إيران تتحدى إسرائيل بعد الضربات المهينة للمكونات الحليفة
هجوم بالصواريخ الباليستية
ظهر القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، في مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام الإيرانية وهو يتحدث في غرفة عمليات حيث أصدر أوامر بإطلاق حوالي 200 صاروخ باليستي نحو إسرائيل مساء الثلاثاء. كان خلفه لافتة كبيرة تحمل صور ثلاثة رجال قال إنه يسعى للانتقام من مقتلهم: القيادي السياسي في حماس إسماعيل هنية الذي قُتل في طهران في يوليو، وقادة حزب الله حسن نصر الله وعميد العمليات في قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروش، الذين لقوا حتفهم في غارة إسرائيلية على بيروت الأسبوع الماضي.
ادعاءات إيرانية بنجاح الهجوم
ادعى الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم الصاروخي شمل صواريخ “فاتح” فرط صوتية التي وصلت إلى إسرائيل خلال 12 دقيقة، وأنها أصابت بنجاح أهدافًا بما في ذلك ثلاثة قواعد جوية إسرائيلية ومقر جهاز الموساد. ومع ذلك، قالت قوات الدفاع الإسرائيلية إن معظم الصواريخ تم “اعتراضها بواسطة إسرائيل وتنبيه أولويات دفاعية تقودها الولايات المتحدة”، وأشارت إلى أن هناك “عدد قليل جدًا من الضربات” في وسط وجنوب إسرائيل.
رسائل تحذيرية في طهران
بعد الهجوم، تم رفع لافتة ضخمة في ساحة فلسطين بطهران تحمل صور صواريخ متوجهة نحو مبانٍ على شكل نجمة داود، مع عبارة “بداية نهاية الصهيونية”.
تطورات الأحداث مع حزب الله
بدت إيران حذرة بعد اغتيال هنية، ولكن هذه المقاومة تحولت إلى مصدر إحراج عندما وجهت إسرائيل سلسلة من الضربات القاسية لحليف إيران الأساسي، حزب الله، حتى وصلت إلى الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل نصر الله ونيلفروش. كانت الأسلحة والتدريب والتمويل الإيراني حاسمة في تحويل حزب الله إلى أقوى قوة مسلحة وفاعل سياسي في لبنان منذ أن ساعد الحرس الثوري في تأسيس الحزب في الثمانينات.
مساعي إيران وتقلبات الوضع الإقليمي
قبل هذا الشهر، كان قادة إيران يأملون أن تساعد حرب الاستنزاف مع حزب الله في إضعاف الجيش الإسرائيلي، الذي لا يزال يخوض حربًا ضد حماس في غزة. كما اعتمدوا على حزب الله وترسانته الضخمة من الصواريخ لردع الهجمات الإسرائيلية المباشرة على منشآتهم النووية ومرافق الصواريخ. خلال زيارة إلى قطر، اتهم الرئيس مسعود بيزشكين إسرائيل بمحاولة استفزاز إيران إلى حرب إقليمية ستجر الولايات المتحدة أيضًا.
دعوات لتغيير الاستراتيجية
مع تصاعد الانتقادات من المحافظين المتشددين في إيران حول ردة فعل البلاد تجاه إسرائيل، جادل عدة محللين على التلفزيون الرسمي أن قرار عدم الانتقام لمقتل هنية شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استهداف مصالح إيران وحلفائها في لبنان. بعد الهجوم الصاروخي يوم الثلاثاء، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إن “زمن الصبر والاحتفاظ بالنفس قد انتهى”، مشيرًا إلى استهداف مواقع عسكرية واستخباراتية في إسرائيل، مع التحذير بأن الرد الإيراني سيكون أقوى إذا ما قامت إسرائيل بالرد.### تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل
تعكس الهجمات الصاروخية الإيرانية القلق المتزايد لدى القادة الإيرانيين من أن الصمت بعد هجمات إسرائيل سيظهرهم كضعفاء وعُرضة للخطر، سواء على الصعيد المحلي أو في نظر حلفائهم الإقليميين في ما يُعرف بـ”محور المقاومة”، الذي يشمل حزب الله وحماس.
نهاية سياسة “لا حرب، لا سلام”
لقد خاضت إيران وإسرائيل عقودًا من الحرب الظل، مع الالتزام بسياسة “لا حرب، لا سلام”. ومع ذلك، يبدو أن هذا الوضع الحالي قد بدأ في التغير. وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالتأكيد على أن إسرائيل سترد بشدة، محذرًا من أن “إيران ارتكبت خطأً كبيرًا وستدفع ثمنه”.
التحذيرات الأمريكية المتجددة
تشير التقارير إلى وجود تحول في نبرة واستراتيجية الولايات المتحدة. ففي أبريل الماضي، دعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى ضبط النفس بعد أن أسقطت القوات الإسرائيلية والأمريكية معظم الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها إيران نحو إسرائيل كعملية انتقامية، وذلك في أعقاب الضربة الجوية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في سوريا وأدت لمقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني.
لكن هذه المرة، حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، من أن الهجوم الإيراني سيقابل بعواقب “شديدة”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع إسرائيل لضمان ذلك.
الاستعدادات الإسرائيلية للرد
أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المسؤولين الإسرائيليين أعلنوا استعدادهما لتنفيذ ضربات انتقامية على إيران في “غضون أيام”، مع التركيز على “المواقع الاستراتيجية”، بما في ذلك المنشآت النفطية الحيوية للدولة الإيرانية. كما حذروا من أنه قد يتم استهداف المنشآت النووية الإيرانية في حال تنفيذ طهران لتهديداتها بالرد على إسرائيل.
الرسائل الإيرانية إلى الولايات المتحدة
أكد مسؤولون كبار في إيران أنهم يعتبرون ارتداداتهم نتيجة مقتل هنية ونصر الله ونيل فوروشان قد انتهت، ما لم يتم استفزازهم مجددًا. وقد أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى أنه قام بنقل رسالة إلى الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية في طهران، تحذرها من “عدم التدخل”.
وأضاف عراقجي: “أي بلد ثالث يساعد إسرائيل أو يسمح باستخدام مجاله الجوي ضد إيران سيكون هدفًا مشروعًا”.
القوات الأمريكية في المنطقة
تنتشر حوالي 40,000 جندي أمريكي في الشرق الأوسط، مع وجود العديد منهم في العراق وسوريا، وهو ما يمكن أن يهددهم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في كلا البلدين.
ترقب إيراني للرد الإسرائيلي
يجب على إيران الآن الاستعداد لمواجهة الرد الإسرائيلي وتوقع أن يجني رهاناتها ثمارها في المستقبل.