أمّ طفل مريض في غزة وابنة رهينة إسرائيلية تطالبان بوقف إطلاق النار

Photo of author

By العربية الآن



CNN
 — 

قصص مأساوية من غزة

عينا تمارا المعروفي، الأم الشابة، تدمعان عندما تقف عاجزة بجوار سرير ابنها في أحد المستشفيات القليلة المتبقية في غزة. فقد كان ورم قد تم استئصاله يضغط على قلب طفلها البالغ من العمر أربعة أشهر، وهو الآن بحاجة ماسة للعلاج في الخارج.

في الوقت نفسه، لا يزال أوديد ليفشيتس، البالغ من العمر 84 عامًا، مختطفًا من منزله في كيبوتس نير عوز منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي على يد مقاتلي حماس، وما زالت عائلته تكافح بشدة لإعادته إلى المنزل.

تعكس قصتا حياة رضيع فلسطيني ورجل مسن إسرائيلي مأساة لا تحصى من الأرواح البريئة المحاصرة في حرب لم يختاروها، مما جعل مصيرهم مرتبطًا بالأوضاع السياسية والمفاوضات التي لم تنجح.

الوضع الصحي المأساوي في غزة

الرضيع، جهاد، يعاني من صعوبة في التنفس والطعام. أما والدته، تمارا، فتجد صعوبة في محاولة تهدئته بينما يبكي ويتلوى، مع أنابيب تخرج من فمه وأنفه.

مثل آلاف المرضى الآخرين في غزة، هو بحاجة ماسة إلى علاج طبي خارجي، لكن عمليات الإجلاء قد توقفت تقريبًا منذ مايو، عندما سيطرت إسرائيل على معبر رفح.

سمحت السلطات الإسرائيلية فقط لجزء بسيط من الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بـ12,000 شخص، منهم الكثير من الأطفال، بالخروج من غزة للعلاج.

أزمة القطاع الصحي

تعرضت العاصمة الطبية في غزة لضغوط هائلة نتيجة عام كامل من الضربات الإسرائيلية والحصار، مما أدى إلى تدمير قطاع الصحة، حيث أصبح الأطباء يواجهون قلة في الموارد لإنقاذ الأرواح.

في أغسطس الماضي، تم تشخيص صبي يبلغ من العمر 11 شهرًا بمرض شلل الأطفال، ليكون أول حالة منذ 25 عامًا في غزة، بعد أن دمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية أنظمة المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى عودة تفشي هذا المرض القاتل.

في سبتمبر، قامت منظمة الصحة العالمية بتلقيح أكثر من نصف مليون طفل دون سن العاشرة ضد شلل الأطفال، بينما يتم الآن تنفيذ الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف.

## معاناة الأطفال في غزة

يعاني العديد من الأطفال مثل جهاد من حالات صحية خطيرة، بما في ذلك الأمراض المزمنة والسرطان، دون إمكانية الحصول على العلاج المناسب في غزة.

![صورة لأطفال فلسطينيين يسيرون على طريق مدمرة أمام مستشفى ناصر في خان يونس](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/gettyimages-2150531370.jpg?c=original)
*أطفال فلسطينيون يسيرون على طريق مدمرة أمام مستشفى ناصر في خان يونس في 2 مايو 2024. | (تصوير: AFP/Getty Images)*

## صعوبة العلاج في غزة

قال الأطباء في مستشفى ناصر بغزة لشبكة CNN إنه لا يوجد متخصصون ولا المعدات اللازمة لتشخيص حالة جهاد وعلاجه بشكل صحيح. بناءً على ذلك، قرر الأطباء إجراء عملية جراحية لإزالة الورم وتخفيف الضغط على قلبه، رغم المخاطر.

## صرخة أم تائبة

وفي حديثها إلى CNN قبل إجراء العملية، لم تتمكن الأم، المرووف، من حبس دموعها وهي تستغيث بالمجتمع الدولي لطلب المساعدة. وقالت: “هؤلاء أطفال، لا يحملون أسلحة، لماذا لا يمكن إجلاؤه؟”

## معجزة الجراحة

على الرغم من كل التحديات، نجح جهاد في النجاة من العملية. لكن والدته أفادت لشبكة CNN الأسبوع الماضي بأن الأطباء لم يتمكنوا من إزالة الورم بالكامل. بعد شهر من العملية، لا يزال يعاني من فقدان الوزن، والإسهال، والحمى، وفقدان الشهية.

![صورة لشيرون ليفشيتز في منزلها بلندن](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/img-6319.jpg?c=original)
*شيرون ليفشيتز في منزلها بلندن، تحمل قلادة مكتوب عليها عمر والدها، أوديد، 84 عامًا، ورسالة “أنتظر عودتك إلى المنزل”. | (تصوير: CNN)*

## عائلة مناصرة للسلام

على بُعد آلاف الأميال، تجلس شيرون ليفشيتز في منزلها في لندن وتستعرض صورًا بالأبيض والأسود محفوظة على هاتفها أثناء حديثها مع شبكة CNN الشهر الماضي. تلمع عيناها بفخر وهي تشير إلى صورة والدتها، يوكيفيد ليفشيتز، التي التُقطت قبل عدة عقود.

كان والداها advocates سنوات طويلة من أجل السلام. في السنوات الأخيرة، كان الزوجان المسنان جزءًا من مجموعة تطوعية من الإسرائيليين تنقل أهل غزة من الحدود إلى المستشفيات في القدس الشرقية والضفة الغربية لتلقي العلاج. قالت شيرون إن والدها، أوديد ليفشيتز، احتفظ برخصة قيادته من أجل مواصلة هذه المهمات.

## إرث والدها

قالت شيرون: “كان والدي يؤمن بأهمية التفكير بشكل جماعي وحل القضايا الصعبة… كان مؤيدًا جدًا لحل الدولتين، وكان يؤمن بقابلية الوصول إلى اتفاقيات مع الفلسطينيين.”

## لحظة مأساوية

في صباح السابع من أكتوبر من العام الماضي، تم اختطاف أوديد ويوكفيفيد من منزلهما في كيبوتس نير أوف، وهو الموقع الذي شهد واحدة من أسوأ المجازر خلال هجوم حماس في ذلك اليوم.

## لحظة الإفراج

حوالي نهاية أكتوبر، تم الإفراج عن يوكيفيد، التي تبلغ من العمر الآن 86 عامًا، من قبل حماس لأسباب إنسانية، بينما كانت لا تزال ترتدي ملابس نومها، حيث تم دفعها إلى الجزء الخلفي من دراجة نارية وأُخذت إلى غزة.

![يوكيفيد ليفشيتز تتحدث إلى وسائل الإعلام بعد الإفراج عنها](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/gettyimages-1741639521.jpg?c=original)
*يوكيفيد ليفشيتز تتحدث إلى وسائل الإعلام خارج مستشفى إيخيلوف في تل أبيب، إسرائيل، في 24 أكتوبر 2023 بعد الإفراج عنها من قبل حماس. | (تصوير: Alexi J. Rosenfeld/Getty Images)*## لحظات مأساوية لعائلة مفقود

آخر مرة شاهدت فيها يوكيفد زوجها، الذي أمضى معها أكثر من 60 عامًا، كانت في السابع من أكتوبر الماضي. كان مستلقيًا على الأرض مصابًا، بعد أن أطلق المسلحون النار عليه في يده خلال اقتحامهم لمنزلهما.

## أمل في قلب العائلة

قالت ابنتهما لشبكة CNN: “لقد نجا بروحه”. وأضافت: “نعلم أنه بحث عن والدتي في اليوم الأول”، وذلك استنادًا إلى شهادات رهائن تم الإفراج عنهم. وأوضحت أن والدها كان يساعد الرهائن الآخرين الذين شاركوه غرفة الاعتقال، واصفة إياه بأنه “رجل لطيف وكريم”.

## الإنسانية وحقيقة الأسر

تأمل العائلة أن تساعد صفة كرم والدهم ومهارته في اللغة العربية، رجل مسن وهاش بوجود حالات طبية، على البقاء حيًا خلال فترة احتجازه.

## الانتظار المستمر

لقد انتظرت العائلة عودته لأكثر من عام. وفي شهر مايو، احتفل أوديد بعيد ميلاده الرابع والثمانين في أسر حماس.

## صورة تحمل الأمل

تلبس ليفشيتز قلادة تحمل صورة والدها وكلمة “84” محفورة عليها، بالإضافة إلى رسالة تقول: “ننتظر عودتك إلى المنزل”.

## انعدام الإنسانية

قالت ليفشيتز: “خطفت حماس أشخاصًا مسنين؛ لم تكن بحاجة لهم، وكان يمكنهم إعادته دون صفقة”. وأكدت أن ليس من الضروري وجود صفقة لإعادة رجل يبلغ من العمر 84 عامًا أو طفل عمره عام.

## أمل في تحقيق صفقة

ومع ذلك، تواصل ليفشيتز، مثل العديد من الإسرائيليين، الإيمان بأن الخروج من هذه الكارثة هو من خلال اتفاق بين إسرائيل وحماس يوقف الحرب ويضمن الإفراج عن الرهائن. تشعر بالخطر من فقدان سباق الزمن لإعادتهم أحياء.

## الإرهاق المستمر

وقالت شارون: “نحن متعبون جدًا وقلوبنا تنكسر مرارًا وتكرارًا، لكننا لن نستسلم. ليس لدينا رفاهية الاستسلام”.

## محادثات معقدة

تكررت الآمال في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكن تلك الآمال تحطمت مرارًا بسبب تعثر المفاوضات. وقد تبادل الجانبين اللوم، مما جعل الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر يحاولون إنقاذ المحادثات التي توقفت منذ عدة أشهر.

## مأساة الحصار

في يوليو، بدت صفقة وشيكة، ولكن مصادر أفادت بأن المطالب الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقلت الوصول إلى اتفاق. وقد اتهمت عائلات الرهائن نتنياهو بإطالة أمد الحرب لأسباب سياسية.

## حياة معلقة

تتأرجح حياة أكثر من 100 رهينة إسرائيلي و2.2 مليون نسمة من سكان غزة في ميزان، جميعهم محاصرين في جيب محاصر وصفته الوكالات الإنسانية بأنه “جحيم على الأرض”، والتي تناشد بإيقاف إطلاق النار لإنقاذ الأرواح.

palestinians mourn their relatives, killed in an israeli strike on the al-maghazi refugee camp, during a mass funeral at the al-aqsa hospital in deir al-balah, in the central gaza strip, on december 25, 2023.

### ظروف إنسانية مأساوية

تشير التقارير إلى أن من نجا من القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 42,000 شخص بحسب السلطات الفلسطينية، يواجهون ما يصفه سكان غزة مثل المعروف بالـ “موت البطيء تحت الحصار”، حيث تتدهور الأوضاع مع مرور كل يوم.

### مأساة أطفال ومآسي أسر

تقول الأم المحطمة: “هو طفل لا علاقة له بما يحدث”، وذلك في تصريحات لها لقناة CNN الشهر الماضي. “ماذا فعل طفل عمره أربعة أشهر؟”

### دعوات للضغط على حماس

أعربت ليبشيتز عن اعتقادها بأن الوسطاء يمكنهم القيام بالمزيد لإبرام صفقة. وطالبت مصر وقطر بزيادة الضغط على حماس، ولكنها ترى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن هو من يمكنه تحقيق هذه الصفقة.

### فقدان الأمل

في أواخر سبتمبر، زادت حدة القلق بالنسبة للإسرائيليين مثل ليبشيتز، بعد أن استعاد الجيش الإسرائيلي جثث ستة رهائن أعدمهم حماس. حيث صرح الجيش الإسرائيلي بأنهم تعرضوا للقتل “بشكل وحشي” قبل أن تتمكن القوات الإسرائيلية من الوصول إليهم.

### تهديدات حماس

أصدرت حماس تهديدًا مروعًا بأن المزيد من الرهائن سيعودون في توابيت إذا حاولت القوات الإسرائيلية إنقاذهم.

### فشل في الإنقاذ

انتقدت ليبشيتز الوضع الحالي، حيث فقد الكثير من الشباب فرصة البقاء على قيد الحياة، واصفة ذلك بأنه “فشل” وعبرت عن أسفها قائلة: “لقد فشلنا في حمايتهم.”

### المخاوف من عمليات الجيش الإسرائيلي

أعربت عائلات الرهائن عن قلقها على سلامة أحبائهم، ليس فقط من قبضة خاطفيهم، ولكن أيضًا من العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك القصف المستمر الذي دمر جزءًا كبيرًا من غزة.

### اعترافات لجيش الدفاع الإسرائيلي

في الشهر الماضي، أكد جيش الدفاع الإسرائيلي أن ثلاثة من الرهائن الذين تم العثور على جثثهم في ديسمبر كانوا “على الأرجح” ضحايا لغارة إسرائيلية. واعترف الجيش بأنه أسقط بالخطأ ثلاثة رهائن آخرين العام الماضي، وأنه يقوم بالتحقيق في ملابسات مقتل الرهائن الستة.

### التمسك بالأمل

رغم الصعوبات، أكدت ليبشيتز أنها لن تتوقف عن النضال من أجل إطلاق سراح والدها والرهائن الآخرين. وعندما سئلت عن ما ستقوله لوالدها إذا كان يمكنه سماعها، أجابت وهي تكاد تبكي: “اغفر لنا. لقد حاولنا جاهدين.”

### دعوة للسلام

أضافت “أسمعه الآن يقول، “اعملوا من أجل السلام، اعملوا من أجل إمكانية أن يعيش البشر معًا في هذه المنطقة.”

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.