تصدرت انتخابات الرئاسة الأميركية عناوين الأخبار العالمية، حيث تثير السياسة الأميركية اهتماماً واسعاً وتأثيراً كبيراً على الساحة الدولية. هذه الانتخابات تُعتبر تاريخية ولها دلالات خاصة، خاصة في ظل الصراعات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يعاني منها العالم.
تعتبر الولايات المتحدة أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، وتلعب دوراً حيوياً كعمود فقري للعديد من التحالفات الاستراتيجية في الساحة الدولية.
وأثار فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب العديد من التساؤلات حول كيفية تأثير رئاسته الثانية على مجرى الأحداث العالمية.
وفقًا لموقع «ذا كونفيرسيشين»، هناك شكوك عديدة حول مدى التزام الولايات المتحدة في ظل إدارة ترمب الثانية بالدفاع عن أصدقائها وحلفائها في الصراعات المستمرة.
أشاد ترمب، خلال حملته الانتخابية، بضرورة إجراء تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأميركية. وقال في أحد تجمعاته الانتخابية في ويسكونسن: «لقد عوملنا بشكل سيئ للغاية، وخاصة من قبل حلفائنا. نحن نحميهم عسكرياً، ثم يخدعوننا تجارياً».
تأثير فوز ترمب على الساحة العالمية
قضية حلف الناتو
يعبر العديد من المسؤولين السابقين، مثل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، عن قلقهم من احتمال سعي ترمب للانسحاب من حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال فترة ولايته الثانية أو تقليل فعاليته.
كان ترمب قد هدد سابقًا بالانسحاب من التحالف، ما قد يؤدي، وفقًا للخبراء، إلى انهيار هذا الحلف. ويشير البعض إلى أن الإنفاق الدفاعي الأميركي يعتبر جوهريًا، حيث يُعادل ثلثي ميزانيات جيوش الدول الأعضاء البالغ عددها 31.
وأكد ترمب أنه يجبر دول الناتو الأخرى على الالتزام بالأهداف العسكرية، بينما يبدو أن تصريحاته المتناقضة تسبب القلق لدى العديد من القادة.
أوكرانيا: خيوط التغيير
عملت إدارة بايدن على تقديم دعم قوي لأوكرانيا في نزاعها مع روسيا، من خلال المساعدات العسكرية والمالية. من جانبه، تعهد ترمب بإنهاء النزاع إذا عاد للرئاسة، لكنه أشار إلى أنه سيوقف الدعم العسكري والمالي الضخم لأوكرانيا، مع إمكانية التفاوض مع موسكو.
انتقد ترمب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، معتبرًا أنه «أعظم بائع» للحصول على المساعدات الأميركية، بينما خبراء يشيرون إلى أن الدعم الأميركي لأوكرانيا سيشهد تحويلات كبيرة إلا أنه لا يعني استسلام كييف لروسيا بشكل كامل.
الصراعات في الشرق الأوسط
في خطاب الفوز، أكد ترمب يعني إنهاء الصراعات، ورغم ذلك حذر القيادي في حركة «حماس»، سامي أبو زهري، من أن ذلك سيكون اختباراً حقيقياً لتطبيق ما أعلنه ترمب. في الوقت ذاته، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن فوز ترمب يُمثل بداية جديدة للتحالف الأميركي الإسرائيلي.
يرى ترمب نفسه كصانع سلام، حيث تعهد خلال حملته بالعودة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، إلا أن وعوده بشأن توسيع «اتفاقيات أبراهام» مُحاطة بمخاوف من تهميش الفلسطينيين واستمرار الأزمات.
ملف تايوان
أكد ترمب أنه ينبغي على تايوان دفع ثمن دفاعها، مشيراً إلى التحديات المرتبطة بحماية الجزيرة نظرًا لبعدها الجغرافي. كما اتهم تايوان بتدمير صناعة الرقائق الأميركية من خلال هيمنتها في هذا المجال.
المسار الجديد تجاه الصين
يمثل التهديد الأكثر وضوحاً في السياسة الخارجية لترمب فرض تعريفات جمركية عالمية بنسبة 20% على الواردات الأجنبية، بما في ذلك رسوم بنسبة 60% على الواردات الصينية. ومن المتوقع أن تثير هذه التحركات مخاوف من نشوب حروب تجارية واضطرابات اقتصادية عالمية.
خلال فترة رئاسته السابقة، بدأ ترمب حربًا تجارية مع الصين، لكنه أبدى مؤخرًا اعتزازًا بعلاقته القوية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. وفور إعلان فوز ترمب، عبّرت الصين عن أملها في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، مبدية التزامها بمبادئ الاحترام المتبادل والتعاون.
### احترام اختيار الشعب الأمريكي
فيما يتعلق بإيران، يختلف مواقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن نهجه تجاه الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث من الممكن أن يدعم فكرة زيادة الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في صراعها ضد طهران ووكلائها. تشير التقارير إلى أنه قد يسعى أيضًا لإعطاء أوامر بمشاركة القوات الأمريكية في تنفيذ ضربات مباشرة ضد إيران، بحسب ما نقلته قناة “سكاي نيوز”.
ترمب لديه موقف أكثر حدة تجاه طهران وطموحاتها النووية مقارنةً بإدارة الرئيس جو بايدن. وقد كان قرار ترمب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران من أبرز التحركات في سياسته الخارجية خلال فترة ولايته.
واتُهمت إيران أيضًا بالتدخل في الحملة الانتخابية لترمب في الأشهر الأخيرة، وهو ما من شأنه أن يعزز من حدة التوترات بين الجانبين خلال فترة ولايته الثانية.
### موقف صارم تجاه الهجرة
هاجم ترمب سياست إدارة بايدن المتعلقة بالهجرة، ومنح منافسته الديمقراطية كامالا هاريس صفة “الزعيمة الضعيفة والغبية” بسبب تواضع تعاملها مع قضايا الهجرة غير النظامية والجريمة. وقدم ترمب تعهدات بتنفيذ أكبر حملة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الحدود الجنوبية مع المكسيك أصبحت “منفذًا للمجرمين والهاربين” الذين يدخلون البلاد لارتكاب الجرائم، بما في ذلك الاغتصاب.
![الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/11/1730929334_231_فوز-ترمب-ماذا-يعني-للعالم-من-الشرق-الأوسط-إلى-أوكرانيا.jpeg)