تصريحات قاليباف تسبب احتجاجات رسمية لبنانية وإيران توضح موقفها
بيروت/طهران- أثار حديث رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الذي أشار فيه إلى استعداد طهران للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، جدلاً في الأوساط السياسية اللبنانية. واعتُبر هذا التصريح تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي للبنان، مما استدعى ردود فعل دبلوماسية.
احتجاجات رسمية لبنانية
عبّر رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، عن استغرابه من الموقف الإيراني، ووصفه بأنه “تدخل فاضح” في الشأن اللبناني، مؤكداً على أنه محاولة لتكريس وصاية مرفوضة. وأمر ميقاتي وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، باستدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية للاحتجاج على تصريحات قاليباف.
“تدخل فاضح في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان”.. ميقاتي ينتقد تصريحات قاليباف بشأن استعداد إيران للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701#حرب_غزة pic.twitter.com/pOjXo17njm
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 18, 2024
استجابة الحكومة اللبنانية
أوضح الدكتور علي درويش، النائب السابق في الكتلة البرلمانية لرئيس الحكومة اللبنانية، في حديثه للجزيرة نت، أن تصريح قاليباف يعتبر شأناً لبنانياً بحتاً، خاصة أن القرار الأممي صدر في عام 2006 ولم يُنفذ حتى الآن. ولفت درويش إلى أن وزير الخارجية اللبناني طلب استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية للاستفسار عن هذا التصريح، حيث يعتبر التدخل من أي دولة في شؤون لبنان غير مقبول.
الأبعاد السياسية
يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نقولا ناصيف أن “التدخل الإيراني الدبلوماسي” يمثل نقطة خلاف رئيسية بين لبنان وإيران. ويشير ناصيف إلى أن العلاقة بين الطرفين لم تكن دائماً مريحة، مضيفًا أن الوضع اليوم يبدو أكثر تعقيدًا بعد اللقاء غير الودي بين ميقاتي ووزير الخارجية الإيراني.
مواجهة التدخلات
يؤكد ناصيف أن وزير الخارجية الإيراني طلب من لبنان التراجع عن موقفه، مشدداً على ضرورة دعم المقاومة، محذراً من أن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى فقدان الدولة اللبنانية لأي تأثير.
## إيران وموقف لبنان: تباين التصريحات
في سياق التصعيد الحالي، يؤكد ناصيف أن التصريحات الصادرة عن الوزير الإيراني تعكس الرغبة المستمرة لإيران في دعم المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، مما ينذر باستمرار الحرب وما يترتب عليها من تداعيات سلبية على لبنان.
## التفاوض مع فرنسا: إيران تبحث عن الهيمنة
يضيف ناصيف أن حديث المسؤولين الإيرانيين عن استعدادهم للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق القرار 1701 يبرز سعي إيران لتظهر وكأنها وصية على الحكومة اللبنانية. ومع منع الحكومة اللبنانية من مناقشة هذا القرار، تواصل إيران محادثاتها مع فرنسا رغم أن القرار مطروح من قبل مجلس الأمن وليس قرارًا فرنسيًا، حيث أن الجهة المعنية بتطبيقه هي لبنان وإسرائيل أمام الأمم المتحدة.
## الاحتجاج اللبناني: ميقاتي يسجل اعتراضه
يعتبر ناصيف أن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على حق في اعتراضه على عدم رغبة إيران في إعلان لبنان تطبيق القرار 1701. بدلاً من ذلك، تسعى إيران للتفاوض بشأنه بالنيابة عن لبنان كما لو أنها تتحكم في شؤونه.
## موقف البرلمان الإيراني: نفي الاتهامات
وفي رد فعل من الجانب الإيراني، أصدرت رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بيانًا ينفي فيه صحة المعلومات التي نقلتها الصحيفة الفرنسية بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، مؤكدًا أن بلاده ستدعم موقف الحكومة والمقاومة في لبنان حول هذا الشأن.
تأتي التصريحات في إطار دعوة قاليباف لإعطاء أهمية لموقف المقاومة في أي اتفاق سياسي مستدام يخص لبنان. يوضح قاليباف أن التعاون مع الجانب الأوروبي ينبغي أن يتم بعلم وموافقة المقاومة.
## تفسيرات أخرى: قرب المواقف الإيرانية
يقول عبد الرضا داوري، الناشط السياسي المقرب من قاليباف، إنه لفهم تصريحاته يجب مراجعة مواقفه السابقة. إذ أكد قاليباف دعم بلاده للشعب اللبناني ومقاومته، مطالبًا باتخاذ خطوات فعلية لوقف العدوان الإسرائيلي.
وبعد اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين، أوضح قاليباف أنه سيحمل قضايا الشعبين اللبناني والفلسطيني إلى جنيف، مشيرًا إلى استعداد إيران للتفاوض مع فرنسا في إطار دعم جهود وقف إطلاق النار.
## التأكيد على الموقف: دعم المقاومة اللبنانية
يؤكد داوري أنه لا ينبغي اعتبار تصريح قاليباف بمثابة محاولة لتأكيد الهيمنة على لبنان، خاصة أنه يعبر عن دعم الجمهورية الإسلامية لكل ما يقرره الشعب والحكومة اللبنانية. يشير إلى أن تصريحات قاليباف لا تتماشى مع السياسة الإيرانية الداعمة لحزب الله، وأن وزارات الخارجية هي الجهة المسؤولة عن إصدار المواقف الرسمية.
في الختام، يؤكد المتحدث أن إيران لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تسعى لمساعدة لبنان في وقف نزيف الدماء وإجبار إسرائيل على قبول وقف لإطلاق النار.