ناسا تتخذ خطوة للحفاظ على مسبار فوييجر 2 بتعطيل أداة علمية
9/10/2024
أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” عن إيقاف إحدى الأدوات العلمية المثبتة على مسبار فوييجر 2، وذلك كخطوة تهدف للحفاظ على الطاقة المتبقية وتحقيق استمرارية عمل المسبار الذي يقوم باستكشاف الفضاء السحيق منذ 47 عامًا. يأتي هذا القرار كجزء من خطة الوكالة لإطالة عمر المسبار لأطول فترة ممكنة.
في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أكدت ناسا أن فوييجر 2 قد عبر إلى الفراغ بين النجوم، المعروف بالوسط النجمي، حيث يبعد حالياً حوالي 20.5 مليار كيلومتر عن الأرض، ويواصل دراسته للفضاء الجديد باستخدام الطاقة المتبقية.
على الرغم من أن المسبار لا يزال يعمل، إلا أن به طاقة كافية لتشغيل أداة علمية واحدة فقط حتى العقد القادم، مما يستدعي من العلماء اختيار الأدوات التي يجب إيقافها تدريجياً. إن كل عملية إيقاف تؤدي إلى تقليل قدرة المسبار على جمع البيانات المهمة، مما يجعل من هذا القرار أمرًا حاسمًا.
استراتيجية تقليص الأدوات العلمية
منذ إطلاق فوييجر 2 في أغسطس/آب 1977، بذل المسؤولون جهودًا حثيثة لتأخير إيقاف الأدوات العلمية العشر لأطول فترة ممكنة. يعد فوييجر 2، إلى جانب فوييجر 1، المسبارين الوحيدان اللذان يعملان خارج الغلاف الشمسي. ومع وقف أداة مطياف البلازما، فإن عدد الأدوات العلمية المفعلة تراجع إلى أربع فقط.
تعمل أداة مطياف البلازما على جمع البيانات حول كمية واتجاه البلازما المحيطة بالمسبار، وتتكون من أربعة “أصحن”، ثلاثة منها موجهة نحو الشمس لمراقبة بلازما الرياح الشمسية، في حين أن “الصحن” الرابع موجه نحو البلازما في الوسط النجمي.
في عام 2018، ساعدت هذه الأداة في تحديد خروج المسبار من الغلاف الشمسي، حيث انخفضت الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس. ومع مرور الوقت، أصبح دور هذه الأداة محدودًا، مما استدعى العلماء لاتخاذ قرار إيقافها.
نفذت ناسا عملية إيقاف مطياف البلازما بحرص شديد لتفادي أي أعطاب قد تؤثر على الأدوات الأخرى أو تفقد الاتصال بالمسبار. وتم التأكيد على نجاح الإيقاف في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، مما يضمن استمرار العمليات الطبيعية للمسبار.
إرث فوييجر في الفضاء السحيق
يعتمد كلا مسباري فوييجر على طاقة البلوتونيوم المتحلل، التي تتناقص بمعدل 4 وات سنويًا. كانت ناسا قد أوقفت معظم الأدوات بعد انتهاء البرنامج العلمي حول كوكبي المشتري وزحل في الثمانينيات، مما ساهم في الحفاظ على الطاقة.
في السنوات الأخيرة، توقفت بعض الأنظمة غير الضرورية، مثل أجهزة التدفئة. وكانت ناسا قد اتخذت نفس الخطوة مع مطياف البلازما على متن فوييجر 1 في عام 2007، وتكرر نفس الإجراء الآن مع فوييجر 2.
يبقى إرث فوييجر 2 حاضراً كمستكشف للفضاء بين النجوم، رغم تراجع كمية البيانات التي يرسلها. تظل ناسا ملتزمة باستخدام القدرات المتبقية لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات من هذه المهمة الاستثنائية التي لا تزال تؤثر على دراسات العلم الأرضي رغم المسافات الشاسعة.