قصة شاب سوداني يقوم بترميم منازل المتضررين من الحرب مجانًا
تحويل المعاناة إلى عمل إنساني
في ظل الأضرار الواسعة التي خلفتها الحرب، قرر عثمان تغيير نهجه والعمل في مجال “ترميم” المنازل، معلنًا عن تقديم خدماته مجانًا للأسر المحتاجة. فقد استغل خبرته في التركيب والتشطيب لمساعدة الأسر التي أصبحت منازلها غير صالحة للسكن بسبب قذائف الحرب.
آثار الحرب وتحديات الترميم
لم تسلم مدينة أم درمان من الدمار، حيث طالت الأضرار حتى الأحياء القديمة. ومع قرب فصل الشتاء، تزايدت الحاجة لترميم المنازل، مما دفع عثمان لإعلان خدماته عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتلبية احتياجات النازحين. ويقول: “لقد رأيت معاناة الناس الذين فقدوا منازلهم، والكثيرون لا يملكون حتى تكلفة الإصلاح.”
مشاريع الترميم في بدايتها
في إطار الجهود المبذولة، نجح عثمان في تجميع فريق مكون من 12 شابًا للمشاركة في العمل معه، حيث قاموا حتى الآن بترميم أربع منازل في مناطق متفرقة من أم درمان. يوضح عثمان أن هذه المباني تأثرت بشكل كبير بسبب سقوط القذائف، حيث تم تركيز جهودهم على إصلاح الأسقف المتضررة.
إذًا، بينما يستمر عثمان وفريقه في مساعدتهم، تبقى آمالهم معلقة على تحسين أوضاع الأسر التي فقدت منازلها وسط الأزمات المتلاحقة.
عمليات ترميم المنازل التالفة
في جهود لإعادة بناء مجتمعهم بعد مواجهتهم أزمة قاسية، تتضمن أعمال ترميم المنازل تصحيح الشقوق في الجدران نتيجة القصف. وقد قام عثمان، أحد النشطاء، بإعادة بناء سور منزل لعائلة كبيرة كانت تعاني من ظروف صعبة للغاية، حيث تم شراء الطوب اللازم لإعادة بناء السور ليعود إلى هيأته الأصلية.
الحالة العامة لأصحاب المنازل الأربعة كانت مختلفة، فبعضهم كان يمتلك مواد البناء لكنه لم يكن قادرا على دفع أجور العمال، بينما لم يكن البعض الآخر يمتلك أي موارد. ومع ذلك، تضافرت الجهود، حيث أشار عثمان إلى أن جميع الأسر ساهمت بما يمكنها. ويقول: “أكملنا توفير مواد البناء لبعض الأسر، ولم يكن الأسر تبخل علينا بالطعام والشراب أثناء فترة العمل. انتهينا من ترميم المنازل، ولكن لا يزال هناك عدد كبير من الأسر تحتاج إلى ترميم عاجل”.
التحديات التي تواجه عملية الإعمار
أبرز عثمان تحديات جديدة، مشيراً إلى أنه لوحده لا يمكنه الاستمرار في هذه المهمة، لذلك يدعو الشباب السوداني للتطوع بخبراتهم وجهودهم، خاصة مع قرب فصل الشتاء. كما أوضح قائلاً: “أسعار الخامات ارتفعت بشكل مقلق، فمثلاً، ارتفع سعر طن الأسمنت من 200 ألف جنيه سوداني قبل الحرب إلى 400 ألف جنيه الآن”.
ورغم وجود تقارير رسمية تسجل الخسائر البشرية والمادية، لم يتم حتى الآن تقديم إحصاء دقيق لعدد المنازل المتضررة أو تكلفة إصلاحها. يحتفظ عثمان على هاتفه بكثير من الصور للمنازل المتضررة، سواء التي انهارت بالكامل أو التي تعرضت لأضرار خطيرة أو طفيفة. تختلف تكلفة الإصلاح من منزل لآخر بناءً على حجم الأضرار، وتختلف أيضاً قدرات الأسر على دفع التكاليف. بينما استطاع البعض ترميم منازلهم، ما زالت أسر أخرى تواجه برد الشتاء القارس.
ويعبر عثمان عن أمله في وجود جهود أكثر تنظيماً لإعادة الإعمار، متمنياً أن يعود السودان إلى وضعه أفضل مما كان عليه قبل الحرب.