصادرة، فمثلاً، حين صادر السلطان الكامل شعبان أموال نائبه، وزعها على اتفاق وغيرها.
المقريزي ذكر أن من أسباب العجز المالي كثرة الإنعامات على الجواري وأرباب الفن، ما أجبر بعض الأمراء على التدخل لوقف هذا التبذير.
محاولات الإصلاح ومنح الصلاحيات
حاول بعض الأمراء الحد من تلك النفقات الباهظة، وتحديد ميزانية للسلطان، لكن هذه المحاولات كانت في كثير من الأحيان تهدف للسيطرة على السلطان بدلاً من معالجة الفساد المالي بشكل فعلي.
ورغم تلك المحاولات، استمر الوضع كما هو، حيث عاد الأمر مجددًا إلى ما كان عليه، وعادت مكانة اتفاق وما شابهها كما كانت. في ظل هذا الفساد المستشري، كانت الأموال تنفق بسخاء على المغنيات، ما عمق الأزمة المالية للدولة.