مذكرات بوريس جونسون: “مطلق العنان”
تعتبر مذكرات رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، الصادرة حديثا وتضم حوالي 800 صفحة، بمثابة انعكاس لتجاربه وأفكاره خلال فترته في السلطة. يُفترض أن يكون القارئ حين يقرر شراء الكتاب قد حصل على رؤى سياسية قيمة وخبرة غنية من أحد أبرز القادة في العالم، خاصة أن جونسون جاء من عالم الصحافة، حيث كان كاتبًا ورئيس تحرير لمجلة “سبيكتاتور” المعروفة، قبل أن يصبح عمدة لندن ومن ثم رئيس الوزراء زعيمًا لحزب المحافظين.
تأثيرات النجاحات والإخفاقات
يُزيد من توقعات القارئ أن جونسون كان في قلب القضايا التاريخية المعاصرة، مثل الأيام الأخيرة للملكة إليزابيث الثانية، خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وباء كوفيد 19، وحرب أوكرانيا. يمثل جونسون أحد الشخصيات السياسية الأكثر شهرة في عصرنا، إلى درجة أن الكثيرين يعرفونه باسم “بوريس” فقط. ورغم أن الكتاب يحتوي على لحظات من الصراحة، إلا أنه في النهاية يبدو محاولة لتبرير أفعاله والمبالغة في الإعجاب بالذات، مع توجيه اللوم للجميع حول إخفاقاته.
أسلوب الكتابة والمضمون
على الرغم من أن “مطلق العنان” مكتوب بأسلوب سهل وبعيد عن التعقيد، إلا أن أسلوبه يميل إلى الفكاهة والدعابة، حتى في معالجته لمواضيع حساسة. هذا الأسلوب أدى إلى تقليل قيمة المذكرات كوثيقة تاريخية، حيث احتوت بعض الأجزاء على روايات قد تكون مفضلًا لو كانت حقائق. كما تضمن الكتاب بعض الأخطاء التاريخية التي لا ينبغي أن تكون موجودة في أعمال كاتب محترف.
الأفكار والاستنتاجات
من الجوانب الإيجابية في الكتاب، يطرح جونسون أفكارًا استراتيجية تسلط الضوء على قضايا مثل الفجوة الاقتصادية بين الأجيال، والانقسام الاقتصادي بين لندن وبقية المملكة المتحدة. كذلك، يكشف عن تحوله من معارض لتغيير المناخ إلى مقدم لحلول مستدامة لمواجهة تحدياته، مما يُظهر تقدماً في فكره وتوجهاته.
