ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية وضعت خطة سرية لمهاجمة إيران قبل 20 عامًا، تعتمد على أسلحة متطورة تم استثمار مليارات الدولارات في تطويرها.
وأفادت الصحيفة بأن المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية قامت بإجراء استعدادات للقيام بعملية هجومية محتملة، حيث طورت ذخائر مخصصة، لم يتم الكشف عن بعض منها إلا بعد بيعها لقوات أجنبية.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل نفذت اعتداءً جوياً ضد الحوثيين في اليمن الشهر الماضي باستخدام طائرات “F-15″، انطلقت من قاعدة تبعد 1800 كيلومتر، لإظهار قدراتها العسكرية. وجرى تعديل هذه الطائرات، التي أُعدّت في الأصل للقتال في الجو، لأداء مهام هذه الضربة، وتم تجهيزها بالذخائر الحديثة التي تنتجها الشركات الأمريكية والإسرائيلية. إلا أن الهجوم على إيران يعتبر تحديًا أكبر تعقيدًا رغم تشابه المسافات.
وأوضحت الصحيفة أن المنشآت النووية الإيرانية وقواعد الصواريخ الباليستية تحت الأرض تُعتبر أكثر حماية مقارنة بالأهداف الأخرى، مثل محطات النفط. علاوة على ذلك، تدير إيران نظامًا دفاعيًا جويًا متقدماً تم تطويره محليًا. وفقًا لمزاعمهم التي لم يتم اختبارها بعد، فإن هذا النظام يضاهي قدرات الأنظمة الروسية من طراز “S-300″، التي يمكنها اعتراض الصواريخ التي تطلقها إسرائيل.
ومع ذلك، فإن الهجوم الذي نفذته إسرائيل على أصفهان بعد الهجوم الإيراني في أبريل لم يتم اعتراضه بواسطة هذه الدفاعات.
تحتفظ إيران بأسطول قديم، بما في ذلك طائرات “ميغ-29″ الروسية و”F-14” الأمريكية، التي تعود لعهد الشاه، والتي لا تزال عاملة رغم العقوبات الدولية المفروضة.
في إطار هذه التحديات، قضت القوات الإسرائيلية 20 عامًا في التحضير لشن هجوم محتمل على إيران، حيث استثمرت مليارات الدولارات في هذا المجال.
شملت تلك الاستثمارات تطوير ذخائر متخصصة، حيث رفضت الولايات المتحدة بيع بعضها لإسرائيل، بالإضافة إلى الابتكارات التي لا تتوفر في الولايات المتحدة.
الضربات من مسافة 1800 كيلومتر
تقوم القوات الأمريكية والروسية عادة بتنفيذ ضربات من مسافة حوالي 1800 كيلومتر باستخدام صواريخ كروز وقاذفات القنابل. ومع ذلك، خصصت إسرائيل جزءًا كبيرًا من مساعداتها الأمريكية لشراء طائرات مقاتلة قادرة على الطيران لمدة ساعتين، بدءًا من سرب “F-15I” المتقدم إلى 4 أسراب “F-16I”.
طوّرت شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية خزانات وقود لزيادة المدى التشغيلي لهذه الطائرات.
تشير التقارير إلى أن إسرائيل قد طورت خزانات وقود قابلة للفصل لطائرات “F-35″، مما يجعلها قادرة على الوصول إلى إيران مع الحفاظ على قدرات التخفي.
دون هذه الخزانات، فإن المدى سيكون غير كافٍ، مما يعرض قدرات التخفي للخطر.
صواريخ الهجوم بعيدة المدى
في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كشفت إسرائيل عن صواريخ هجوم بعيدة المدى، يُعرف منها “رامبيج” و”روكس”، ويتم إطلاقها من طائرات مقاتلة. على الرغم من أن تفاصيل مثل مدى هذه الصواريخ لا تزال غير واضحة، فإن المدى المعروف يصل إلى مئات الكيلومترات، مما يتيح تنفيذ ضربات من خارج نطاق الدفاعات الإيرانية.
تحلق هذه الصواريخ بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما يقلل من أوقات إنذار العدو ويزيد من صعوبة اعتراضها، وبالتالي يزيد من فرصها في إصابة الأهداف.
تشير المصادر الأجنبية إلى أن إسرائيل تمتلك نظام صواريخ أرض-أرض مزوّد برؤوس حربية تقليدية ونووية، والمعروفة بصواريخ “أريحا”.
على الرغم من إطلاق المئات من الصواريخ الباليستية من قبل إيران تجاه إسرائيل، يبدو أن احتمال استخدام إسرائيل لهذه الصواريخ في الضربة منخفض.
تحافظ إسرائيل على سياسة الغموض بشأن قدراتها في هذا المجال، وغالبًا ما تعلن عن اختبارات أثناء عمليات الإطلاق من قاعدتها في “بلماخيم”. ومع ذلك، كان الكشف عن منصة إطلاق الأقمار الصناعية “شافيت” في عام 1988 دليلًا على القدرات الباليستية بعيدة المدى لإسرائيل، حيث إن أي منصة لإطلاق الأقمار الصناعية يمكن تعديلها للاستخدام العسكري. لذا، من المتوقع أن تبقى هذه الصواريخ بعيدة المنال في الوقت الحالي.
علاوة على ذلك، طورت شركة “إلبيت” قنابل خارقة للتحصينات تُدعى “500MPR”، قادرة على اختراق حتى 4 أمتار من الخرسانات. هذه القنابل، التي تم اختبارها على طائرات “F-15I”، تمتلك مدى أقصر يصل إلى بضع عشرات من الكيلومترات وفقًا لطريقة الإطلاق.
أيضًا، هناك صاروخ من طراز “PopEye Turbo” بمدى 1500 كيلومتر، مصمم للإطلاق من الغواصات الإسرائيلية، وهو قادر على تحمل رؤوس حربية تقليدية ونووية.
هذا المدى يتيح للغواصات الإسرائيلية ضرب إيران من البحر الأحمر أو بحر العرب دون الحاجة إلى دخول الخليج.
تقول الصحيفة إن تصدير هذه الذخائر إلى عملاء موثوقين يمكن الشركات الإسرائيلية من إعادة استثمار في تطوير الصواريخ والقنابل، مما يقلل التكاليف على وزارة الدفاع الإسرائيلية.
من المرجح أن يتم تخزين الذخائر غير المُعلنة في مستودعات القوات الجوية الإسرائيلية في انتظار الوقت المناسب.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}