والد “شديد الحساسية”؟ حول التحديات إلى فرص متاحة!

Photo of author

By العربية الآن

هل أنت والدٌ حساس؟ كيفية تحويل التحديات إلى فرص

والد متعب يعاني من صداع، يشعر بالانزعاج والإرهاق بسبب الأطفال الصاخبين الذين يركضون حوله، أب محبط يجلس على الأريكة في غرفة المعيشة، يعاني من مشكلة مع الأطفال النشيطين المزعجين
بعض الآباء والأمهات يمتلكون سمات شخصية تجعل الحياة الأسرية أكثر تحديًا (غيتي)

حتى في البيئات الأسرية الأكثر هدوءًا، يعاني الوالدان في كثير من الأحيان من ضغوطات ناجمة عن الفوضى والضوضاء المرتبطة بتربية الأطفال، مما يشعرهما وكأنهما على حافة الانهيار.

بينما يعتبر هذا الإحساس طبيعيًا، فإن بعض السمات الشخصية قد تجعل الحياة الأسرية أكثر إرهاقًا.

تظهر الإحصاءات أن 20% إلى 30% من الآباء والأمهات يصنفون كـ”شديدي الحساسية”، وهو ما يرتبط غالبًا بالاستجابة المفرطة للروائح والألوان والأصوات.

الآباء والأمهات شديدو الحساسية

يواجه الأشخاص شديدو الحساسية صعوبة في التعامل مع المواقف التي تتضمن ضوضاء كبيرة أو إضاءة قوية، مما يؤدي إلى شعورهم بالإجهاد والتوتر.

تنعكس حساسيتهم أيضًا على وعيهم بمشاعر الآخرين، مما يجعلهم متعاطفين في بعض الأحيان لدرجة تؤدي إلى الاستنزاف النفسي.

وبذلك، فإن التحديات التي تواجه هؤلاء الآباء يمكن أن تكون كالقنبلة الموقوتة، حيث تتطلب الأبوة والأمومة جهدًا كبيرًا ونشطة.

والد متوتر مع أطفال يصدرون ضجيجًا في غرفة المعيشة
الأبوة والأمومة لدى الآباء شديدي الحساسية تحمل مزايا خاصة تعزز من تجربة التربية (غيتي)

بالإضافة إلى الضغوط اليومية، يتعين عليهم أيضًا التعامل مع أطفال يظهرون حساسيات مرتفعة منذ الطفولة المبكرة.

رغم أن هذه السمات يمكن أن تشكل تحديات، فإنها تحمل أيضًا فوائد تربوية تثري تجربة الأبوة والأمومة، مما يحولها إلى تجربة أكثر إيجابية.

مزايا الأبوة والأمومة الشديدة الحساسية

يوضح موقع “سايكولوجي توداي” أن العديد من الصفات تؤشر على شخصية شديدة الحساسية، ومن بينها:

  • الاستجابة بسهولة للضوضاء العالية.
  • الشعور بالانزعاج من المشاعر المفرطة أو نوبات الغضب عند الأبناء.
  • القدرة على قراءة التفاصيل العاطفية لدى الأطفال.
  • الشعور بالتعب والإرهاق باستمرار.
  • الانجراف نحو التفكير السلبي والقلق.
  • إساءة فهمهم أحيانًا واعتبارهم قلقين أو متشددين.

وفقًا لعالمة النفس إلين آرون، تنقسم الحساسية إلى أربعة جوانب رئيسية في السلوكيات اليومية، وهي:

  • التفكير بعمق ودقة، والتركيز على التفاصيل الصغيرة.
  • ردود الفعل القوية تجاه المحفزات البيئية.

# التحديات والفرص في تربية الأطفال لدى الآباء شديدي الحساسية

## سمات الآباء شديدي الحساسية

تتميز الآباء والأمهات شديدو الحساسية بقدرتهم العالية على ملاحظة التفاصيل الدقيقة من حولهم، كالضوء والصوت والروائح، بالإضافة إلى تعاطفهم واستجابتهم العاطفية القوية التي تجعلهم يشعرون بمشاعر الآخرين. كما أنهم يتفاعلون بسرعة مع المحفزات، مما قد يؤدي بهم أحيانًا إلى انفعالات شديدة.

على سبيل المثال، إذا رأت أم حساسة عربة أطفال في السوق، فإن ذهنها سيشغله التفكير في الثمن والميزات، بالمقارنة مع العربة التي تملكها بالفعل. وقد تساورها مخاوف مثل احتمالية انقلاب العربة.

## اتخاذ القرار تحت الضغط

يمكن أن تصبح عملية اتخاذ القرارات مؤلمة ومرهقة بالنسبة لهؤلاء الآباء نتيجة لتحليلهم العميق للمعلومات. ومع ذلك، فإنهم يُظهرون قدرات استثنائية في اتخاذ قرارات تصب في مصلحة أطفالهم، بفضل ضميرهم الحي وحسهم العالي بالمسؤولية.

كما أن حساسيتهم للمحفزات الدقيقة تجعلهم فعالين في التعرف على احتياجات الأطفال، خاصةً إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في التعبير عن نفسه. هذا الأمر يعزز الروابط العاطفية بين الآباء وأبنائهم، إلا أن الأمهات شديدات الحساسية قد يجدن مهمة تربية الأبناء أكثر تحديًا.

![الآباء شديدو الحساسية](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/10/1728733002_926_والد-شديد-الحساسية؟-حول-التحديات-إلى-فرص-متاحة.jpg)
*الآباء شديدو الحساسية أكثر ميلا لحماية أطفالهم إذا اعتقدوا أنهم مهددون بأي شكل من الأشكال (غيتي)*

## فهم احتياجات طفلك

بحسب الخبراء، يتمتع الآباء شديدو الحساسية بقدرة أكبر على فهم احتياجات أطفالهم بسرعة أكبر، مما يُعزز العلاقات الوثيقة بينهم. إذ غالبًا ما تشهد هذه العلاقات ولاءً كبيرًا ورغبة في الحفاظ على تواصل دائم.

هؤلاء الآباء أكثر عرضة لحماية أطفالهم من المخاطر، واستجابة لمشاعرهم بشكل أعمق، فهم يلتقطون العلامات الدقيقة التي قد تنقلها لهم، مثل نبرة الصوت.

## نصائح لدعم الذات والأسرة

بالنظر إلى أن الآباء شديدي الحساسية يتأثرون بشدة ببيئتهم، فإن عليهم الاهتمام برعاية ذواتهم لتحقيق توازن في تربية أطفالهم. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدهم على تجنب التوتر أثناء تربية الأطفال:

– **إعادة صياغة المشاعر السلبية:** اعتبرها إشارات لتعديل المعلومات بدلاً من اعتبارها علامات على وقوع كارثة.
– **الحد من التحفيز الزائد:** التقليل من التعرض للضوء الساطع والضوضاء المزعجة.
– **طلب المساعدة عند الحاجة:** استعن بالعائلة والأصدقاء أو المتخصصين دون أي شعور بالحرج.
– **التفاعل مع المشاعر:** تحقق مما تشعر به وما تحتاجه، وفكر في القيم التي تريد تقديمها لأطفالك خلال تربيتهم.

تُظهر هذه الاستراتيجيات أننا جميعًا بحاجة للاعتناء بأنفسنا وأن نكون واعين لمشاعرنا لنجعل تجربة تربية الأطفال أكثر سلاسة وإيجابية.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.