القصف الإسرائيلي يهدد الآثار القديمة، وتحذيرات من علماء الآثار
### آثار باعلبك القديمة تتعرض للخطر
على مدى أكثر من ألفي عام، كانت المعابد الرومانية في باعلبك بشرق لبنان تُعتبر من أبرز أمثلة العمارة الرومانية في العالم.
ولكن يوم الأربعاء، تعرض موقف للسيارات يبعد بضعة أمتار عن موقع التراث العالمي لليونسكو لقصف جوي إسرائيلي.
هذا الهجوم، الذي دمر أيضًا مبنى عثماني يعود لقرون، أبرز مخاطر قد تؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها لمواقع تاريخية في لبنان بسبب الحرب الحالية بين إسرائيل وحزب الله.
يقول غراهام فيليب، أستاذ الآثار في جامعة دورهام: “باعلبك هو الموقع الروماني الرئيسي في لبنان. لا يمكنك استبداله إذا قُصف. سيكون هذا خسارة ضخمة. سيكون جريمة.”
### تصعيد القصف الإسرائيلي
منذ أواخر سبتمبر، شنت إسرائيل آلاف الضربات الجوية على لبنان في تصعيد لحملتها ضد حزب الله، المجموعة المدعومة من إيران، التي تقاتلها في عمليات عبر الحدود منذ ما يقارب العام.
تستهدف القوات الدفاعية الإسرائيلية بشكل رئيسي جنوب لبنان وأطراف العاصمة بيروت وشرق وادي البقاع.
لكن الحملة في الأسبوعين الأخيرين انتقلت إلى مناطق جديدة، أو بالأحرى، أراضٍ عتيقة.
أكدت القوات الدفاعية الإسرائيلية أنها تستهدف فقط المواقع العسكرية، لكن هذه الأهداف قريبة للغاية من معابد باعلبك والآثار الرومانية في صور، الميناء الرئيسي للإمبراطورية الفينيقية منذ حوالي 2500 عام.
بحسب الأسطورة، كانت صور هي المكان الذي تم فيه إنشاء الصبغة الأرجوانية لأول مرة – الصبغة المستخرجة من قواقع الحلزونات لتزيين الملابس الملكية.
بتاريخ 23 أكتوبر، أصدرت القوات الدفاعية الإسرائيلية أوامر إخلاء للأحياء القريبة من الآثار الرومانية في المدينة، بما في ذلك بقايا مقبرة وميدان سباق خيول.
بعدها بساعات، بدأت بالقصف المستهدف، ووردت تقارير عن قصف آخر للمواقع الأسبوع الماضي.
أظهرت مقاطع فيديو من الضربات سحبًا هائلة من الدخان الأسود ترتفع من المناطق المطلة على البحر على بعد مئات الأمتار من الآثار.
### قلق علماء الآثار اللبنانيين
ليس هناك دليل على أن المواقع الرومانية في صور وباعلبك قد تعرضت لأضرار من الضربات الإسرائيلية. لكن علماء الآثار اللبنانيين في قلق بشأن قرب القتال من الآثار القديمة، التي اعترفت بها اليونسكو لقيمتها الاستثنائية للإنسانية.
تقول عالمة الآثار المحلية جوان فارشاخ باجالي: “بالنسبة لباعلبك، كان الوضع أسوأ من صور، لأن المعابد تقع ضمن المنطقة المستهدفة، ولم تستثن القوات الدفاعية الإسرائيلية المعابد.”
وتضيف أنه لا يوجد أي منشآت لحزب الله في موقع باعلبك: “لا أحد يعرف ما هي الحجة أو الرسالة وراء الضربات.”
تنفى القوات الدفاعية الإسرائيلية ذلك. في بيان لها، أكدت للبي بي سي أنها تستهدف المواقع العسكرية وفقًا لبروتوكولات صارمة، مضيفة أنها “واعية لوجود مواقع حساسة وهذا يؤخذ بعين الاعتبار ويعتبر جزءًا أساسيًا من تخطيط الضربات.”
كما قالت: “يتم تقييم كل ضربة قد تشكل خطرًا على هيكل حساس بعناية وتخضع لعملية موافقة شديدة كما هو مطلوب.”