ماذا يحدث في الجسم والدماغ خلال نوبة الهلع؟
زيادة حالات القلق
أبزرت أرقام شركات التأمين الصحي الألمانية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر/تشرين الأول زيادة ملحوظة في حالات القلق والأمراض النفسية المرتبطة بها. أفادت شركة التأمين الصحي (دي إيه كيه-غزوندهايت) بأن عدد أيام الغياب عن العمل بسبب الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق شهد ارتفاعاً حاداً في النصف الأول من عام 2024.
وعلى نفس السياق، أكدت شركة التأمين الصحي (آي كيه كيه) أن نسبة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات القلق ضمن المؤمن عليهم ارتفعت لأكثر من 37% خلال العقد الماضي.
آلية عمل نوبة الهلع في الجسم
يوضح شتروله أن نوبات الهلع تعمل كمنبه للجسم، حيث يتم تنشيط مناطق محددة في الدماغ، بما في ذلك جذع الدماغ والمراكز التي تنظم الدورة الدموية والتنفس، مما يؤدي إلى ردود أفعال جسدية مثل تسارع نبضات القلب وضيق التنفس.
عند وقوع هذه العمليات، يحدث رد فعل تحذيري في الجسم، مما يمنحه استعداداً لمواجهة تهديد كبير، كما تسهم في تحسين تدفق الدم إلى العضلات، مما يمكّن الجسم من الرد بشكل أفضل على أي خطر محتمل.
وتمتد أعراض نوبة الهلع لتشمل ضيق التنفس أو زيادة سرعة التنفس، لكن هذه الأعراض ليست حتمية. في بعض الأحيان، يعاني المصابون من التعرق أو الشعور بالتوتر، كما قد يشعرون بالخوف من فقدان السيطرة أو الجنون أو حتى الموت.
تفسير أسباب نوبات الهلع
تتعدد أسباب حدوث نوبات الهلع بحسب شتروله، من بينها المشاكل النفسية والجسدية، الأحداث الحياتية، وبعض المواد مثل الكحول أو المهدئات. كما يساهم بعض العوامل في زيادة احتمالية حدوث نوبات الهلع، مثل الاستهلاك المتزايد للمنبهات.
### أسباب نوبات الهلع وتأثيرها
تشير الدراسات إلى أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى حدوث نوبات الهلع، منها تناول القهوة، نقص النوم، التوتر، وبعض الأدوية. كما يوضح الخبراء أن النوبات يمكن أن تكون ظرفية؛ فمثلاً، قد يعاني شخص لديه خوف مفرط من الثعابين من نوبة هلع عند مواجهته حيواناً من هذا القبيل. يقول شتروله: “الأعراض قد تبدو مشابهة لاضطراب الهلع، لكنها تطفح عادة بسبب مواقف معينة أو أفكار مرتبطة”.
الفرق بين نوبة الهلع واضطراب الهلع
من الضروري التمييز بين نوبة الهلع واضطراب الهلع، حيث يمكن أن تحدث نوبات الهلع لأشخاص أصحاء عند مواجهتهم لمواقف خطيرة. ويفسر شتروله: “إذا واجهت ثعباناً، فإن رد فعلي هو استجابة طبيعية تماماً”.
ماذا يعني اضطراب الهلع؟
يتميز اضطراب الهلع بحدوث نوبات هلع متكررة وغير متوقعة، مما يؤدي بالمرضى إلى تجنب مواقف وأنشطة معينة أو الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية. ويصف شتروله هذه الحالة بأنها “نظام إنذار شديد الحساسية”.
انتشار اضطراب الهلع في المجتمع الألماني
حتى الآن، لا تزال المعلومات حول انتشار اضطراب الهلع في ألمانيا غير واضحة. توضح الجمعية الألمانية المعنية بالطب النفسي أن أحدث البيانات تعود لعدة سنوات، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن حوالي 2% من السكان تأثروا بهذا المرض.
خيارات العلاج المتاحة
يشير شتروله، استناداً إلى تجربته في وحدة علاج القلق في شاريتيه، إلى أن هذا الاضطراب يمكن علاجه بفعالية. يتضمن العلاج النفسي، ولا سيما العلاج السلوكي، مع إمكانية استخدام مضادات الاكتئاب، حيث تتوفر فرص نجاح مرتفعة لهذا النوع من العلاج.
