كيف يمكنك دعم أحد أحبابك بعد فقدانه أحد الأطراف بسبب الحروب أو الأمراض؟
تأثير بتر الأطراف على حياة المصاب
يمكن أن يكون فقدان أحد الأطراف مدمراً ويؤدي إلى تأثيرات سلبية على جوانب متعددة من حياة الشخص. فبجانب التحديات البدنية المرتبطة بالحركة والاستقلال، قد يؤدي هذا الفقد إلى التأثير على المهنة والعلاقات الاجتماعية. كما أن بعض الأفراد قد يواجهون تأثيرات نفسية عميقة قد تصل إلى الاكتئاب.
وغالباً ما يجد المصابون أنفسهم مضطرين للتكيف مع مشاكل صحية مستمرة مثل الألم والتأقلم مع توقعات جديدة حول قدراتهم.
استراتيجيات دعم المصاب بالبتر
هناك عدة استراتيجيات يمكن أن تساعد الأفراد وأسرهم في دعم المصاب بعد بتر أحد الأطراف، ومن المهم أن نفهم التأثيرات العاطفية والجسدية للبتر. فيما يلي بعض الاقتراحات:
1- إدارة الألم
بعد إزالة أحد الأطراف جراحياً، قد يستمر الألم لفترة تزيد عن أسبوع. من المهم أن يسأل الشخص المصاب عن آلامه، ويسعى للحصول على المساعدة الطبية لوضع خطة ملائمة لإدارة الألم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن “ألم الطرف الوهمي” قد يكون تجربة شائعة، حيث يشعر المصاب بألم في الطرف المبتور رغم عدم وجوده، مما يستدعي دعمًا نفسيًا متخصصًا.
2- الاستماع الجيد
### مساعدة شخص فقد أحد أطرافه
يُعتبر فقدان أحد الأطراف تجربة مؤلمة، حيث يشعر المبتور بمشاعر مثل الحزن والغضب والإحباط. وبصفتك صديقاً أو فرداً من العائلة، من المهم أن تكون مستمعاً جيداً وتقدم الدعم، مما يتيح لهم التعبير عن مشاعرهم والتحدث عن تجاربهم.
الصبر والدعم غير المشروط
إن عملية التعافي ليست مستوية، لذا يجب عليك التحلي بالصبر أثناء دعم أحبائك، إذ قد يتعلمون كيفية التكيف مع الأنشطة اليومية الخاصة بهم والمعيشة بشكل مستقل، بالإضافة إلى مواجهة المشاعر المعقدة التي ترافق هذه التجربة.
قد يحتاج الفرد إلى تعديلات على الروتين اليومي بعد فقدان أحد الأطراف (بيكسلز)
فهم التأثيرات العاطفية
إن فقدان الأطراف يعد خسارة مدمرة، قد تؤدي إلى مشاعر حزن مشابهة لفقدان شخص عزيز. من الضروري فهم المراحل المختلفة للحزن التي يمر بها الشخص المحتاج للدعم.
التكيف مع الروتين اليومي الجديد
قد تبدو حياة الفرد بعد البتر مُختلفة تماماً، وقد يتطلب ذلك تعديلات على الروتين اليومي. ستظهر الحاجة إلى تغييرات تتعلق بالتحرك، وأماكن المعيشة، والتفاصيل الصغيرة الأخرى. وقد يحتاج الشخص إلى تعديلات مثل شراء كرسي متحرك أو طرف صناعي لتحسين استقلاليتهم.
تنبيه حول الكلام الذي يجب تجنبه
التعبير عن الدعم يمكن أن يكون مُعقدًا، لذا من المهم تجنب بعض العبارات التي قد تؤذي مشاعر الشخص المبتور، مثل:
- “أنت مصدر إلهام كبير”، فربما يشعر الشخص بعدم القدرة على تقديم مثال يُحتذى به في اللحظة الحالية.
- “لا يمكنك فعل ذلك”، حيث يمكن أن يكون الشخص قادراً على القيام بأنشطة معينة، وعلى الأرجح أنهم يسعون لتطوير مهاراتهم.
- “أعرف شخصا فقد ذراعًا/ساقاً، لذا أفهم كيف تشعر”، فمن الصعب دائماً فهم مشاعر شخص آخر بشكل كامل، خاصة في حالة فقدان أحد الأطراف.فهم الصعوبات الوجدانية للشخص بعد البتر
“من الجيد أن ترغب في المساعدة، لكن عليك أن تدرك أنك قد لا تعرف المدَى الكامل لكفاح الشخص ومشاعره”. وهذا يشير إلى أهمية أن يمر الشخص بعملية التكيف مع فقدان أحد أطرافه وطرق التعامل مع الطرف الصناعي الجديد. في بعض الأحيان، قد يواجه تحديات في إتمام بعض المهام.
التكيف والاستقلالية جزء من التعافي
في البداية، يفضل عدم التدخل في كل مرة يجد فيها الشخص نفسه في صعوبة. فهذا جزء جوهري من عملية التعافي، فضلاً عن كونه(key) مهماً لإعادة تعلم المهام المختلفة وبناء الثقة بنفسه.
سعي لخلق حياة جديدة وثريّة
تعتبر الاستعادة الشاملة للاحترام الذاتي والشعور بالحياة الطبيعية من أبرز الأولويات بعد البتر. ولذلك، يجب مساعدته على العثور على دور يمتاز بالأهمية في حياته، سواء كان ذلك من خلال رعاية نفسه، أو كونه فرداً فعالاً في أسرته، أو العودة إلى العمل وممارسة الأنشطة التي يحبها.
وجود أطراف صناعية أو كراسي متحركة يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تسهيل اندماجه في المجتمعات والأنشطة بحياته اليومية.
علاوة على ذلك، تشير الأبحاث النفسية إلى أن الانخراط في أنشطة ممتعة وجماعية بالإضافة إلى تحقيق أهداف في الحياة يسهم كثيرًا في صحة الفرد الجسدية والعاطفية. لذا، فإن دعم الشخص للوصول إلى هذه النقطة يجب أن يكون من أولويات المحيطين به، بغض النظر عن الوقت الذي سيستغرقه ذلك.