الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في الضربة الإسرائيلية القاتلة بشمال لبنان

Photo of author

By العربية الآن


الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في الغارة الإسرائيلية القاتلة على شمال لبنان

فريق الدفاع المدني اللبناني ينقّب في حطام الغارة الجوية الإسرائيلية في عيتو، شمال لبنان
رويترز
فريق الدفاع المدني اللبناني يبحث في الحطام في عيتو، بعد الغارة الجوية الإسرائيلية

طالب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإجراء تحقيق في الغارة الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل 23 شخصاً في شمال لبنان يوم الإثنين.

وأشار المتحدث باسم المكتب، جيريمي لورانس، إلى أن القصف الذي استهدف قرية عيتو ذات الأغلبية المسيحية أثار “مخاوف حقيقية” فيما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي.

وأضاف لورانس أن من بين القتلى 12 امرأة وطفلين، وذلك جراء الغارة التي دمرت مبنى سكنياً تم استئجاره حديثاً لعائلة نازحة من الجنوب.

لا تزال فرق الإنقاذ تواصل انتشال الجثث من الحطام في عيتو يوم الثلاثاء، حيث يعد هذا المكان بعيداً عن بؤر الصراع الحالية في جنوب لبنان وبلدتي بعلبك وبعض مناطق بيروت.

حتى الآن، لم تصدر أي تعليق من جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) حول الغارة.

أخبر إيلي العوان، مالك المنزل في عيتو، الصحفيين أن المنزل كان مؤجراً لعائلة مكونة من حوالي 10 أفراد، انضم إليهم لاحقاً حوالي 10 آخرين.

ذكر العوان أنه لم تكن هناك أي مشاكل مع المستأجرين حتى ظهرت سيارة أمام المنزل يوم الإثنين، والتي يبدو أن السائق كان يسلم نقوداً، ثم وقع الهجوم الجوي.

إجبار الضغوط من الغارات الإسرائيلية على مقاتلي حزب الله في المناطق التي تتواجد فيها الجماعة، دفع بأعضائها إلى أجزاء أخرى من البلاد، مما زاد من مخاوف اللبنانيين من أن الأهداف الإسرائيلية قد تكون في أي مكان.

قال أحد سكان عيتو، سركيس العوان، لوكالة الأنباء الفرنسية إن القرية “ربما… لن تستقبل” النازحين من الآن فصاعداً. وأعرب عن اعتقاده أن القرويين الذين استضافوا نازحين قد يطلبون منهم المغادرة.

أظهرت إسرائيل خلال تصعيدها الأخير استعداداً لاستهداف المباني السكنية دون إنذار، في محاولة لإضعاف حزب الله، الذي كان يطلق بشكل متقطع الصواريخ تجاه إسرائيل منذ يوم الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023.

في ليلة الخميس، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى سكنياً في وسط بيروت، حيث أسفرت عن مقتل 22 شخصاً وفقاً لأرقام وزارة الصحة اللبنانية.

أفادت تقارير غير مؤكدة أن الغارة، التي جاءت بدون إنذار وجرحت 117 شخصاً، استهدفت وافيق صفا، أحد القادة البارزين في حزب الله، المدعوم من إيران، الذي يُعتبر قوةً رئيسية في لبنان.

تشير التقارير إلى أن الغارة فشلت في قتله ولم يعلق حزب الله على وضعه.

تؤكد إسرائيل أنها تلجأ لهذا النوع من العمليات لضمان عودة الناس إلى منازلهم في شمال البلاد.

كما أن هجوماً بالطائرات المسيرة شنه حزب الله على قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين يوم الأحد، وإصابة سبعة آخرين بجروح خطيرة، وهو الهجوم الأكثر دموية الذي ينفذه الحزب منذ الغزو البري الإسرائيلي للبنان قبل أسبوعين.

تأبين جندي إسرائيلي قتل في هجوم طائرة مسيرة من حزب الله خلال جنازته في شمال إسرائيل. الصورة: 14 أكتوبر 2024رويترز

كان الهجوم بالطائرات المسيرة من حزب الله يوم الأحد واحدًا من أكبر الهجمات في أكثر من عام – حيث قتل أربعة جنود إسرائيليين.

### تصاعد اوامر الإخلاء في لبنان

أعلنت وكالة الأمم المتحدة للاجئين يوم الثلاثاء أن أكثر من ربع مساحة لبنان تغطيها الآن أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية. وصرحت مديرة الوكالة في الشرق الأوسط، رما جَمُوس إيمسيس، في مؤتمر صحفي أن “الناس يستجيبون لهذه الدعوات للإخلاء، ويفرّون دون حمل أي شيء تقريبًا”.

### موجة نزوح جماعي

تسببت أوامر الإخلاء، بالإضافة إلى الغزو البري الإسرائيلي وحملة القصف، في نزوح جماعي هائل للبنانيين من المناطق المتضررة. وفقًا للحكومة اللبنانية، تم نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، حيث فروا من القرى والمدن الكبرى في الجنوب وانتقلوا شمالًا إلى بيروت وطرابلس ومدن أخرى.

### ظروف معيشية صعبة

تعيش العديد من العائلات في ظروف غير آمنة وغير صحية في الملاجئ داخل وحول العاصمة، حيث أغلقت المدارس والمتاجر لاستيعاب النازحين. أفادت مكاتب بلدية بيروت بأن حجم النازحين قد طغى على خدمات الرعاية، مما أدى إلى ترك الآلاف منهم في الشوارع.

### انخفاض الضغوطات العسكرية

شهدت الضغوط العسكرية على بيروت، خصوصًا في الضاحية الجنوبية، تزايدًا مستمرًا على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، لكن العاصمة لم تتعرض للقصف لأكثر من أربعة أيام. وفي بيان خاص، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، عن “القلق” الذي أبدته واشنطن تجاه طبيعة القصف الذي شهدته بيروت مؤخرًا.

### ردود الفعل السياسية

بعد الهجوم بالطائرات المسيرة من حزب الله يوم الأحد، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الضربات ضد الحزب في لبنان “بدون رحمة”، بما في ذلك في بيروت. وفي مكالمة هاتفية مع الرئيس إيمانويل ماكرون، أكد نتنياهو أنه يعارض “وقف إطلاق نار أحادي الجانب” قد لا يغير الوضع الأمني في لبنان.

وفي سياق متصل، حذر نائب رئيس حزب الله، نعيم قاسم، من أن الحزب لديه “حسابات جديدة” لإلحاق الألم بالعدو، بينما دعا في الوقت نفسه إلى وقف إطلاق النار كحل وحيد للصراع الحالي.

### حصيلة القتلى

تشير الأرقام الحكومية اللبنانية إلى أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 2309 أشخاص خلال العام الماضي، دون التفريق بين المقاتلين والمدنيين. بينما تقدر إسرائيل أن حوالي 50 إسرائيليًا، سواء من الجنود أو المدنيين، قد قُتلوا.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.