تنبؤ كبد الخروف بخسارة ترامب: أصل علمي وراء ممارسة تقليدية
5/11/2024
–
|
آخر تحديث: 5/11/202401:59 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تم توثيق الجذور العلمية لهذه الممارسة في دراسة نُشرت من قبل باحثين من “معهد الطب المتكامل” في البرازيل بدورية متخصصة بالبحوث المتعلقة بالكبد.
أول طلاب للتشريح في التاريخ
وصف الباحثون في دراستهم الكهنة من العصور البابلية القديمة، الذين عاشوا قبل حوالي 3000 عام، بأنهم “أول طلاب للتشريح في التاريخ”. فقد بدأوا دراسة التشريح من خلال تحليل كبد الأغنام الذي كان له دور أساسي في توقع المستقبل وفقًا لمعتقداتهم.
وفقًا للباحثين، كان يُعتقد أن كبد الأغنام يحمل خاصيات فريدة، حيث كانوا يعتبرون أنه بينما تتطابق الأعضاء من نفس النوع، فإن كبد كل خروف يكون مختلفًا. Hence, the predictions regarding the future were based on observing the distinct features of the liver’s surface, as they believed it to be the seat of the soul and central to all forms of mental and emotional activity. في تلك الحضارات، لم يبدأ القلب في القيام بهذا الدور إلا لاحقاً.
لتأكيد أهمية هذه الممارسة، قام الكهنة بتطوير نماذج طينية للكبد، والتي تم استخدامها كوسيلة تعليمية مشابهة لتلك التي يستخدمها طلاب الطب اليوم.
ترفيه تحول لممارسة بحثية
تعرف سيلينا ويسنوم، الباحثة في جامعة ليستر، على تفاصيل هذه الممارسات التي استخدمها الكهنة البابلية، مما يعكس الارتباط بين التاريخ العلمي القديم وفن توقع المستقبل.
فن قراءة الكبد: أبعاد تاريخية وتجريبية في ظل الانتخابات الأمريكية
تخصصت الباحثة ويسنوم في تراث الشرق الأوسط، وعبر السنوات الأخيرة، قدمت عرضًا تعليميًا شيقًا عن فن “قراءة الكبد”، وذلك قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية. وتقول ويسنوم في تقرير نشرته على موقع “ذا كونفرسيشن”: “بدأت هذه الممارسة كجزء ممتع ليوم مفتوح في الجامعة ثم أصبحت جزءًا أساسيًا من بحثي. ليس لأني أؤمن بها، بل لأنها توضح لنا كيفية تفكير البشرية في اتخاذ القرارات على مر العصور”.
عدم اليقين والتنبؤ بالمستقبل
تشير الباحثة إلى أن “قراءة الأكباد تعكس كيفية تعامل البشر مع عدم اليقين عبر التاريخ، فهم لا يزالون يكافحون حتى اليوم، حيث طوروا أساليب متنوعة مثل علم التنجيم وبطاقات التاروت كوسيلة لمواجهة صعوبة اتخاذ القرارات”. في ظل التوتر الدائر حول الانتخابات الأمريكية، تذكر ويسنوم أن هذا يبرز التشابه بيننا وبين أولئك الذين عاشوا قبل آلاف السنين، على الرغم من اختلاف أدوات التنبؤ بالمستقبل.
توقعات قديمة وطرق جديدة
تفصح ويسنوم عن احتمال تعرض توقعاتها بخسارة ترامب للخطأ، موضحة: “نرغب جميعًا في معرفة المستقبل، وقد حاولنا بأساليب مبتكرة مثل استطلاعات الرأي. أحيانًا تصيب نتائجنا وأحيانًا تخطئ”. في عام 2016، توقعت فوز ترامب قبل أن ينال ترشيح الحزب الجمهوري، وفي 2020، توقعت أيضًا عدم إعادة انتخابه. أما في هذه المرة، وبعد ملاحظتها لعدد من النذر السيئة في الكبد، افترضت أن الجواب سيكون “لا لترامب”.
تطبيق علمي على تقنيات قديمة
تشرح ويسنوم طريقتها في تحليل الأكباد، حيث تطرح سؤالًا على كبد الأغنام وتقوم بتحليل النتائج وفقًا لما استخدمه البابليون القدماء. إذا كانت العلامات الإيجابية أكثر، فإن الجواب هو “نعم”، وإذا كانت سلبية، فهو “لا”.
الوجه الآخر: الفهم العلمي لخدعة الكهنة
يؤكد الدكتور محمد علي عز العرب، استشاري الكبد، أنه يشيد بالتاريخ الذي يبرز أهمية الكبد، لكنه يرفض تحويل هذه الممارسات القديمة إلى تجارب علمية تعكس واقع الحاضر. ويقول: “انحصرت هذه الممارسات تحت ضغط الكهنة لنقل ما يريدون إلى الملك”. ويضيف أن اختيار الأغنام ذات الصحة الجيدة كان جزءًا من الألاعيب التى دأب عليها الكهنة، مختتمًا بالقول إن “ويسنوم قد اختارت أغنامًا مريضة، وقد يكون ترامب أكثر حظًا”.
تاريخ يمزج بين الكهنة والتنبؤات
في إطار الحضارة المصرية القديمة، تشير الأبحاث إلى أن الكهنة كانوا يتحكمون في مصير الممالك بطرق مشابهة، حيث كانوا يديرون الممارسات الدينية ويخلقون معبودات جديدة، مثل “آمون رع”. يتحسر بسام الشماع، كاتب في علم المصريات، على كيفية تأثير الكهنة في تحقيق مصالحهم، مما أدى إلى تداعيات سلبية على الحكومات.
وفي النهاية، تبرز الأمور المتشابهة بين الماضي والحاضر، حيث كانت توقعات ويسنوم بمثابة صدى لممارسات عريقة لطالما تساءل عنها العلماء ويظل طرحها محل نقاش وتأمل حتى اليوم.