التلوث في خليج إزمير: جهود علمية لحل أزمة بيئية متفاقمة
–
|
آخر تحديث: 9/10/2024 12:48 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
تعتبر قضية التلوث في خليج إزمير من القضايا البيئية الخطيرة التي تهدد النظام البيئي البحري في المنطقة الواقعة في بحر إيجه، وقد تركت آثارها على المناطق السكنية القريبة.
شهد الخليج في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في مستويات التلوث، مما أسفر عن نفوق الأسماك وظهور روائح كريهة على الساحل، مما دفع وزارة البيئة والتحضر وتغير المناخ التركية إلى تشكيل لجنة تعمل على وضع خطة طوارئ بالتعاون مع مجموعة من العلماء والباحثين من جامعات مختلفة لمواجهة هذه المشكلة البيئية.
جهود علمية في التصدي للتلوث
استطاع فريق من الباحثين من جامعة مانيسا جلال بايار وجامعة يلدز التقنية استخدام تقنيات التصوير الفضائي المتطور لرسم خريطة لمستويات التلوث في خليج إزمير.
جاءت هذه المبادرة بعد ارتفاع مفاجئ في نفوق الأسماك في أغسطس الماضي، مما أدى إلى تفشي الروائح الكريهة في المناطق المحيطة، وخاصة في بايراكلي وكارشياكا.
اعتمد الباحثون على منصة “غوغل إيرث إينجين” لتحليل صور القمر الصناعي “سينتنيل”، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد لمتابعة التغيرات البيئية بدقة.
قال أعضاء الفريق إنهم رصدوا العوالق النباتية والطحالب من خلال قياس كثافة الكلوروفيل “أ” في المياه، واستخدموا مؤشر التمايز المعياري للكلوروفيل المعروف بـ “NDVI”.
وأشار عثمان صالح يلماز، عضو هيئة التدريس بجامعة مانيسا، إلى أن هذا الأسلوب يمثل طريقة فعالة لمراقبة جودة المياه، ويشبه تقنيات التصوير الطبي. وشدد على أن الفريق يتمكن من الإمساك بتغيرات مستويات التلوث بفضل تكرار التقاط صور الأقمار الصناعية كل خمسة أيام.
أظهرت التحليلات أن مستويات التلوث في خليج إزمير كانت ضمن المعدلات الطبيعية حتى منتصف عام 2024، إلا أنهم لاحظوا مؤخراً زيادة ملحوظة في مستويات الكلوروفيل “أ”، مما يشير إلى تكاثر الطحالب.
أسباب التلوث وتداعياته
وفي السياق نفسه، أشار إيلجاز فقيه أوغلو، باحث أكاديمي في إزمير، إلى أن أسباب التلوث تتعلق بسوء إدارة مياه الصرف الصحي، حيث أن تدفق المياه غير المعالجة إلى الخليج يعقد المشكلة ويضيع الجهود المبذولة لمواجهتها.
على الرغم من أهمية مشاريع الدولة واللجان العلمية، إلا أن الحاجة ملحة لاستثمار المزيد من الجهود والموارد للحد من التداعيات السلبية للتلوث.
### أزمة تلوث المياه في خليج إزمير
تتواصل التحذيرات من الانعكاسات البيئية الخطيرة لتلوث مياه خليج إزمير، حيث يستشعر الخبراء الحاجة الملحة للاستثمارات والتنسيق مع الإدارات المحلية بغية إيجاد حلول دائمة للمعضلة البيئية المتزايدة.
دعوة لتعزيز قدرات معالجة مياه الصرف
وأوضح إيلجاز فقيه أوغلو، الباحث الأكاديمي وعضو هيئة الصحافة الرقمية في إزمير، ضرورة مضاعفة جهود الحكومة لمواجهة هذه الكارثة. ولفت إلى أهمية زيادة قدرة مرافق معالجة مياه الصرف الصحي بشكل عاجل، كما شدد على ضرورة استكمال أنظمة فصل مياه الأمطار التي تصب في الخليج، والتي تجلب معها مخلفات الزراعة المحيطة، بما في ذلك الأسمدة الكيميائية.
تأثير الأنهار المحيطة
وفي هذا السياق، أشار خبراء إلى أهمية التركيز على تصريف الأنهار التي تصب في الخليج، حيث تحمل معها ملوثات ورواسب من المناطق الحضرية والصناعية. وتكمن المشكلة في ضعف سريان المياه بالخليج وعمقها الضحل، الأمر الذي يفاقم من تداعيات هذه الملوثات.
ظاهرة الطحالب السامة
تتسبب هذه العوامل مجتمعة في زيادة ظاهرة الطحالب السامة التي تشكل تهديدًا خطيرًا للبيئة البحرية. فهذه الطحالب تستنفد الأكسجين من المياه، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك والكائنات البحرية وانبعاث روائح كريهة.
مؤشرات على تدهور النظام البيئي
وفقًا لأحدث التقارير، انخفضت مستويات الأكسجين في مياه الخليج إلى أقل من 1.8 ملليغرام لكل لتر في العديد من المواقع، ووصلت في بعض الأماكن إلى الصفر، مما يعد تهديداً حقيقياً للنظام الإيكولوجي البحري.
أهمية الخليج كموارد مائية
يقع خليج إزمير على الساحل الغربي لتركيا، ويعتبر جزءاً من بحر إيجه. يُعرف الخليج بأنه المدخل المائي الرئيسي لمدينة إزمير، ثالث أكبر مدينة تركية، ويمتد على طول ساحلها الشمالي، بينما تتصل به العديد من الأنهار والوديان.
المصدر: الجزيرة