مستقبل حميدتي وقوات الدعم السريع بعد الهزائم العسكرية الأخيرة

Photo of author

By العربية الآن

مستقبل حميدتي وقوات الدعم السريع بعد الخسائر العسكرية الأخيرة

اشبتاكات في ولاية سنار السودانية @sudankh_s
قوات الدعم السريع تكبدت مؤخرا خسائر متلاحقة (مواقع التواصل)

تعرضت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” لسلسلة من الخسائر العسكرية مؤخرًا، سواء في شرق السودان أو غربه. إذ فشلت في السيطرة الكاملة على إقليم دارفور، كما فقدت منطقة جبل موية الاستراتيجية في ولاية سنار وسط السودان.

وبفقدان جبل موية، تصعب على الدعم السريع فتح خطوط إمداد جديدة، حيث كانت تعتمد على قواعدها الخلفية في دارفور، بينما تمتلك سنار أكبر قاعدة جوية جنوب الخرطوم.

خسارة حميدتي

يعتقد الأكاديمي المختص في الشأن السوداني، الدكتور محمد تورشين، أن هذا التراجع العسكري يعود لفشل استراتيجية حرب العصابات التي اعتمدتها قوات الدعم السريع. فعلى الرغم من محاولاتها المباغتة واستنزاف قوات الجيش، تمكن الأخير من تنظيم صفوفه وامتصاص الضغوط.

ويعزو تورشين جزءًا من النجاح العسكري للجيش إلى استقطابه لموارد بشرية جديدة عن طريق فتح باب التجنيد، فضلًا عن انضمام بعض الحركات المسلحة إليه، بالإضافة إلى حصوله على أسلحة متطورة.

كما يتفق المحلل السياسي محمد جمال عرفة مع تورشين، مشيرًا إلى أن انضمام بعض القوى المحلية، خصوصًا من التيارات الإسلامية، لعب دورًا في تقدم الجيش، مستفيدًا من خبرتها السابقة في النزاعات، بالإضافة إلى دعم الأطراف العربية للجيش بعد تدهور الوضع في السودان.

وتفيد تقارير دولية بأن الجيش أظهر تفوقًا ملحوظًا في سلاح الجو، بعد حصوله على حوالي 200 طائرة من دول عربية وأجنبية. بينما بدأ دعم الجهات المساندة لحميدتي بالتقلص نتيجة إدراكها أن المعركة لم تعد في صالحه.

كما أن الدعم المصري العسكري “غير المعلن” لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يبدو أنه تأكد خلال زيارة الأخير للقاهرة، ساهم أيضًا في تعزيز موقف الجيش. رغم إعلان الحياد من الجانب المصري، فإن ممارسات على الأرض تشير إلى وجود قلق بشأن الأمن القومي المصري، خصوصًا فيما يتعلق بملف اللاجئين وأمن الحدود.

****داخلية*** انتهاكات الدعم السريع في شرق الجزيرة مصدرها وسائل التواصل
انتهاكات الدعم السريع ساهمت في تقليل تأييد الجهات الداعمة (مواقع التواصل)

وعلى الصعيد الدولي، يبدو أن حميدتي بدأ يفقد دعم حلفائه الرئيسيين، على رأسهم روسيا وقوات “فاغنر” العسكرية، بعد محاولات البرهان الأخيرة الحصول على تأييد موسكو من خلال إحياء اتفاقية السلاح التقليدية الموقعة مع الرئيس السابق عمر البشير.

في المقابل، لوحظ أن الموقف الأميركي بدأ يميل ضد حميدتي مؤخرًا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قواته. حيث فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قادة في الدعم السريع بسبب هذه الانتهاكات، مما يشير إلى احتمال تراجع الدعم الأميركي لحميدتي.

هذا الحياد الأميركي ضد حميدتي يأتي وسط مشهد سياسي مضطرب، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.

الموقف الأميركي في الفترة القادمة

يبدو أن الموقف الأميركي لن يتغير في الأمد القريب، حتى يتولى دونالد ترامب الرئاسة بشكل رسمي في البيت الأبيض.

مستقبل قوات الدعم السريع

توقع المتخصص في الشأن السوداني، تورشين، استمرار الاشتباكات العسكرية بين القوات المختلفة. وأشار إلى أن الجيش السوداني يحقق تقدماً في السيطرة على مناطق استراتيجية مثل مدينة سنجة، مما يسهل استعادة السيطرة على ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم. ويرى أن “المعركة تقترب من نهايتها”، خاصةً بالنظر إلى الجغرافية التي تسهل للجيش الضغط على قوات الدعم السريع في مناطق دارفور وكردفان.

السيناريوهات المحتملة

وفي سياق متصل، يطرح عرفة سيناريوهين محتملين لمستقبل الوضع في السودان:

  1. الأول: هزيمة قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، وتشتت قواته، مما يمكن أن يؤدي إلى انسحابه الكامل من العاصمة الخرطوم ولجوئه إلى إثيوبيا. ويعزز هذا السيناريو تقليص الدعم الإقليمي الذي كان يتلقاه، خاصة بعد الهجمات الشديدة التي تعرضت لها قواته وكشف الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها.
  2. الثاني: سعي حميدتي، في حال تعرضه للهزيمة العسكرية، إلى السيطرة على مناطق شبه منعزلة في دارفور، وهي معقله الرئيسي. قد يسعى بذلك إلى إعلان استقلال الإقليم بولاياته الخمس، التي تمثل 26% من مساحة السودان، على غرار تجربة انفصال جنوب السودان.
المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.