## ضربة موجعة لمراهقة غزية بعد إجلائها جراء الجراحة
### حالة لاميس أبو سلامة في العناية المركزة
بعد ثلاثة أشهر من مغادرتها غزة لتلقي العلاج الطبي، تواجدت الفتاة البالغة من العمر 13 عامًا، لاميس أبو سلامة، في وحدة العناية المركزة بمستشفى في الإمارات العربية المتحدة، نتيجة مضاعفات حدثت بعد إجراء عملية جراحية.
### تعقيدات طبية وضغوطات الحرب
تعاني لاميس من انحناء شديد في العمود الفقري (الجنف) الذي يمكن أن يضغط على رئتيها ويؤدي إلى وفاة محتملة إذا ترك دون علاج. قبل العملية، كانت تقضي معظم وقتها مستلقية على ظهرها، لأنها كانت تعاني من ضيق التنفس عند الجلوس.
خلال العملية التي أجريت في 4 أكتوبر، توقفت ضربات قلبها ثلاث مرات، وأخبر الأطباء العائلة أن الفتاة تعرضت لبعض الأضرار في الدماغ.
### محنة عائلة لاميس
تعتبر هذه الحادثة ضربة موجعة للاميس وعائلتها، الذين قضوا شهورًا يحاولون الهروب من الحرب في غزة للحصول على المساعدة الطبية. وقد تم ذكر قصتهم في تغطية بي بي سي حول الإجلاء الواسع في شهر يوليو. كانت لاميس قد خططت لتلقي العلاج في القدس في أكتوبر الماضي بعد ثلاث عمليات غير ناجحة في غزة.
### تحديات جديدة بعد العدوان الأخير
لكن منذ بداية الهجوم العسكري الإسرائيلي بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أصبح معظم سكان غزة غير قادرين على مغادرة الإقليم. في النهاية، تمكنت لاميس ووالدتها من إدراج اسمهما في قائمة الإجلاء بمساعدة منظمات دولية.
الآن، بعد الجراحة المعقدة، تسعى الأسرة للحصول على المساعدة لنقل لاميس إلى المملكة المتحدة أو دولة أخرى لمتابعة العلاج، على الرغم من أن نقلها سيكون صعبًا.
### حقوق الأطفال في السلامة والعلاج
ذكرت والدتها، شذى أبو سلامة، “لكل الأطفال الحق في العيش في مكان آمن وجيد، والبحث عن العلاج”. وأشارت إلى أن الأطفال ليسوا هم من يتسببون في الصراع.
### صعوبة الحصول على الرعاية الطبية
تظهر جهود الإجلاء المعقدة مدى صعوبة وصول الفلسطينيين في غزة إلى الرعاية الطبية. حيث شنت حماس هجومًا على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف حوالي 251 إلى غزة كرهائن.
الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك أسفرت عن مقتل أكثر من 42000 شخص في غزة، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس. وفي ظل القصف، تم إغلاق المستشفيات، مما أدى إلى مقتل الأطباء وضغط على المنشآت المتبقية بسبب عدد الإصابات المتزايد.
### الأوضاع قبل الحرب
قبل الحرب، كانت لاميس، وهي “طفلة جميلة” وصغرى بين خمسة أطفال، تحب الرسم وحضور مدرستها الخاصة للتعليم. وتم تشخيصها بمرض وراثي في خلايا المخ بعد ستة أشهر من ولادتها، وهو نوع من أمراض الدماغ الذي يترك ثلث الأطفال يموتون قبل سن الثامنة، وفقًا للدكتور جوشوا بونكوسكي، أستاذ علم الأعصاب للأطفال في جامعة يوتا.## معاناة لاميس الأبو سلامين في قطاع غزة
لم يكن الشخص المعني على دراية بحالة لاميس. فبينما تعتبر معظم الأمراض غير قابلة للشفاء، إلا أن هناك خيارات علاجية متاحة لحالاتها.
### إحالة للعلاج في الخارج
في يناير، أحالت وزارة الصحة في غزة لاميس إلى العلاج خارج البلاد بسبب انحناء العمود الفقري. وقد سجلت الوزارة أنها تعاني من مشاكل في التنفس وصعوبة في بلع الطعام، ووصت بإجراء عملية جراحية.
### الدعم العائلي والتنسيق الإنساني
تواصلت عائلة لاميس مع الجمعية الخيرية “هيل فلسطين”، التي نظمت لها العلاج مع مستشفى أمريكي، بينما سعت منظمة غير حكومية إسرائيلية، “غيشا”، للحصول على إذن أمني للإخلاء.
### الانتظار والترقب
في يونيو، حصلت لاميس على تصريح بالإخلاء يومًا قبل موعد مغادرتها عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، لكن لم يتم إدراجها على القائمة المطلوبة في الوقت المناسب. وفي أواخر يوليو، تلقت والدتها اتصالاً من منظمة الصحة العالمية تفيد بأنهما سيغادران.
### تحقيق الحلم
بعد تأجيل عرضي استدعى شatha للأستدارة في رحلة لمدة ساعتين للعودة إلى منزلها في دير البلح وسط غزة، تلقت مكالمة أخرى في اليوم التالي تفيد بأن الإخلاء قد تم تأكيده. ودعت شatha زوجها دون معرفة موعد لقائهما التالي، معبرة عن صعوبة الفراق.
### الرحلة إلى الإمارات
وبمجرد انتظام الإخلاء، صعدت شatha إلى الحافلة من غزة حاملة حقيبة صغيرة ولاميس على ظهرها، حيث كان عليهما ترك الكرسي المتحرك والحقائب المليئة بالملابس. عانت لاميس من آلام أثناء الرحلة إلى الحدود مع إسرائيل، حيث استقلوا حافلة أخرى قبل أن يستقلوا طائرة إلى الإمارات.
### الحالة الصحية والاحتياجات المستمرة
في اتصالها مع بي بي سي في أغسطس، أكدت شatha أنها “حققت أخيرًا هذا الحلم”. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعتبر لاميس واحدة من 229 مريضًا غادروا غزة منذ مايو. ومنذ نوفمبر حتى مايو، تم إخلاء ما يقرب من 4,900 مريض – وهو 35٪ من الطلبات المقدمة – عبر معبر رفح إلى مصر، بعد أن شنت إسرائيل هجومًا بريًا واستولت على الجزء الغزاوي من المعبر.
تقدر الاحتياجات الحالية لـ 12,000 مريض لا يزالون بحاجة إلى الإخلاء. وأفاد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الناس “يعانون دون داعي” ودعا إلى “إنشاء ممرات للإخلاء عبر جميع الطرق الممكنة”.
### جهود الإخلاء والتنسيق
أفادت هيئة “كوجات”، الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في غزة، بأن إسرائيل تعمل “نشاطًا على عدة جبهات لتأسيس آلية لإخلاء المرضى الذين يعانون من حالات طبية معقدة، والذين يحتاجون إلى مزيد من العلاج خارج قطاع غزة”. وذكرت الهيئة أنها في “تواصل مستمر” مع منظمات الإغاثة والسلطات الصحية والدول، وتقوم بمراجعة طلبات الإخلاء لتوفير “استجابة مناسبة، حسب الترتيبات الأمنية”.
### الرعاية في الإمارات
منذ وصولها إلى الإمارات، قامت الحكومة بتغطية تكاليف إقامة لاميس ونفقاتها في المستشفى، حيث لا تزال في حالة حرجة. وذكرت والدتها أن “أهم شيء هو حصول لاميس على العلاج الجيد”.