كشفت نتائج الانتخابات الإقليمية في مقاطعة سردينيا الإيطالية عن أول هزيمة انتخابية لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني منذ توليها المنصب، أمام تحالف يساري معارض.
وفازت النائبة “حركة 5 نجوم” أليساندرا تودي التي تتحالف مع الحزب الديمقراطي من اليسار، على رئيس بلدية كالياري باولو تروزو من حزب فراتيلي ديتاليا المتطرف اليميني، والذي كان جزءًا من تحالف ميلوني الحكومي، وفقًا للنتائج التي نُشرت اليوم الثلاثاء.
على الرغم من فوز تودي بالتنافس بفارق ضيق -45.4% مقابل 45% لتروزو- ، إلا أن ذلك يُعتبر أول هزيمة انتخابية لميلوني منذ توليها المنصب في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وبينما أقر تروزو بخسارته وصرح للصحفيين بأن “ميلوني ليست فعليًا المسؤولة. ولم تكن هذه الانتخابات على مستوى وطني”. قالت ميلوني في تغريدة لها اليوم “إن الهزائم غالبًا ما تكون محبطة، ولكنها فرصة للاعتبار والتحسن. سنستفيد أيضًا من الدروس المستفادة من ذلك”.
شغلت تودي – التي أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة جزيرة سردينيا في جنوب إيطاليا – منصب وكيل وزارة الدولة للشؤون الاقتصادية في حكومة كونتي ثم في حكومة ماريو دراغي نائبة الوزير.
يأتي انتخابها لفترة خمس سنوات قبل نحو ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية التي ستشكل اختبارًا جديدًا لميلوني والأحزاب في تحالفها، بما في ذلك حزب الرابطة المناهض للهجرة بزعامة ماتيو سالفيني وفورتسا إيطاليا (يمين).
تعتبر سردينيا، التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، واحدة من المناطق الإيطالية الخمس التي تتمتع بـ”وضع استثنائي” وتضمن لها استقلالية قوية على الصعيد التشريعي والمالي والإداري.
يمثل هذا الاقتراع خطوة هامة بالنسبة للمعارضة التي كانت متشعبة حتى الآن، لكنها توحدت خلف مرشحة واحدة. وقالت زعيمة الحزب الديمقراطي إيلي شلاين “لقد أثبتنا اليوم أنه يمكن هزيمة اليمين”.
أما رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي رئيس “حركة 5 نجوم”، فقال إن “سكان سردينيا أغلقوا الباب أمام ميلوني وحلفائها وفتحوه أمام التناوب”.
على الصعيد الوطني، يتصدر حزب ميلوني استطلاعات الرأي منذ توليتها المنصب. ووفقًا لأحدث استطلاعات الرأي التي أجراها موقع “يوترند”، حصل حزب فراتيلي ديتاليا على 28% من نوايا التصويت، متفوقًا بشكل كبير على الحزب الديمقراطي بنسبة 19.6% وحركة 5 نجوم بنسبة 16.2%.
تحذر الخبراء من المبالغة في تقدير التصويت الإقليمي الذي يتأثر بشدة بعوامل محلية، سواء كان ذلك بسبب تدهور النظام الصحي أو التحقيقات في الفساد ضد الرئيس اليميني المنتهية ولايته.
وقال دانييلي ألبرتازي، أستاذ في السياسة وخبير في الشعبوية في جامعة سري البريطانية، “تزال رئيسة الوزراء الإيطالية على النهج الصحيح لتحقيق نتائج جيدة في الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو/يونيه المقبلة”، مضيفًا “ولكن هذه الانتكاسة قد تمنح حلفاءها فرصة لإثبات أنفسهم، خاصة في اختيار المرشحين للانتخابات الإقليمية، بما في ذلك الانتخابات المزمع إجراؤها في العاشر من مارس/آذار القادم في أبروزو”، ملمحًا إلى عدم حدوث أزمة مع حلفاء ميلوني، لأنهم “لا يملكون خيارًا آخر” سوى البقاء، لكن يمكنهم أن يأملوا في المزيد من التأثير بعد هذه الخسارة.