تغطية الإعلام الفرنسي للهجوم على لبنان: إشادة بالتفوق التكنولوجي لإسرائيل وتجاهل للضحايا
قامت وسائل الإعلام الفرنسية بتغطية شاملة للهجمات التي وقعت في لبنان يومي 17 و18 سبتمبر، لكن لفت الانتباه أن العناوين والتركيزات كانت تدور حول ما وصفته بـ “البراعة التقنية” لإسرائيل، بينما تم تجاهل ذكر الضحايا، بما في ذلك الأطفال وموظفي الإغاثة. مما جعل التغطية تنحاز بشكل واضح وتفتقر إلى التعاطف الإنساني.
إشادة كبرى بتقدم إسرائيل التكنولوجي
في اليوم التالي للاعتداءات، أشارت صحيفة “اللوموند” إلى أن الهجمات تمت “ببراعة تقنية غير مسبوقة”، مستندة إلى شهادة جاسوس فرنسي سابق اعتبر العملية “ضربة المعلم”. وواصلت الصحيفة التحليل ولم تقم بإضافة أي تبرير أخلاقي أو استراتيجي للعمليات، بل خصصت مقالاً خاصاً في قسم التكنولوجيا للحديث عن “الطبيعة التقنية لهذه العمليات الخطيرة.”
من جانبها، وصفت صحيفة “لوفيغارو” الهجوم بأنه “غير مسبوق” و”مدهش في تنظيمه”. بينما قام دوف ألفون، مدير تحرير صحيفة “الليبراسيون”، بالإشادة بالتفوق التكنولوجي الإسرائيلي كما لو كان يتحدث عن لعبة فيديو. وواصل الإعلام تأكيدات على قدرة إسرائيل التقنية الفائقة.
تغطية القنوات الإخبارية
استمرت تغطية القنوات التلفزيونية في التركيز على مشاهد الانفجارات بوصفها “مذهلة” و”خارقة”، ما دفع بعض المراسلين إلى الإشارة إلى “نوع من الإعجاب” في الأوساط الخبرية. وفي حين اعتبرت بعض القنوات الهجمات بمثابة “إنجاز تقني”، تهيمن المشاعر الإيجابية على التعليقات حول الهجمات الجديدة.
عدم ذكر المدنيين
بينما كانت هناك إشادة بالإجراءات، تجاهلت معظم وسائل الإعلام الفرنسية النقاش حول مصير المدنيين المتضررين، حيث لم تقدم أي تفاصيل عن الضحايا أو توضح شرعية الهجمات الإسرائيلية. بدلاً من ذلك، ركزت التقارير على تصوير عمليات القصف وكأنها “ضربات رائعة”، مع تجاهل كامل للعواقب الإنسانية، مما أثار انتقادات من بعض الصحفيين الذين اعتبروا هذا التصرف غير إنساني.
البداية في التشكيك في شرعية الهجمات
لم يبدأ الإعلام الفرنسي في طرح الأسئلة حول شرعية الهجمات وعمليات القصف الخطيرة إلا بعد تعرّض لبنان لمزيد من الغارات الإسرائيلية. حيث بدأت الصحيفة “لوفيغارو” بالتحقيق في ما إذا كانت تلك التفجيرات تشكل “جرائم حرب محتملة”. كما أعرب بعض الصحفيين عن استيائهم من التغطية الإعلامية التي خلت من الإنسانية.
وفي نهاية المطاف، دعا بعض النقاد إلى إعادة النظر في كيفية معالجة الإعلام للمواضيع المتعلقة بالحروب، مشددين على الحاجة لعدم تجاهل الآثار الإنسانية للهجمات وضرورة الالتفات إلى القضايا القانونية والأخلاقية المتعلقة بحياة المدنيين.