لا مكان آمن: تزايد المخاوف مع ضربات إسرائيل الجديدة في لبنان
وصلنا إلى مكان الضربة الجوية الإسرائيلية على مبنى في عرمون، الواقعة جنوب غرب العاصمة اللبنانية بيروت، فور مغادرة عمال الإنقاذ.
كان من المفترض أن يكون المكان قد تم إجلاؤه. حيث وجدوا ثماني جثث، منها ثلاثة أطفال وثلاث نساء، وتم نقل العديد من المصابين إلى المستشفيات، وبعضهم في حالة حرجة.
ثم بدأ عدة رجال من بالكون في مبنى مقابل بالصراخ: “يد، يد. نرى يدًا.”
كانوا يشيرون إلى بالكون في الطابق الثاني، الذي دُمّر تمامًا وسقط على الطابق المنهار أدناه.
صعد شاب على كومة الأنقاض. وصل إلى المكان وأزال بعض الحطام، ثم رفع شيئًا لم يكن يمكن تحديده من بعيد.
سألته لاحقًا إذا كان قد عثر على يد، فأجاب: “لا. لم تكن يدًا. كانت قطعة من عظمة رأس.”
المبنى الذي تعرض للقصف يقع في منطقة سكنية.
قيل لنا إن معظم سكان هذا المكان كانوا نازفين داخليًا، يغلب عليهم أنهم من الجنوب أو من الضواحي الجنوبية لبيروت.
تُعتبر هذه المناطق معاقل قوية لحزب الله وقد تعرضت للاعتداء من قبل إسرائيل بشكل متكرر خلال حربها مع الجماعة المدعومة من إيران.
تُعتبر عرمون منطقة مختلطة دينيًا وحتى يوم الأربعاء، كانت المنطقة تُعتبر آمنة لأنها لم تتعرض للضربات سابقًا.
جاءت الضربة في الفجر دون أي تحذير.
قالت أم لطفلين كانت تعيش في المبنى المقابل: “كان ذلك حوالي الساعة الرابعة صباحًا. كنا نائمين. استيقظنا بسبب دوي قوي جدًا. لم نتمكن من رؤية أي شيء في البداية بسبب الدخان الذي كان يملأ المكان.”
قدمت طلب اللجوء في منزل عمها في عرمون بعد أن بدأت إسرائيل قصف الضواحي الجنوبية لبيروت.
وأضافت قائلة: “إن إسرائيل تضرب في كل مكان. لم يعد هناك مكان آمن بعد الآن.”
تفاصيل القصف الإسرائيلي في أرمان
صرح الجيش الإسرائيلي حتى الآن عن عدم توضيح الجهة أو الهدف من الضربات التي استهدفت مبنى سكنياً في أرمان. وقد جاءت هذه الضربة مشابهة للعديد من الضربات المُنفذة في مناطق أخرى من البلاد، التي نُفذت دون إنذار مسبق على المباني السكنية أو المنازل التي تأوي نازحين. وقد أوضح الجيش الإسرائيلي أن العديد من هذه الضربات كانت تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله.
القلق الاجتماعي المتزايد
تشير الهجمات إلى زيادة القلق الاجتماعي في المجتمعات المضيفة، حيث عبر السكان عن مخاوفهم من احتمال استهداف إسرائيل للنازحين المقيمين بينهم أو للزوار الذين يأتون غالبًا لتقديم المساعدات المالية. قال أحد السكان، الذي يمتلك منزلاً في المنطقة التي تعرضت للقصف: “نحن جميعًا نحب المقاومة [حزب الله]، لكن إذا كان هناك شخص لديه ابن ولم يُتأكد بعد إن كان في حزب الله، أو إذا كان شخص يُقدم المساعدات للنازحين ويتعرض للاستهداف، فنحن من ندفع الثمن”.
وأضاف: “جاء النازحون كضيوف ونستقبلهم، ولكن إذا كان هناك شخص غريب هنا، من أي كان – قد يكون ابني ولا أعلم أنه في حزب الله – ويُستهدف، فيُقتل الأطفال والنساء، أليس هذا أمرًا مؤسفًا؟”
الدعوات لوحدة وطنية
أصبحت مثل هذه التعليقات أكثر شيوعًا بعد سلسلة الضربات الإسرائيلية الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد والتي تقع خارج نطاق الأعمال الحربية المعروفة. ومع ذلك، هناك أيضًا تزايد في الدعوات في لبنان من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى تحذيرات من أن مثل هذه الضربات قد تكون مصممة عمدًا لخلق حالة من القلق الاجتماعي.